IMLebanon

اللعبة باتت مكشوفة

 

 

يتفاخر أمين عام «حزب الله» ويكرّر في كلّ إطلالاته أنّ «الحزب» هو من دخل غداة 7 تشرين الأول 2023 في الحرب ضدّ إسرائيل إسناداً لـ»حماس» ولنصرتها ولتخفيف الضغط العسكري الإسرائيلي عنها. (علماً أن إسرائيل أعلنت منذ اسبوع سَحب خمسة ألوية من منطقة الصراع مع غزة لعدم الحاجة إليها!) بمعنى آخر «حزب الله» هو من أعلن الحرب على العدو الإسرائيليّ في 8 تشرين الأول. هذا في الوقت الذي امتنعت فيه دول الطوق، أي مصر والأردن وسوريا والسلطة الفلسطينيّة عن الدخول في الصراع بين حماس وإسرائيل، وكذلك امتنعت جميع الدول العربيّة، من المحيط إلى الخليج، عن الدخول في هذه الحرب.

 

والأدهى من كلّ ذلك، أنّ قائدة محور الممانعة وحاملة شعار إزالة إسرائيل من الوجود، أي الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة غسلت يديها وامتنعت بدورها عن دخول هذه الحرب، وذلك بالرغم من الضربات القاسية وسلسلة الاغتيالات لقيادات الصفّ الأول فيها التي تلقتها وتتلقاها من إسرائيل في الداخل الإيراني وفي الدول والعواصم الواقعة تحت سيطرتها كما تتبجّح.

 

أن يأخذ فريق «لبناني»، يتفاخر بأنّ ماله وسلاحه وتدريبه من دولةٍ خارجيّة، وأنّ قائده وسيّده وآمِره ووليّه وحُسَينه هو مرشد الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، أن يأخذ هذا الفريق لبنان ويجرّه إلى حربٍ انكفأ الجميع عن خوضها إلّا الاساطيل الأميركيّة والأوروبيّة، يعني احتمالاً من ثلاثة:

 

1 – أم أنّ ما يقوم به هذا الفريق هو عمل انتحاري، وهذا ما لا نعتقده،

 

2 – أم أنّ ما يقوم به هو خدمة لإيران لتجلس الى طاولة المفاوضات القائمة أو المقبلة ولتقبض ثمن الدم المُراق في غزّة وفي جنوب لبنان،

 

3 – أم أنّ هذا الفريق يريد، وتحت شعارات التحرير ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي، يريد الهيمنة على لبنان ودولته بكلّ مفاصلها من رئاسة الجمهوريّة إلى المحكمة العسكريّة التي باتت مشغولة «بتخوين» المطران موسى الحاج، وصولاً إلى السيطرة على الوزارات ومديريّاتها كما هو حاصل في وزارة الأشغال على سبيل المثال لا الحصر.

 

من الواضح أنّ «حزب الله» يقوم بالدَورَيْن معاً: من جهة يعطي أوراقاً تفاوضية لإيران لتستعملها من أجل توسيع وتأكيد نفوذها في المنطقة، ومن جهة أخرى يسعى «حزب الله» لإكمال وإطباق سيطرته على كلّ مفاصل الدولة اللبنانيّة.

 

الشعب اللبناني بمعظمه أسقط «القُدسيّة» عما كان «مقدّسات» كمثل شعار «جيش وشعب ومقاومة»، و»حزب الله» يُدرك أنّ الناس تعرف أن اللعبة باتت مكشوفة «وما بَدها شَرح كتير». لا خلاص للبنان إلّا بالعودة إلى أساس تكوينه، وبخروجه من صراع المحاور والنأي بنفسه، وبسلوك الحياد نهجاً له. لعلّ «حزب الله» يرتدع ويعود إلى لبنان تحت سقف دولته ودستوره وجيشه وقضائه ولعلّه يقتنع أن لا مظلّة تحميه إلّا مظلّة وطنه والباقي باطل وزائل.