IMLebanon

تقارير داخلية تحرض اميركا والغرب على حزب الله

يبدو ان الساحة الداخلية ذاهبة نحو التصعيد السياسي، هذا التصعيد سيقوده كما بات واضحاً مجموعة من السياسيين، بوجه حزب الله، وكل فريقه السياسي، وكل ذلك يجري على وقع الانتصارات الاستراتيجية التي يحققها محور المقاومة وعلى رأسه حزب الله في لبنان وسوريا، اذ كل تحليلات المحور الاخر، تشير الى ان رأس حربة المشروع المتقدم في المنطقة، والسبب الاول والرئيسي لعرقلة وتعثر المشروع الاميركي، هو حزب الله، الذي استطاع من خلال حضوره في ساحات المقاومة الاستراتيجية وهيبته ان يعيد خلط الاوراق ويعرقل تقدم المشروع الاميركي، المتحالف مع بعض العواصم العربية وتل ابيب.

من هنا فإن اوساطاً سياسية لبنانية تنقل عن اجواء ديبلوماسية ان الساحة اللبنانية مقبلة سياسياً على التصعيد السياسي، مترافقة مع ضغط اميركي، والتلويح باستخدام مجلس الامن بوجه حزب الله، وطلائع هذه الضغوط، هو ذاك الحديث الجاري من ان الجيش لا يستطيع التنسيق مع حزب الله في معركة جرود رأس بعلبك والقاع، كي لا يحرم من المساعدات الاميركية.

كما ان لبنان الرسمي لا يستطيع مجاراة حزب الله في بعض خطواته كونها ادت الى عقوبات اقتصادية ومالية على بعض اللبنانيين. اضافة الحديث عن توسيع عمل قوات اليونيفيل على الحدود بين لبنان وسوريا.

لكن الاميركيين انفسهم بعثوا برسائل شفوية عبر اشخاص في المنطقة، ان بعض اللبنانيين طالبوا بهكذا عقوبات وضغوط، وقالوا انه لا يمكن لجم محور ايران وسوريا وحزب الله الا عبر الضغط السياسي.فيما ذهب اميركيون صهاينة، الى القول ان حرباً متوقعة على حزب الله، يمكن ان تنشب في حال وافقت ادارة رونالد ترامب عليها، لكن ادارة ترامب مع الدولة العميقة حذرت من هكذا حروب في هذه المرحلة لاسباب جد حساسة منها الوجود الاميركي في المنطقة الذي قد يتعرض لضربات خطيرة، وثانياً امكانية نشوب حرب اقليمية لن تقتصر على لبنان، وربما يدخل فيها كل من ايران والعراق الى جانب سوريا وحزب الله، وبالتالي لا احد يعرف اين ستتجه الامور، وليست في مصلحة اسرائيل، وهذا ايضاً ما قاله الروس مراراً لنتنياهو ولموفديه الى موسكو. ان لا مصلحة لك بشن حرب على حزب الله، لأنها قد تفتح ابواب حرب اقليمية بساحات ومساحات كبرى لن يستطيع احد ضبط من سيدخل فيها ويخرج منها باقل الخسائر،لكن بمختلف الاحوال ستكون تل ابيب الخاسر الاكبر.

بالطبع تقول الاوساط السياسية نقلاً عن المصادر الديبلوماسية المعنية بشؤون المنطقة،ان راس الحكومة الاسرائيلية يتعرض لحملة سياسية واعلامية كبرى في الداخل الصهيوني، نتيجة الفساد والرشاوى التي نالها، وهو معرض لأن يلحق بزميل رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت المسجون، وبالتالي قد يرتكب حماقة بأن يفتح حرباً، ضدّ سوريا ولبنان، ليبعد الانظار عنه كي لا ينتهي به الحال كما انتهى اولمرت في السجن، لكن المؤسسة السياسية والامنية الاسرائيلية ترى ان هذه الخطوة لن تفيد نتنياهو كون اولمرت فعل الامر نفسه بضوء اخضر اميركي ولم يبعده هذا الضوء الاخضر عام 2006، عن السجن والمساءلة. وهذا ما سيلحق ببنيامين نتنياهو ان اقدم منفرداً على تفجير المنطقة.

لكن الحذر يبقى واجباً كون تقدم محور المقاومة وفق الاوساط في العراق وسوريا ولبنان، واليمن، فتح ابواب الاخطارعلى اسرائيل، التي بات الجميع يعلم انها تضغط لابعاد الجيش السوري وحزب الله في الجبهة الجنوبية ولم تستطع ان تنال ما تريده، فيما الجيش السوري والمقاومة باتا على الحدود مع الاردن – اي بالقرب من فلسطين المحتلة في منطقة السويداء، فيما مشاريع المناطق الآمنة لا يسير وفق ما تريده تل ابيب.

ماذا يعني كل هذا الكلام بالنسبة للبنان؟

تنصح المصادر ان يفهم كل اللبنانيين وكل المعنيين بشؤون المنطقة بان توتير الساحة الداخلية في لبنان، ليس لمصلحة اي فريق سياسي، ومن الخطيئة، ان تكون السياسات الكبرى في المنطقة تسير باتجاهات واضحة ، فيما بعض اللبنانيين، يفتحون معارك لحسابات خاصة، او لحسابات اقليمية لن تقدم ولن تؤخر في الحسابات الكبرى، بل سوف تؤثر على الاقتصاد الوطني وعلى الاستقرار السياسي، وتوتر الساحة اللبنانية، بما لا ينفع اي فريق حتى في الانتخابات النيابية، اذ ان الساحة اللبنانية، باتت منقسمة مذهبياً، والاوزان اللبنانية واضحة، لكن القوى الفاعلة والمؤثرة ايضاً واضحة وهي التي يحسب لها الحسابات الاقليمية والدولية.

تنصح الاوساط السياسية نقلاً عن المصادر الديبلوماسية، باعادة فتح الحوار بين المستقبل وحزب الله وبين الجميع، كون اي توتير داخلي لن يقدم ولن يؤخر بوضعية حزب الله الداخلية والاقليمية، وهذا ما يعرفة الاميركيون والروس وغيرهم من اطراف اقليمية، مضطرة للتحاور مع حزب الله في ملفات المنقطة حتى وان ذهبت الى عواصم العالم.