IMLebanon

دوافع دولية وإقليمية ومخاطر الجنوب والاقتصاد حتّمت تفاهم الأضداد على تسريع تشكيل الحكومة

 

 

أدت المساعي المكثّفة في الساعات الماضية الى حلحلة كل العقد، وازالة العقبات التي كانت تحول دون ولادة الحكومة، ولا سيما الدور الذي قام به المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي عقد لقاءات مكثّفة يوم أمس، اتّسمت كلها بسرية المناقشات.

وعلم في هذا السياق, أن هذه الاتصالات كان لها دور ايجابي في الوصول الى قرب اعلان التشكيلة الحكومية في الساعات المقبلة أو عشية عيد الميلاد. وهنا تشير مصادر متابعة الى أن مشاورات مفتوحة حصلت على خط بعبدا -بيت الوسط كان قطبها الأبرز وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي وخلال المؤتمر الاستثماري في لندن، تولّى التواصل مع الرئيس سعد الحريري، وبالتالي بقي خط الاتصال بينه وبين الحريري مفتوحاً حتى تمّ التوصل الى حلحلة العقد، وتحديداً ما يتعلّق بسنّة الثامن من اذار، بعدما تعهّد رئيس الجمهورية أن يكون الحلّ من قبله من خلال توزير أحد المقرّبين من النواب السنّة الستة ومن حصّته.

من هذا المنطلق، انفرجت الأزمة وسط تأكيدات أنه لن يكون هنالك أي عقدة مستجدة، الا اذا استجدّ أمر طارئ وكبير جداً يحول دون هذا التشكيل. ولكن ما يمكن حسمه أن المسألة باتت في اللمسات الأخيرة، أو أقلّ من ربع الساعة الأخير على حدّ قول اللواء ابراهيم، وهناك إعداد يحصل من قبل الرئيس المكلف لبيان التأليف الذي سيصدر من قصر بعبدا من خلال تلاوة مراسيم التأليف، الى اتصالات تقوم بها دائرة المراسم في رئاسة الحكومة مع الجهات السياسية والحزبية المعنية، للطّلب منها السيرة الذاتية للوزراء الجديد لديها والقدامى، وهذا ما بدا فعلاً من خلال تسارع وتيرة الاتصالات، وتوالي الايجابيات للوصول الى برّ الأمان بأن الحكومة باتت جاهزة، وليس هناك من عوائق تحول دون اعلانها، وربما في توقيت مفاجئ، بتجاوز أي مطبّات ربما تحصل تكون خارج ارادة الجميع، كذلك فان وضع البلد لم يعد يحتمل أي ترف سياسي في هذه المرحلة الصعبة على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية.

أما ماهية الدوافع الأساسية التي أدّت الى الاسراع في الاتصالات والحلحلة من قبل كل الأطراف، فقد كشفت مصادر سياسية مواكبة عن معلومات تفيد بأن ظروف اقليمية ودولية كان لها التأثير المباشر في حضّ اللبنانيين على التعجيل في تشكيل الحكومة في ظل التطورات المتسارعة في الجنوب، والمخاوف من اقدام اسرائيل على أي عمل عسكري، ما يستدعي أن تكون هناك حكومة موجودة تواكب أي تطوّر سياسي أو عسكري أو ديبلوماسي على الحدود. كذلك فان الانفتاح العربي على سوريا، والذي بدأت أولى ملامحه بزيارة الرئيس السوداني عمر البشير الى دمشق، فهذه مسألة ساهمت أيضاً في تنقية الأجواء على الساحة اللبنانية من خلال التحضيرات القائمة للقمة العربية التنموية الشهر المقبل، والخوف من أن تطير هذه القمة في حال لم تكن هناك حكومة جديدة تتخذ قرار دعوة أو عدم دعوة سوريا اليها.

ويبقى أخيراً أن كل هذه العناوين الداخلية والاقليمية والدولية وصولاً الى القلق من هزّات في الشارع بعد التحركات المطلبية الأخيرة وامكانية تغلغل بعض المندسّين في أي تظاهرة، فكلّ ذلك كان له دوره في الوصول الى هذه النتائج الايجابية التي باتت تنبئ بأن الحكومة باتت حتمية وأقرب من أي وقت مضى.