IMLebanon

مَنْ يَحْرق إيران؟  

 

 

ازدادت الأعمال التخريبية في إيران، بشكل لافت… البعْض يقول إنّها حوادث طارئة والبعض الآخر يقول بأنّ من غير الممكن أن يحدث مثل هذا الكم من الحرائق والتفجيرات بالصدفة إذ ان هناك احتمالاً بأن تكون تلك الأعمال مفتعلة تحت بند التخريب.. وهنا لا بد من استعراض الأحداث التي حصلت أو الحرائق التي حدثت، ونترك للقارئ أن يحلّل حسب مشيئته:

 

الحادثة الأولى: مفاعل نطنز لتخصيب اليورانيوم… إذ وصف علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرّية الايرانية، حادث تعطل شبكة الكهرباء في المفاعل بالعمل الإرهابي. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أشارت الى أنّ الحادث هو نتيجة هجوم «سيبراني» إسرائيلي وكان قد اندلع حريق العام الماضي في المنشأة نفسها… وادعت السلطات الايرانية يومذاك بأنه نجم عن عملية تخريب «سيبرانية».

 

وإثر هذا الحادث قال وزير الخارجية الايراني إنّ بلاده «ستنتقم» من مدبّري الهجوم على المفاعل…

 

أشير هنا الى أنّ السلطات الايرانية، أفادت في البداية عن حدوث انقطاع في التيار الكهربائي… وقد أشارت الإذاعة العامة الاسرائيلية الى إنها عملية إلكترونية للموساد… وقالت المصادر إنّ العملية تسببت بأضرار جسيمة أكثر مما أبلغت عنه إيران… وقال مسؤولون في المخابرات الاميركية لصحيفة ”نيويورك تايمز“ إنّ انفجاراً كبيراً دمّر تماماً نظام الطاقة الداخلي المستقل، الذي كان يزوّد أجهزة الطرد المركزي داخل المنشأة.

 

الثانية: اغتيال العالم النووي الايراني:

 

يعتبر الغرب ان العالِمَ النووي الايراني البارز محسن فخري زاده، الذي قتل في هجوم خارج العاصمة طهران، شخصية قيادية في البرنامج النووي للجمهورية الاسلامية، رغم ان إيران نفت مشاركته فيه. والسؤال الملح من هو فخري زاده؟ يعتقد مسؤولون وخبراء غربيون ان فخري زادة، لعب دوراً حيوياً في جهود مشتبه بها، قامت بها إيران في السابق لتطوير سبل تصنيع رؤوس نووية خلف ستار برنامج مدني معلن لتخصيب اليورانيوم.

 

وأشار تقرير مهم من الوكالة الدولية للطاقة الذرّية التابعة للأمم المتحدة في 2011، أنّ فخري زاده شخصية محورية في أنشطة إيرانية مشتبه بأنها تسعى لتطوير تكنولوجيا ومهارات مطلوبة لصنع قنابل نووية.

 

والجدير ذكره، أنّ فخري زاده هو ضابط كبير في الحرس الثوري، ويُقال أيضاً إنّ هناك احتمالاً أنّ له دوراً في مثل تلك الأنشطة، كذلك هو الايراني الوحيد الذي أتى التقرير على ذكره.. والمعلومات تقول إنّه ولد في مدينة قم عام 1958 ووصل أن يكون نائب وزير الدفاع، وكان له مركز مرموق في الحرس الثوري.

 

الثالثة: غرق أكبر سفينة تابعة للبحرية الايرانية بعد اشتعال النيران فيها قرب خليج عمان. وقال الجيش الايراني في بيان نقلته الإذاعة الحكومية: إنّ السفينة (خرج) التي يُقال إنها أكبر سفينة بحرية إيرانية من حيث الحمولة اشتعلت فيها النيران لنحو 20 ساعة قبالة ساحل «جاسك» في خليج عمان، قبل أن تدمّرها النيران حسب «وكالة أنباء فارس».

 

الرابعة: مصفاة نفط في طهران:

 

تجدّد مسلسل الحرائق في المنشآت الايرانية الذي بدأ منذ أواخر العام الماضي وسط غموض حول أسبابه، حيث اندلع حريق كبير جنوب طهران في مصفاة نفطية، تصدّر حوالى 250 ألف برميل يومياً.

 

وأعلنت لجنة الأزمات في إيران سيطرتها على مصدر تسرّب الغاز في المصفاة حيث أنّ التسرّب النفطي كان وراء حريق خط الأنابيب في الأهواز.

 

الخامسة: حريق اندلع بمنشأة تابعة لشركة شهيد توندجويان للمواد البتروكيميائية جنوب غرب إيران.

 

السادسة: انفجارات مدوية في مدينتي قرمدرارة وقدس أحدها تسبب في انقطاع التيار الكهربائي. في المقابل نفى مسؤولون إيرانيون تقارير عن حدوث انفجارات جديدة غربي العاصمة طهران.

 

السابعة: وقع انفجار في مصنع لإنتاج الصواريخ تزامن مع حدوث حريق هائل في شيراز في محطة للطاقة، ثم انفجار في مركز طبي في طهران.

 

الثامنة: حريق في محطة الأهواز، انفجار في خزانات الاوكسيجين في المنطقة الصناعية في باقر شهر.

 

التاسعة: انفجار في مستودع الصواريخ التابع للحرس الثوري غرب العاصمة طهران.

 

أمام هذا الكم من الإنفجارات أو التفجير، لا يمكن أن تكون كلها صدفة، لذلك لا بد من أن نتوقف أمام الدور الذي تلعبه إسرائيل في هذا المجال، وهنا لا بد من أن نتذكر كيف دمّرت إسرائيل عام 1981 المفاعل النووي العراقي، وكيف دمّرت المفاعل النووي السوري عام 2006، وهذا يمكن أن يشير الى أنّ الدولة العبرية لا يمكن أن تقبل بالسماح لأي مشروع نووي في المنطقة… والمصيبة أنّ أميركا تساندها مساندة كلية..