IMLebanon

فرصة لاستيضاح عبد اللهيان عن مهمّات الجيوش الستة!

 

 

لم يتجرأ أي مسؤول سوري حتى في ذروة الهيمنة السورية على لبنان، على التفوه بما يتبرع به مسؤولون ايرانيون من وقت إلى آخر.

 

أمضى الجيش السوري ومنظماته لتحرير فلسطين نحو 35 سنة في لبنان وسعياً اليه، وبرر قادة النظام فعلتهم بانها تارة دفاعاً عن الثورة الفلسطينية وقضية الشعب الفلسطيني، وتارةً أخرى دفاعاً عن لبنان في وجه الاعتداءات الاسرائيلية، وفي استمرار دفاعهم عن وحدة لبنان وسيادته واستقلاله في وجه مشاريع التقسيم والتجزئة والاستعمار والصهيونية.

 

على امتداد كل تلك العقود لم يتنطح مسؤول سوري للقول بأنه يسيطر على لبنان أو انه يوظفه في سياساته. فعلها عبد الحليم خدام مرةً عندما هدد بضمه… ولم يعد الى قول رغبته، وسارت الأمور تحت شعار حافظ الاسد: شعبٌ واحد في دولتين تحكمهما وحدة المسار والمصير الى ان قضى الله أمراً كان مفعولاً.

 

هذا “التهذيب” السياسي السوري السابق، يقابله اسلوب ايراني استكباري لا يمكن تفسيره خارج رغبات التوسع وشراء الذمم واستثمارها. يقول المسؤولون الايرانيون ما يفعلونه ويفكرون فيه ولبنان ليس سوى مشروع من مشاريعهم واستثماراتهم المذهبية والسياسية، وهو في ذلك يتساوى مع بلدان عربية أخرى.

 

قالوا قبل سنوات انهم يسيطرون على اربع عواصم عربية (بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء) وكانوا وعدوا باسترجاع القدس خلال سبع دقائق ونصف الدقيقة لتصبح العاصمة الخامسة، الا انهم ارجأوا المهمة. وبعد الانتخابات اللبنانية الأخيرة في 2018 اعلنوا عن فوزهم بـ74 نائباً في برلمان بيروت، وأخيراً أفصح غلام رشيد قائد مقر “خاتم الأنبياء” عن تنظيم ايران ستة جيوش في الخارج للدفاع عنها سردها على الترتيب التالي: “حزب الله”، حماس، الجهاد، الجيش السوري، الحشد العراقي والحوثيون…

 

لم يخجل الايرانيون بفعلتهم ولا يخجلون وهم المصرّون على رفض تسمية الخليج العربي المتمسّكين بفارسيته وجزر الامارات الثلاث، لكن المشكلة ان أياً من “الجيوش” المذكورة لم يجد ضرورة للتوضيح او الإعتذار لأبناء جلدته. وربما تكون زيارة حسين امير عبد اللهيان لـ”عاصمته” اللبنانية فرصةً لاستيضاحه عما تريده طهران فعلاً من هذا البلد المستتبع.