IMLebanon

هل تدخّل «المعلومات» في انتخابات «اتحاد العرقوب»؟

انتخب أمس رئيس بلدية شبعا محمد صعب رئيساً لاتحاد بلديات العرقوب. للدورة الثانية على التوالي (تأسس عام 2010)، لم تنزل الرئاسة من أعالي حرمون نحو كفرشوبا أوكفر حمام أو الهبارية والفرديس أم الماري وراشيا الفخار، الجارات الأعضاء في الإتحاد.

ليس لأن البلديات الست فوضت زميلتها الأكبر مساحة والأكثر سكاناً (35 ألف نسمة)، بل لأن تدخلات عدة ضغطت لترغيب رؤساء البلديات الست بانتخاب صعب القريب من تيار المستقبل وتربطه علاقات واسعة مع مرجعيات امنية وسياسية.

سبق الإنتخاب الذي جرى أمس في قائمقامية حاصبيا، جولات وصولات امتدت من كفرشوبا حتى راشيا الفخار، بهدف عدم تكريس عرف احتكار شبعا لرئاسة الإتحاد. انتشر اقتراح يقضي باقتسام ولاية السنوات الست إلى قسمين: السنوات الثلاث الأولى تكون الرئاسة فيها لكفرشوبا ونيابتها للهبارية، فيما ترأس السنوات الثلاث الأخيرة راشيا الفخار ونائب الرئيس للفرديس. أحد أعضاء بلدية كفر حمام قال لـ»الأخبار» إن «رئيسي بلديتي الهبارية وراشيا الفخار، بالتنسيق مع زملائهما، بحثا مع صعب بالإقتراح قبل أن يعرضا عليه تثبيت رئاسة السنوات الثلاث الأولى لشبعا والسنوات الثلاث الأخيرة لبلدية أخرى. لكن صعب رفض، متمسكاً بالولاية كاملة». إزاء إصرار صعب على الترشح، ترشح رئيس بلدية كفر شوبا قاسم القادري وانقسمت البلديات السبع بينهما.

في البداية، شكلت بلديات الهبارية وكفرشوبا وكفرحمام وراشيا الفخار حلفاً في وجه بلدية شبعا وحليفتيها الماري والفرديس. لكن التحالفات تبدلت لاحقاً. بحسب المصدر نفسه، «بدأت حملة ضغوط واسعة على الرؤساء. رئيس فرع المعلومات العميد عماد عثمان الذي تربطه صداقة مع صعب، اتصل ببعض رؤساء البلديات لحثهم على انتخاب صديقه. وتردد بأن نائب المنطقة قاسم هاشم والرئيس فؤاد السنيورة والنائبة بهية الحريري ومفتي حاصبيا الشيخ حسن دلة ومرجعيات نافذة في منطقة العرقوب، أجروا اتصالات بهذا الشأن».

احتاج صعب لأصوات أربع بلديات ليفوز بالمنصب. ضَمِن منذ البداية صوتَي الفرديس والماري، وكان بحاجة إلى صوت رابع إضافة إلى شبعا. التصويب ارتكز على إقناع رئيس بلدية كفر حمام هيثم سويد. وبعدما كان في المحور الرافض لصعب، تبدل موقفه بشكل مفاجئ مع عضوين في مجلسه، لأسباب غير محددة. لكن نتيجتها كانت واضحة أمس. انتخب نائباً للرئيس لولاية كاملة. فهل خضع رؤساء البلديات للضغوط؟ «طبعاً صار في تدخلات. بس هيك صار شو منعمل؟ وبالنهاية اختارت الأكثرية»، هكذا اختصر رئيس بلدية راشيا الفخار سليم يوسف سيناريو الإنتخاب. علماً بأن الأخير بدّل موقفه وصوت لصعب.

أما صعب فقد نفى لـ»الأخبار» ما تردد عن ضغوط على رؤساء البلديات لانتخابه. وأصر على أن رئاسة الإتحاد «يجب ان تبقى في شبعا لأنها البلدة الأكثر سكاناً في المنطقة». ما المشكلة في أن ترأس بلدية أخرى الإتحاد؟ «لا مشكلة، بس المنطق يقول بأن البلدة الأكبر تحظى بالرئاسة».