IMLebanon

هل ما زال لبنان مستثنًى من مشروع سايكس بيكو جديد؟

الإستحقاق الرئاسي في الثلاجة بانتظار ما سيؤول إليه وضع المنطقة

هل ما زال لبنان مستثنًى من مشروع سايكس بيكو جديد؟

ما زال فريق الرابع عشر من آذار يحاول إقناع الفريق المقابل بالتخلي عن حساباته الإقليمية والدولية والعودة الى لبننة الاستحقاق الرئاسي

يشهد الملف الرئاسي اليوم جولة هي الرابعة عشرة من نوعها في المجلس النيابي ولا يبدو استناداً الى معطيات الأحداث ومواقف الأطراف الداخليين والمعلن منها والمستور أنه في طور الانتقال الى مربع جديد يضع حداً للشغور المتمادي منذ 137 يوماً في ضوء استمرار وضع العراقيل وعدم إبداء الفريق المعرقل أي ليونة توحي بإمكان إحداث خرق في وقت قريب.

وترى مصادر مواكبة أن كل الجهود المبذولة حتى الساعة على هذا المحور محلياً وإقليمياً ودولياً لم تُحدث أي خرق على رغم إثارة القضية في أهم مواقع القرار الدولي، وفي العواصم الغربية كما كان أمس الأول في لقاء الرئيس الفرنسي هولاند والرئيس سعد الحريري الذي كرر الطلب من هولاند بذل جهد مع الجانب الإيراني للمساعدة على إنهاء حالة الشغور الرئاسي، بعدما كان رئيس الحكومة تمام سلام طلب شخصياً من الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال لقائهما على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها الـ 69، غير أن المطالب اللبنانية لم تلقَ حتى الساعة أصداء إيجابية.

وإذ اعتبرت هذه المصادر أن لقاءات باريس اللبنانية كانت تشاورية في مجمل ملفات الساعة لا سيما انتخابات رئاسة الجمهورية والوضع على الحدود الشرقية والتمديد للمجلس النيابي الذي توقعت أن يثيره الحريري خلال لقائه الاثنين المقبل مع البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في الفاتيكان، أكدت أن الرهان على لقاءات لبنانية بين بعض القوى السياسية لفك أسر الرئاسة اللبنانية ساقط ما دام مفتاح قصر بعبدا في جيب حزب الله، معربة عن اعتقادها أن المعادلة القائمة في هذا السياق لا يمكن أن تتبدّل إلا في واحد من حالتين، إنتصار كبير للمحور الإيراني – السوري أو حصول تفاهم واسع النطاق في المنطقة يوزّع مناطق النفوذ بين القوى الإقليمية الفاعلة وفق ما ألمح رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره أمس عن وجود مخطط أشبه بسايكس بيكو ويقضي بتقسيم المنطقة الى دول مذهبية وطائفية وعرقية ضعيفة متناحرة، كما هو الحال في العراق المقسّم الى ثلاث دول وكما يمكن أن يصل إليه الوضع من تقسيم سوريا الى أربع دول سنّية وعلوية ودرزية ومسيحية، وإن كان لا يزال فريق من اللبنانيين يراهن على هزيمة تلحق بالمحور الإيراني – السوري من شأنها أن تنعكس إيجاباً على الوضع اللبناني وتسرّع في ملء الشغور الرئاسي.

وبناء على هذه المعادلة المطروحة على المستويين الدولي والإقليمي يستمر الفرقاء اللبنانيين في الاستفادة من الوقت الضائع لتمرير هذه المرحلة وتبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود على الصعيد اللبناني الذي لا يزال حتى الآن، حسب مصادر دبلوماسية مواكبة خارج إطار مخطط سايكس بيكو الجديد بحيث يحافظ على وحدة الدولة والأرض ولا يخشى من أن يطاوله التقسيم الذي يجري على قدم وساق بدءاً من العراق وانتهاء بسوريا التي دخلت فعلاً هذه المرحلة بعد القرار الدولي بإضعاف داعش التي ما زالت تتقدم في اتجاه بلدة كوباني آخر معاقل الأكراد في العراق وسوريا والتي إذا تحققت من شأنها أن تُنهي أحلام الأكراد في إقامة دولة لهم في سوريا بعد تقسيمها الى أربعة دول.

وأمام هذا الواقع المسدود الآفاق ما زال فريق الرابع عشر من آذار يحاول إقناع الفريق المقابل بالتخلي عن حساباته الإقليمية والدولية والعودة الى لبننة الاستحقاق الرئاسي وتسهيل العملية المطروحة للاتفاق على مرشح لا ينتمي الى الفريقين ويكون مقبولاً من كليهما بحيث يطوى هذا الملف الذي يشكل بقاءه شاغراً جرحاً مفتوحاً في الجسم اللبناني الذي يشكو من أمراض كثيرة، بل من اشتراكات مرضية أنهكته وتكاد تضع مصيره على حافة البحث الإقليمي والدولي كغيره من دول المنطقة وذلك بالرغم من قناعاته الثابتة بأن الفريق الآخر المنخرط في هذا المخطط من خلال حزب الله الذي ما زال يمسك بالمبادرة، والذي بات أسيراً له لا يملك حرية اتخاذ أي قرار بمعزل عن اللعبة الدولية الجاري تنفيذها والتي بلغت مراحل متقدمة وفق ما أورده الرئيس نبيه بري أمام زواره في مقر إقامته في عين التينة.

وكلام الرئيس بري عن سايكس بيكو جديد ليس جديداً ولا مفاجئاً للبنانيين بحيث سبق لصديقه النائب وليد جنبلاط أن تحدث عن هذا المخطط ودعا اللبنانيين الى اليقظة والإسراع في ترتيب البيت الداخلي بدءاً بملء الشغور في رئاسة الجمهورية لكي يجنّبوا بلدهم وأنفسهم الوقوع أسرى هذا المخطط الذي يرمي كما سايكس بيكو الى إعادة النظر في خريطة المنطقة الجيوسياسية.