IMLebanon

هل ينهار النظام في لبنان؟

يُشكّل الحوار غداً فرصة حقيقيّة لفرملة التدهور على كل المستويات. وتنعقد طاولة الحوار للمرّة الأولى على وقع حراك مدني مُتصاعد في الشارع، ما يزيد المسؤولية على المتحاورين وتدفعهم إلى إعادة النظر في حساباتهم لئلّا يسقط الهيكل على رؤوس الجميع.

لكن المشكلة أن بعض من يجلس على طاولة الحوار لا يُمانع سقوط الهيكل، على أمل أن يكون واهماً، في الحصول على فرصة لإعادة بنائه.

وهناك أيضاً مَن يرى في نسف النظام السياسي مصلحة استراتيجية له، غير أنه لا يرى الوقت الراهن مناسباً لذلك، ويُفضّل الإنتهاء من ترتيبات المنطقة لجهة تغيير الأنظمة وإعادة رسم الحدود السياسية والجغرافية، قبل الدفع في اتجاه مؤتمر تأسيسي في لبنان، قد تكون أكلاف تحقيقه غالية جداً، ولا يستطيع أحد ضمان نتائجه سلفاً.

ما بات واضحاً أن الحراك في الشارع لن يهدأ ولن يستكين بالتناغم مع ما يُحضَّر للمنطقة، وإن الجهات الداعمة له في السياسة والمال والإعلام لن تُفرمله في المرحلة المقبلة، وإن كانت تحاول ضبط إيقاعه صعوداً وهبوطاً.

وعلى رغم الآمال الضئيلة التي يُمكن البناء عليها في هذا الحوار، إلّا أنه يبقى فرصة يتيمة للإبقاء على الإستقرار وإنقاذ الدولة من الإنهيار.

اليوم، يتهاوى نظام الدولة سريعاً، في سوريا والعراق واليمن، وكل المؤشرات الميدانية تدلّ إلى أن الإتفاق النووي بين الولايات المتحدة الأميركية والدول الخمس، وبين إيران ستزيد المواجهات والتعقيدات في المنطقة على المدى القريب.

أمّا أزمة النازحين التي اجتاحت دول أوروبا فمِن شأنها أن تخلط الأوراق الدولية في الملف السوري وتُسرّع البحث عن حل سياسي، لأن أوروبا لا يُمكنها أن تتحمّل هذا التدفّق البشري غير المسبوق.

من هنا، ينتظر حراكاً جديداً على مستوى المنطقة، وارتفاعاً في حدّة ورقعة المواجهات العسكرية والأمنية حيث النزاعات الدموية، والتصعيد السياسي والشعبي تحت عناوين مطلبية وإصلاحية، حيث يتمادى العجز السياسي والفساد وسوء الإدارة كما في لبنان.

أما الإشارات المتناقضة حول مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، فإن غالبية التقارير الديبلوماسية من عواصم الدول الكبرى تُجمع على أن البحث في حل الأزمة السورية يتركّز على مرحلة ما بعد الأسد، ولو كان الروس فعلاً مستميتين في الدفاع عنه، لما كانت كل تلك الإجتماعات المتواصلة مع المعارضة السورية في موسكو.

هذا لا يعني أن الروس تخلّوا عن دعم النظام ورئيسه، ولكنهم لن يقدّموا هدايا مجانيّة لأحد، خصوصاً أننا لسنا في موسم أعياد. في لبنان، وعلى رغم كل ما يجري، لم يرتدع البعض ولم يوقف الصفقات والبازارات السياسية، ولو على حساب الجيش.