IMLebanon

ارسلان لـ”الجمهورية”: حتى اللحظة متمسّك بشرف الدين

 

 

إلى حين عودة الرئيس نجيب ميقاتي من الخارج، يبقى التفاؤل بقرب ولادة الحكومة «نظرياً» أو شيكاً مؤجل التسديد، في انتظار التأكّد من انّ هناك «سيولة» سياسية او «مؤونة» كافية لدى رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف لتغطيته وتسييله.

صحيح انّ التفاؤل السائد يبدو مستنداً هذه المرة إلى قاعدة صلبة ركيزتها الدور التوفيقي والتحفيزي الذي أدّاه «حزب الله»، الّا انّ التجارب تثبت انك في لبنان يمكن أن تنام على وسادة حرير وتستفيق على كومة شوك، وبالتالي لا بدّ من انتظار عودة ميقاتي حتى يُبنى على الشيء مقتضاه وتنتقل الإيجابيات المستجدة من طور «القوة» إلى طور «الفعل».

 

وإذا كانت الترجيحات تفيد أنّه سيتمّ تجديد شباب الحكومة الحالية بعد إدخال تعديلات موضعية عليها، الّا انّ مساحة هذه التعديلات تبدو مطاطة وهي تتوسع حيناً وتتقلّص احياناً.

 

ومن الأسماء المرشحة للتغيير، وزير المهجرين عصام شرف الدين، خصوصاً بعد الخلاف الكبير الذي وقع بينه وبين ميقاتي حول طريقة مقاربة ملف النازحين، غير أنّ المرجعية السياسية لشرف الدين، أي دار خلدة، توحي بأنّ القرار النهائي لم يُتخذ بعد.

 

ويؤكّد رئيس «الحزب الديموقراطي اللبناني» طلال أرسلان لـ»الجمهورية»، انّ احداً لم يشاوره بعد في مسألة استبدال وزير المهجرين عصام شرف الدين بإسم آخر. وقال: «حتى هذه اللحظة انا ما زلت متمسّكاً ببقائه في الحكومة».

 

ويوضح «انّ رئيس الجمهورية ميشال عون لم يناقش معنا لغاية الآن هذا الأمر، وانا واثق في انّ أي قرار يتعلق بالوزير الدرزي سيتخذه الرئيس بعد التشاور المشترك».

 

وحين يقال لارسلان انّ ميقاتي لم يعد يتقبّل بقاء شرف الدين بعدما ساءت العلاقة الشخصية بينهما كثيراً، يردّ: «إذا كانت القصة قصة علاقات شخصية «منحلها، بسيطة ما بدّها هلقد»، اما إذا كان الأمر يتعلق بحسابات سياسية فلماذا يُراد تحويل شرف الدين كبش محرقة؟ هل هكذا يُكافأ الرجل لانّه أعطى قوة دفع لملف النازحين السوريين وحقق نتائج إيجابية على صعيد معالجته بعد ركود؟».

 

وهل توافق على معيار أن يكون الوزير الدرزي الجديد المفترض غير مستفز لرئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط؟

يكرّر أرسلان بأنّ احداً لم يفاتحه بعد في شأن هذا المعيار او غيره.

 

وكيف تردّ على من يعتبر انّه لم يعد لك الحق في أن تتمثل في الحكومة بعد خسارتك الانتخابات النيابية؟

يرفض أرسلان هذه المقاربة، مؤكّداً «انّ شرعيتنا الدرزية لا نكتسبها من الانتخابات النيابية فقط بل أيضاً من تاريخنا الوطني والوجدان الدرزي، وبالتالي هي لا تُختصر او تُختزل بصندوق اقتراع».

 

ويضيف: «هذه مجرد حجة يتلطّى بها البعض لتصفية حساباته السياسية معنا».

وما صحة انّ اسم صالح الغريب مطروح للحلول مكان شرف الدين؟ يجيب باقتضاب: «لا علم لي بذلك».

 

ويشدّد أرسلان على ضرورة تشكيل حكومة أصيلة، مكتملة الصلاحيات، لمواجهة الظروف الصعبة والتحدّيات المقبلة.

ويتصدّر هذه التحدّيات بطبيعة الحال استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية، الذي يتمنى أرسلان ان يتمّ ضمن المهلة الدستورية، لافتاً إلى انّه يجب التوافق على اسم رئيس الجمهورية المقبل حتى يستطيع ان يمرّ من خرم إبرة التوازنات السياسية والنيابية، ولكن لا مؤشرات حتى الآن في هذا الاتجاه.

 

وارسلان العائد من لقاء دام لساعات طويلة، قبل أيام، مع الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، يؤكّد انّ الاجتماع كان ممتازاً، وانّ النقاشات خلاله امتدت من المنطقة إلى لبنان.

 

ويشير أرسلان إلى كرة ترسيم الحدود البحرية هي في الملعب الأميركي – الاسرائيلي، معتبراً انّه وتبعاً لطريقة التعامل معها تتحدّد وجهة هذا الملف، «علماً انّ السيد نصرالله رسم المعادلات القاطعة والضامنة للحقوق».

 

وهل احتمال الحرب وارد؟ يستبعد أرسلان وقوع حرب، «ليس بسبب كرم أخلاق العدو، وإنما لانّه يعرف جيداً انّ كلفتها عليه ستكون باهظة جداً، وهو يريد استخراج الغاز لا إشعاله، الّا اذا ارتكب خطأ في التقديرات».

 

ويشدّد أرسلان على انّه خرج من الاجتماع مع السيد نصرالله واثقاً في أنّ وضع محور المقاومة جيد على امتداد المنطقة، «وهذا ما سيُترجم حُكماً في أي تسويات او مواجهات».