IMLebanon

إنها إساءة الى لبنان

 

لم يكن منتظراً أنْ ينتهي المؤتمر التشاوري في بكركي بأفضل مما أسفر عنه من كلمة وطنية جامعة لغبطة البطريرك الماروني مار بطرس بشارة الراعي، ومن بيان ختامي انبثق من الوجدان الوطني هو أيضاً. وكلاهما في إطار الميثاق الوطني… وربّـما من حسن  التقادير أنّ «القمة المارونية»  عقدت عشيّة قمة التنمية الاقتصادية في إطار الجامعة العربية. هذه القمة التي كان جلياً أن هناك مَن لا يريد لها أن تُعقد وإذا عُقدت فعلى المستوى الذي سنشهده.

 

وفي تقديرنا أنّ «القمة المارونية» تجاوزت، بنجاح، ما كان يُرسم لها من فخ لم تقع فيه بفضل دراية السيّد البطريرك وحرص معظم الأطراف على تجاوز القطوع الذي كان مكشوفاً ومفضوحاً، لدرجة أنّ من استُدرج إليه، وتحوّل الى أداة تفخيخ  قد أدرك جسامة الخطأ الذي ارتكبه … أو هذا ما نتمنى أن يكون قد أدركه.

 

وأمّا القمة العربية فتكشفّت الأيام  التي سبقتها عن أحقاد دفينة وتصرّفات مؤذية في حق الوطن. وكأنَّ المصمّمين على ضرب هذه الفرصة اللبنانية الكبيرة تعمّدوا الإساءة الى الوطن، وليس ثمة تفسير آخر. ألم يقل المندوب الكويتي، أمس، في الجلسة التحضيرية أن الإشكالات اللبنانية الداخلية وراء مستوى التمثيل؟!

 

إنّ الذين أوصلونا  الى قمة على مستوى معّين لم يسيئوا الى الرئيس ميشال عون وحسب، بل قرروا (من حيث يدرون أو لا يدرون) أن يظهروا لبنان في موقع العجز. ولعلّهم حققوا هذا الهدف… وبإمتياز!

 

أمّا  ماذا جنوا من هذه الفعلة؟ فلا نظن أنهم حققوا شيئاً سوى التنفيس عن الأحقاد الدفينة، اللهم إذا كانوا يخدمون أطرافاً خارجية بعينها.

 

ولا يستطيع المراقب أن يفصل بين محاولات ضرب القمة والسعي الدؤوب لعدم تشكيل الحكومة، فالربط بين الفعلتين يفرض ذاته بذاته… وليس ثمة من تبرير، كما ليس ثمة عذر مخفّف.

 

الآن، وقد وقعت الواقعة نود أنّ نلفت إلى الآتي:

 

1 Banner El Shark 728×90

 

أولاً- لقد عرف لبنان، خصوصاً في تاريخه الحديث حالات انتفاخ عديدة… ولكن أياً منها لم يُكتب له ان يتحوّل الى واقع استقطاب وجذب.

 

ثانياً – إن تلك الحالات كلها، ومن دون أي استثناء وفي منأى عن المقصد جاءت بالويلات على الوطن والمواطنين قاطبة. وليس من ضرورة لمزيد من  التفصيل…. فالزمن لم يمّر بعد على «الإنجازات»!

 

ثالثاً – إن الضرر الذي ترتّب على تلك الحالات في ناس كل منها ربّـما بلغ ذروته وفاق بضراوته الضرر الكبير الذي  أُحيق بالوطن.

 

رابعاً – إنّ تلك الحالات تكشّفت عن تداعيات وذيول استمرت طويلاً،  وقد زالت الحالة، بينما استمر النزف طويلاً.

 

خامساً – إنّ الوضع اليوم يختلف عن أيام الحرب. وما كان «مُحْتَملاً» في الحرب لم يعد احتماله ممكناً اليوم.

 

سادساً – بالرغم من كل شيء في لبنان، اليوم، هيكلية دولة، بالرغم مما لحق بها من معاول الهدم… وإذا كان لا بدّ من المضي في المحاولات السلبية (وهو أقل وصف) فعلى الدولة أن تقوم بواجبها، وإلاّ فالخيارات الوطنية السياسية ستكون مفتوحة!