IMLebanon

الجراح يضع العصي في دواليب مصالحة الحريري ــ مراد

«حان الوقت لأن يفهم الشيخ سعد الحريري أن في البقاع جمهوراً مشتركاً بين تيار المستقبل والوزير عبد الرحيم مراد، وهذا الجمهور أكبر من جمهور (النائب) جمال الجراح الذي يحاول في كل مرة وضع عصيّه في عجلة تقريب المسافات بين الطرفين».

هكذا يعلّق أحد الوجهاء البقاعيين المحسوبين على تيار المستقبل على ما يسمّيه «تأخر الحريري غير المبرر» في ردّ الزيارة لمراد بعد المصالحة بينهما منذ نحو ستة أشهر.

يعتب رموز هذا «التيار المشترك» على رئيس المستقبل لعدم معاملته رئيس حزب الاتحاد بالمثل، خصوصاً أن الأخير «في نظر كثيرين من البقاعيين، ومنهم حريريون، مرجعية وازنة لا يمكن تجاوزها». فرغم مرور أشهر على المصالحة، وزيارة مراد لبيت الوسط، لم يكلف الحريري نفسه ردّ الزيارة، رغم أنه زار البقاع وأقام إفطاريه الرمضانيين السنويين.

في حفل غداء أقامه مراد الأسبوع الماضي على شرف رؤساء بلديات ومديري المدارس والثانويات في صالة «ديوان القصر» الجديدة التي افتتحها (من أضخم القاعات في لبنان)، تميّز الحشد الكبير بحضور وجوه على مسافة واحدة من مراد والحريري. أحد الوجهاء من المحسوبين على المستقبل والمؤيدين للمصالحة، رأى أن «مشكلة الرئيس سعد الحريري أنه لا يزال يدير أذنه للمعترضين على ترتيب البيت السنّي. من يدعُ الى الحوار عليه استكماله باحترام الآخرين. لقاء الحريري بالسيدة ميريام سكاف في زحلة حصل بسبب حيثيتها في البقاع الاوسط. وحيثية مراد في البقاع الغربي توجب زيارة الحريري له». ولفت الى أن الرئيس الحريري ألغى زيارة للبقاع الغربي ليتفادى زيارة مراد «وقوفاً على خاطر الجراح».

أحد قيادات المستقبل رأى أن تياره مستمر في خطأ «الظن بأننا همّشنا دور مراد بعد خسارته في الانتخابات النيابية، ولم نعترف أنه بمؤسساته وقدرته على التواصل مع الناس عن قرب بحجم عشرة نواب وخمسة وزراء. ومن يكن بهذا الحجم يخسر من يخاصمه». ويلفت الى أن «الغالبية من البقاعيين رحّبت بالمصالحة، والغالبية ترى أن واجب الحريري ردّ الزيارة لمراد في البقاع. وهذا لا يُربح مراد بل يربح الحريري أكثر».

ويصف أحد فعاليات منطقة البقاع الغربي سعي الجراح لعرقلة استكمال المصالحة بأنه «يدرك أن المصالحة تعني انتهاءه سياسياً، لذا يبذل كل جهد لمنع حصولها. وهو يدرك أن تقارب الحريري ومراد سيكون على حساب مركزه ومقعده، لكونه مرشّح المستقبل في البقاع الغربي، فيما المقعد السنّي الثاني في الدائرة من حصة راشيا».