IMLebanon

ماذا سيسمع لودريان؟

 

من عادة زوّار لبنان الكبار القيام بـ”برمة العروس” على المواقع الرئاسية الثلاثة: قصر”عين التينة” و”السراي الكبير” و”قصرالشعب”. لم يشغر “عين التينة” منذ تشييد القصر لسكنى “الإستيذ”، أما قصر بعبدا فيشهد فراغات بين ولاية وأخرى وفي السراي هناك دائماً رئيسان: رئيس معلّق ورئيس مطلّق.

 

وزير خارجية المجر بيتر سيارتو حمرا خرق في زيارته إلى بيروت تقاليد ما بعد الطائف،عرّج على وزير الخارجية والمغتربين “المشنص” شربل وهبة في قصر بسترس مجاملاً، والتقى صديقه الوزير باسيل عند إبنة الشالوحي في قمة تاريخية أوروبية – مشرقية واكتفى.

 

وغداً سيصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي وزير خارجية فرنسا (العظمى أيضاً) جان إيف لودريان، في محاولة منه لتحريك الركود القاتل. المحسوم أنه سيلتقي الرئيسين نبيه بري وميشال عون، ولن تطأ قدماه السراي كاسراً أيضاً التقليد. إن ينسَ جان إيف كيف ينسى كلمات حسان دياب القاسية بحقه؟ إن ينسَ كيف ينسى مدام زينة عَكَر “تتسمسم عليه” في زيارته الأولى لبيروت (تموز 2020)؟

 

ماذا سيقول بري للودريان؟ في الواقع لم يخبرني. على الأرجح سيعلن مجدداً تمسّكه القوي بالمبادرة الفرنسية كحبل إنقاذ وضرورة تشكيل حكومة اليوم قبل الغد. قد يتخلى عن معادلة “الشعب + جيش + مقاومة = شبه دولة” ولن يتخلى عن المبادرة. مصطفى أديب يشهد على ذلك. سيشرح بري للضيف الفرنسي بما تختلف الـ”3 تمانات” عن الـ”3 ستات”، كما سيؤكد له وقوفه إلى جانب الإصلاح والتدقيق الجنائي وإقرار “الكابيتال كونترول”، ومتابعة المفاوضات البحرية والتحقيق الشفاف بانفجار المرفأ ومكافحة الفساد، سيُسمِع بري لودريان ما يحب سماعه.

 

وفي قصر الشعب، سيسمع لودريان، تمسك عون بالمبادرة الفرنسية والتزامه الكامل بمندرجاتها، والحرب التي يخوضها ضد منظومة الفساد وسيحث على تشكيل حكومة متوازنة ميثاقية لا ثلث معطلاً فيها لأحد. كما سيعلن أمام ضيفه أن الطاشناق غير محسوبين عليه ولا كتلة المير طلال الرباعية الدفع ولا حتى جبران باسيل، وبالنسبة إلى المباشرة بالإصلاحات وترسيم الحدود والتدقيق الجنائي و”الكابيتال كونترول”…

 

وفي بكركي، سيستهل البطريرك اللقاء بـ”آخ يا جان إيف آخ. أنا محبط يا جان إيف ومع ذلك أعلن تمسكي بمبادرة فخامة الرئيس ماكرون”، وسيسمع لودريان من رأس الكنيسة المارونية وجوب تشكيل حكومة والقيام بالإصلاحات ومكافحة الفساد والنهوض بالبلد واستكمال التحقيق بجريمة المرفأ. والحياد ثم الحياد يا جان إيف.

 

وفي حال وسّع لودريان دائرة لقاءاته، لتشمل رئيس الحكومة المكلّف، ورئيس الحزب اللبناني الواعد، ورئيس حزب التضامن، ورئيس التيار الأسعدي، فسيسمع كلاماً مشابهاً، بشأن وجوب تأليف حكومة من الإختصاصيين وإجراء ورشة إصلاحات وترشيد الدعم واستعادة المال المنهوب.

 

وإن سمح وقت ناظر الخارجية الفرنسية، ولبّى دعوتي على ترويقة كشك وقورما، سأنصحه أن يبدأ جولته المقبلة بالمقلوب، أي بالـ”كشك”.