IMLebanon

جو بجّاني… بطل أم ضحية أم لغز؟

 

في يوم “الخميس الابيض” الذي سبق “الإثنين الاسود”، غمرت جو بجاني وعائلته الفرحةَ الكبرى لأنه تبلّغ الموافقة على طلب الهجرة إلى كندا، ولم يبقَ احدٌ من اقاربه ومعارفه وأصدقائه إلا وعرف من جو بانّ الموافقة جاءت، وانه باشر بتحضير أوراقه.

 

الإثنين، يوم الجريمة، كان يُفتَرض بجو ان يأخذ مستندات طلب الهجرة للمباشرة بترجمتها لإنهاء المعاملات تمهيداً للسفر.

 

لكن القدَر اللئيم كان أسرع. بضعُ رصاصات أنهت حلمَ العائلة، فوضعت حداً لحياة جو، وسجنت العائلة في كابوس الجريمة التي ما زالت لغزاً على رغم مرور ستة اشهر على وقوعها.

 

العائلة والمقربون وابناء بلدة الكحالة يطرحون سيلاً من علامات الاستفهام، فلماذا يحوم هذا الكَم من الاسئلة حول الجريمة على رغم ان الذي يحقِّق فيها هو اعتى وأهم جهاز امني لبناني هو شعبة المعلومات؟

 

ومن علامات الاستفهام التي يطرحها مقربون وأبناء بلدة المرحوم جو:

 

لماذا باشرت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني التحقيق في الجريمة ثم تولته لاحقاً، وبعد ساعات، شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي؟

 

لماذا تأخر الملف ستة اشهر ليُحال إلى قاضي التحقيق بسام الحاج؟ وهل يتضمن الملف شيئاً غير الإدعاء على مجهول وكل مَن يُظهره التحقيق؟

 

هل هي قلة إحتراف لدى المجرمين ان يسقط منهم الهاتف الخليوي للضحية؟ ام أنهم تركوه عرضاً؟

 

هل عدم تسجيل داتا إتصالات ايَّ اتصال هاتفي بين المجرمين يعني انه لم يكن معهم اي هاتف خليوي؟

 

كيف يخاطرون بألا تكون معهم هواتف خليوية؟ كيف يتواصلون؟ هل من خلال اجهزة لاسلكية لا يمكن تعقبها؟

 

ماذا تضمَّنت كاميرات المراقبة المنتشرة على الطريق التي سلكها الجناة بعد ارتكابهم الجريمة؟

 

لماذا اصدر الجيش اللبناني بياناً نفى فيه اي صلة لجو بجاني به؟

 

إذا كانت فرضية أن يكون جو قد صوَّر أشياء حسَّاسة في الجنوب، مستبعدة، فهل فرضية التصوير في اماكن اخرى غير مستبعدة؟ ومَن يعرف ماذا يصوِّر جو او ماذا صوّر جو؟

 

مَن يعرف ماذا يعرف جو؟

 

يقول عارفون بجو، وعايشوه، انه غالباً ما كان يحب أن يلعب دور البطل، فيحقق إنجازات ولا يتوانى عن التباهي بتحقيقها، فهل دفع ثمن أحد أدوار البطولة وكان ضحيتها؟

 

أسئلة كثيرة ما زال أبناء البلدة والعائلة يطرحونها حول هذه الجريمة!

 

جرائم اكثر منها تعقيداً تمكنت شعبة المعلومات من كشف خيوطها بايام واحياناً بساعات، فلماذا تمر ستة أشهر على جريمة قتل جو بجاني وليس في الملف قُصاصة ورق واحدة؟

 

هل هذا الغموض يُريح احداً؟

 

هل المطلوب ان تتحول جريمة اغتيال جو بجاني إلى لغز؟ وتبقى في خانة اللغز؟

 

لا يمكن مقارنة جريمة اغتيال جو بجاني بما سبقها من جرائم، وإنْ كانت مماثلة لها، جامع مشترك واحد يجمع بين هذه الجرائم هو “الغموض المتعمَّد”، من دون ان يعني ذلك ان هناك خلفيات واحدة لهذه الجرائم او أن جهة واحدة تقف خلفها.