IMLebanon

مرفأ جونيه السياحي مُجمّد منذ 10 سنوات بلا مُبرّر مُقنِع

يندرج ملف مرفأ جونيه السياحي ضمن مجموعة المشاريع المجمد تنفيذها في مناطق كسروان وجبيل. وما الجلسة التي خصصتها الحكومة يوم الجمعة الماضي للاطلاع على المشاريع التي يقوم بها مجلس الانماء والاعمار، الا مناسبة لتعويم المشاريع العالقة. فهل ينال مرفأ جونيه حصته من التطوير والانماء؟

341 مليون دولار هو مجموع كلفة المشاريع الانمائية المخصّصة لمناطق كسروان – الفتوح وفق مجلس الانماء والاعمار، لكن شيئاً منها لم يُنفذ حتى اليوم وغالبيتها أُعدّت لها الدراسات ورُصدت لها الأموال الا انها بقيت حبراً على ورق.

من هذه المشاريع مرفأ جونيه السياحي المحاذي لمرفأ الصيادين الذي دخلت وعود تطويره عامها العاشر، الا أن المماطلة لا تزال تتحكّم به. برأي وزير العمل سجعان قزي ان أسباب عدم تنفيذ مشروع مرفأ جونيه السياحي هي سياسية، وإلاّ ما الذي يفسّر التباطؤ في تنفيذ المشروع رغم ان الاموال المرصودة له متوفرة والدراسات الخاصة به انتهت عام 2008.

وأكد لـ»الجمهورية» ان المطلوب اليوم تطوير مرفأ جونيه الحالي وتحويله الى مرفأ سياحي تجاري. وأسف لأن الاموال المطلوبة لانجاز هذا المشروع، وهي 16 مليون دولار، أُقرّت ورُصدت الا انها لا تزال حبراً على ورق، بذريعة ان المشروع لا يزال قيد الدرس.

واوضح قزي انه في العام 2006 تمّ تدشين المرفأ وقيل يومها ان العمل سيباشر، وستبدأ السفن في المجيء، وها قد مرت 10 اعوام على التدشين الا ان شيئاً من الانماء لم يحصل للمنطقة واعمال تطوير المرفأ لا تزال متوقفة. وكشف قزي ان المشروع متوقف اليوم عند مجلس الانماء والاعمار، ولهذا السبب شاركت في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة التي خصصت للاطلاع على مشاريع مجلس الانماء والاعمار وسير عمله.

وتتوزّع المشاريع التي خصّصها مجلس الانماء والاعمار لمناطق كسروان وفق الاتي:طريق درعون – حاريصا (8 ملايين دولار)، طريق حارة صخر – درعون (6 ملايين)، توسعة وتأهيل طريق ميروبا- نهر الذهب، جورة الترمس- حدثات – يحشوش (27 مليون دولار)، التقاطعات الرئيسية على طريق جعيتا – فاريا (12 مليون)، إنشاء محطتي معالجة الصرف الصحي والخطوط الرئيسية الساحلية والشبكات لساحل كسروان (14 مليون)، انشاء محطة تكرير وشبكات المياه المبتذلة في بلدة حراجل والقرى المجاورة (19 مليون)، مشروع حماية مياه نبع جعيتا من التلوث (36 مليون)، مشروع تطوير قدرات مستشفى البوار الحكومي (8، 1 مليون)، انشاء مرفأ سياحي في جونية (16 مليون)».

ودعا قزي الى ضرورة البدء في تطوير مرفأ جونية خصوصاً وأنه يحتاج الى استصلاح وتعميق مياهه من خلال شفط الرمول الجوفية والأهم اتخاذ قرار سياسي بتسيير العمل فيه. واعتبر ان ما نطالب به اليوم من خلال هذا المشروع اللامركزية السياحية، وإذا كانت الدولة غير قادرة على اللامركزية السياحية، وهي الاسهل، فأي «لامركزية» تريد تطبيقها.

ابي نصر

من جهته، عاد النائب نعمة ابي نصر الى تسلسل الاحداث الخاصة بالمرفأ، فأشار لـ»الجمهورية» الى انه منذ نحو 7 سنوات عندما كان الوزير محمد الصفدي وزيراً للأشغال، ثم وزيراً للمالية رصد 40 مليون دولار لتطوير المرفأ. بدأ اعداد الدراسات الخاصة بالمشروع، ثم وعدنا بصرف 600 مليون ليرة لاكمال الدراسة و11.9 مليارا كمرحلة اولى الا ان هذه الاموال لم يتم حجزها بعد.

وأوضح ان مرفأ جونيه السياحي المنوي تطويره محاذٍ لمرفأ الصيادين، بحيث من المفترض ان يستقبل بواخر سياحية تتسع الى ما بين 4 و5 الاف سائح، ويقع ما بين نادي الضباط و»البورتميليو». واسف ابي نصر لغياب الاهتمام السياسي عن هذه المنطقة، وتقاعس الحكومة عن إقرار المبالغ المطلوبة لانجاز المشروع.

مرفأ جونيه

وفق الموقع الالكتروني لبلدية جونيه، فإن إنشاء مرفأ سياحي في جونيه صدر بمرسوم بتاريخ 5/5/2008. حدّد موقع المرفأ بعد دراسة قامت بها شركة BMT الألمانية بتكليف من مجلس الإنماء والإعمار وعليه، تمّ اختيار الموقع الأفضل والأنسب آخذاً في الإعتبار التيّارات البحريّة.

واتّخذ المجلس البلدي قراراً بتحديد موقع المرفأ بين «مجمع البورتيميليو «والمجمع العسكري» ضمن منطقة صربا العقارية (الكسليك). وتمّ إبلاغ وزير الأشغال والنقل غازي العريضي بمضمون هذا القرار.

يؤكد التقرير ان مرفأ جونيه سيكون من أفضل المرافئ السياحيّة في الشرق الأوسط. وأنّ البواخر التي ترسو في مرفأ بيروت ستتحول حكماً الى مرفأ جونيه، سيما أن عمق الموقع الجديد للمرفأ يسمح باستقطاب البواخر السياحية التي تستوعب 2000 راكب، وهؤلاء السيّاح سيتمكّنون من احياء المنطقة سياحياً خصوصاً وأنها غنيّة بالمعالم السياحيّة.