IMLebanon

المحقق العدلي الممتاز

 

حتى يكون القاضي طارق البيطار مرضيّاً عنه ومحققاً عدلياً «ممتازاً»، يجب عليه القيام بسلسلة من الخطوات القانونية التي نصت عليها اجتهادات راضيه من جهابذة النيترات وتفاعلاته. عليه في البداية استدعاء قتلى انفجار بيروت فرداً فرداً والاستماع إلى أقوالهم واستيضاحهم عن سبب وجودهم في الأماكن التي قتلوا فيها. لماذا كانوا في الشارع أو في غرف النوم؟ في المكاتب أو على الكورنيش البحري، ولماذا مَرِضوا في ذلك اليوم وذهبوا إلى المستشفيات المحيطة لتلقي العلاج فسقطت الجدران فوق أسرّتهم.

 

وعليه، أن يستدعي قتلى فوج الإطفاء والدرك والعسكر وسائقي الشاحنات لاستجوابهم عن سبب وجودهم في المرفأ بعد دوام العمل الرسمي، ولماذا سارعوا كرجال إطفاء بآلياتهم وشاحناتهم لإطفاء ممتلكات لا تخصهم ما أدى إلى تضرر النيترات واصابتها مع قمح الأهراءات بالبلل نتيجة دفق المياه، ثم سقوطها في الوحل.

 

ولكي يكون مرضيّاً عنه وعن حسن إدارته للملف، عليه أن يسأل ذلك الرجل الذي قذفه الانفجار بسيارته إلى البحر، لماذا لم يكن مرتدياً ثوب السباحة في تلك اللحظة. وعليه أن يستدعي مئات الوف المواطنين الذين تضررت بيوتهم ويستفسر عن سبب سقوط زجاج نوافذهم ولماذا لم يكونوا بعيدين عنها مسافة كافية، ثم لماذا النوافذ في البيوت أصلاً؟!

 

حتى يكون البيطار قاضياً نزيهاً عليه أن يحكم بالتعويض عن خسارة أطنان النيترات ودفع الأموال اللازمة لأصحابها من مالية الدولة، وأن يأمر بتكريم كافة المسؤولين الذين تعاقبوا على إدارة المرفأ والبلد، ووقف كافة التعقّبات بحقهم، والإعتذار عن أية إساءة قد تكون صدرت بحقهم، وزج كل من تداول تلك الاساءات في السجون وإنزال ما تيسّر من عقوبات بكل من حمّلهم ذرّة مسؤولية.

 

حتى يكون البيطار محققاً مشهوداً له بالعلم والنزاهة عليه في الختام أن «يقبع» نفسه ويعود إلى عكار الأبيّة ويترشح إلى الانتخابات المقبلة على لوائح النيترات فيفوز فوزاً عظيماً فتحيا دولة العدالة والقانون.