IMLebanon

جنبلاط .. وطنيته فائضة أسرعوا واعزلوه

 

إن رَفعَ الصوت والمُناداة لتثبيت لبنانية مزارع شبعا من خلال إقرار السيادة اللبنانية عليها من قبل النظام السوري ليس بجريمة. وإن طرح بعض المواضيع التي تحمل جوانب سياسية وخلافية عميقة للتباحث والنقاش ليست بخيانة. وإن النظر في إمكانية إستعادة بعض الهيبة للدولة في ظل الهيمنة المُطلقة للسلاح ليس بارتكاب. وإن الدفع نحو الإبتعاد عن المحاور الإقليمية القاتلة ليس غدراً. وإن العودة الى ما تم الإتفاق عليه في عهد الرئيس ميشال سليمان وما يُطلق عليه «بإعلان بعبدا» ليس ذنباً. وإن الوقوف الى جانب الشعب السوري الجريح والتعاطف معه ليس بمعصية. وإن مواجهة الجريمة البيئية التي تُرتكب بحق الطبيعة في عين داره ليست بجناية. وإن قول كلمة الحق في زمن عصيانها على الكثيرين ليست بخطيئة…

 

هذه ارتكابات وخطايا وجرائم وتجاوزات وليد جنبلاط. بكل ما ذكرت وأسلفت. غَدَرَ وَخَانَ حينما «كابر» باندفاعه نحو بناء الوطن وتعزيز الوطنية. وانزلق نحو المعصيات برغبته الواضحة في تعزيز الدولة, وتلكأ بعدم تبنيه مشاريع «وأجوندات» خارجية, وأغمد خنجراً في صدرِ النفاق حينما نطق بالحقِ ولم يكن جزءاً من حفلة النفاق الجماعية. ومارس الرذيلة بوقوفه الى جانب أهالي بلدة آمنة لا تطمحُ الا للعيش بأمان وطمأنينة وأن تبعد عنها مُسببات الموت والمرض لأطفالها.

 

اعزلوه وخونوه إن شئتم ونلتم, فعزله شهادة ووسام على صدره وصدورنا. ونالوا من تاريخه ونضاله الشريف إن تمكنتم, فالصوت الفلسطيني لا زال يهدرُ بقول الحق ويصدحُ بمآثر وتضحيات كمال جنبلاط ووليد جنبلاط من بعده وسيحتفظ لهم بإرثهم ونضالهم الى جانبه لأجيال وأجيال مُتعاقبة. و 14 آذار 2005 لا زال قريباً وماثلاً أمام أعين الوطنيين من هذا الوطن. ولقائه والبطرك صفير في جبل المُصالحة من العام 2000 وثبةً شجاعة لاحتلال موقع مُتقدم في عمق تاريخ لبنان المعاصر. وسعيهِ لاطلاق سراح الدكتور سمير جعجع ورفع الغبن عنه لا زال في مسار الذاكرة ليس ببعيد…

 

حُدُوا من دور الحزب التقدمي الاشتراكي العابر للطوائف في الحياة السياسية اللبنانية إن استطعتم, فهذا سبب كافٍ ودافع إضافي لتعزيز حضوره ودفعِ مُحازبيه وجمهوره وأصدقائه على تقديم المزيد في مسيرته المُشرفة. وعودوا سبعون عاماً الى الوراء وامحوا من أعوامه المُتعاقبة المُتراكمة دوره الرائد في الوقوف الى جانب بؤساء لبنان وفلاحيه ومستضعفيه وعمال التبغِ الجنوبيين وغيرهم, ورفعه راية العدالة والمُساواة لأبناء الوطن الواحد. وعرجوا بجولاتكم نحو الماضي القريب, يوم سهل لكم الحزب التقدمي الاشتراكي التزود بالسلاح عبر طرقاته ومعابره وامداداته, هذا السلاح الذي لا تتوانون عن استخدامه والتلويح به عند كل مُفترق وافتراق ولو كان في أحيان كثيرة بشكله وعمقه سطحياً وبسيطاً…

 

تُعيدنا الأحداث الى الحقبة التي طالب فيها وليد جنبلاط من القوات السورية الخروج من بيروت وإعادة تموضعها وانتشارها في البقاع. خرجت يومها جميع الأبواق اللبنانية العاملة عند الجانب السوري لتُكيل سيلاً من الاتهامات والشتائم والتخوين لجنبلاط. بل بعضهم ذهب أبعد من ذلك بوعوده وتهديده ليستبيح دمه ودم من معه في ذلك المسار. ما أشبه اليوم بالأمس مع تكرار بعض الوجوه واستبدال بعضها الآخر.

 

إحذروا أيها السادة.. إحذروا.. يومياتنا تُدون بالذاكرة في كل لحظة, والأحداث ستُكتبُ بحقائقها المُجردة وليس بقوة السلاح والغطرسة. والعزل شعار لا يطربُ ويُنعش إلا من يحمل الأحقاد وينتظر اللحظة للإنتقام… والتاريخ كفيل بعزل وحجب الأكاذيب والهلوسات من بين صفحاته الناصعة.