IMLebanon

جنبلاط يتصرف على قاعدة «هذه حصتي ولنتفاهم على الباقي».

 

لم يكن مفاجئاً لدى المواكبين لايقاع رئىس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط تأجيله اعلان اسماء مرشحيه في دائرة الشوف عاليه حتى اشعار آخر، للافساح في المجال والوقت امام القوى الاخرى لتأخذ خياراتها على صعيد الاستحقاق الانتخابي ليبنى على الشيء مقتضاه تفاهماً او معركة انتخابية جدية، آخذاً بعين الاعتبار التطورات على الساحتين الاقليمية والدولية حيث الضبابية تخيّم على المجريات في سوريا وما يعنيه الامر من تداعيات على صعيد الساحة المحلية المتلقية.

فالزعيم الدرزي يدرك ان الزمن الجميل ولى الى غير رجعة، وانه يعيش الزمن الرديء وسط الانهيارات الكبرى في المنطقة حيث مصير الاقليات مجهول في ظل لعبة الامم التي تطحن البشر والحجر في «بازار» تقاسم النفوذ، فجنبلاط الذي يشهد له حسن الاستشراف وقراءة طوالع الازمنة اضطر لاكثر من مرة وخلال دزينة من الاعوام ان يراقص الرياح، فقد عاش خضم الوصاية السورية، ويعيش الآن شاهداً على وصايات خارجية على الوصاية التي افل طالعها في العام 2005 وغرقت في بحر من الدماء دون ان يبرز في الافق ولو ثقب صغير يسمح بمعرفة ما ستؤول اليه الامور والنتائج بعد اقتلاع «داعش» والغزو التركي لعفرين في الشمال السوري لمنع قيام منطقة كردية سعت واشنطن الى ترسيخها، ما اعاد خلط الاوراق على الحلبة.

وتضيف الاوساط ان جنبلاط الذي لا يزال ضمن حلقته الضيقة يعلن عن قلقه من اي حدث امني قد يطيح الانتخابات النيابية في ايار الا ان ذلك لا يثنيه عن الاستعداد لها، ويبدو وفق المراقبين ان الهم الاساسي والرئىسي لجنبلاط ليس ايصال كتلة نيابية الى البرلمان، بل ان هدفه الرئيسي وصول وريثه تيمور الى مجلس النواب كزعيم ومرجعية كون الشوف آخر اقطاعية في لبنان يسعى الزعيم الدرزي الى تثبيت دعائمها لتنتقل بكامل طقوسها وتقاليدها من الوليد الى حفيد الحفيد، فهو الذي ورث عباءة ملطخة بالدم اثر اغتيال والده الشهيد كمال جنبلاط، رمى على كتفي وريثه عباءة كللها بمصالحة الجبل التاريخية التي ارساها مع البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير وثبتها مع خلفه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، فالجبل بمفهوم جنبلاط يجب ان يظل بوتقة للتعايش المسيحي ـ الاسلامي ولو حصلت «ساعة تخل» عبر تاريخه الطويل، ومن هذه الزاوية فان الواقعية السياسية تملي قواعد لعبة جديدة يتفهمها ويقر بها سيّد المختارة على صعيد الاستحقاق الانتخابي وبروز قوة مسيحية يمثلها «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» بندية معروفة اضافة الى «الكتائب اللبنانية» بموازاة بروز القوة السنية في الاقليم من خلال «تيار المستقبل»، فجنبلاط شرّع اكثر من نافذة عليهم على خلفية الحصص في الطبق الانتخابي في الشوف – عاليه ما يراعي مصالح المختارة من جهة وحجمها وما يؤمن مصالح الاطراف الاخرى وفق النظرة الجنبلاطية.

واذا كان الزعيم الدرزي قد ارجأ اعلان اسماء مرشحيه، فانهم باتوا معروفين لدى جميع اللاعبين وهم: تيمور جنبلاط ومروان حماده عن المقعدين الدرزيين في الشوف واكرم شهيب في عاليه وناجي البستاني عن المقعد الماروني في الشوف ونعمه طعمه عن المقعد الكاثوليكي في الشوف وبلال عبدالله عن المقعد السني في الشوف وهنري حلو عن المقعد الماروني في عاليه كما لا يضيره الابقاء على المقعد الدرزي للمير طلال ارسلان في الدائرة المذكورة، ما يعني ان جنبلاط يقول لبقية اللاعبين هذه حصتي الطبيعية ولكم الباقي.

وتقول الاوساط ان سيد المختارة يعتبر ان  الكرة بذلك باتت في الملعب المسيحي ـ السني الذي لم تتبلور حتى الآن صورة تحالفاته، فهل يسير اللاعبون بخارطة الطريق الجنبلاطية، ام يتمخض الامر عن تحالف بين التيارين البرتقالي والازرق لخوض الانتخابات في دائرة الشوف – عاليه، علما ان «القوات اللبنانية» والوطني الحر والمستقبل بمقدورهم ايصال مرشحيهم وفق القانون النسبي دون السير على الطريق الجنبلاطية، ام ان المعركة اذا حصلت ستكون حيال الحصص ويبدو ان «القوات» تبقى الاقرب الى التحالف مع جنبلاط في حال حصل تحالف بين البرتقالي والازرق