IMLebanon

جنبلاط يهدّد «بالويل والثبور» اذا تخطوا عتبة الشوف – عاليه

طالما ان معادلات الماضي وغدرات التاريخ تتحكم بالعلاقة المسيحية – الدرزية في الجبل وسط معادلة من يحكم الجبل يحكم لبنان، وعندما يتقدم الدروز يتراجع الموارنة وعندما يتقدم دور الموارنة يتراجع دور الدروز رغم الحاجة الماسة لبعضهما البعض، فان الامور في الجبل لن تستقيم والقضية أبعد من قانون انتخابات بل ازمة نظام و«تكاذب مشترك» رغم ان النائب وليد جنبلاط استطاع اقناع معظم الدروز ان «مصيرهم» مرتبط بقانون الانتخابات، وان ما خسره المسيحيون عسكرياً في حرب الجبل يحاولون ان يستردوه سياسياً عبر قانون الانتخابات، والعودة الى المعادلة التاريخية الدروز يربحون سياسيا ويخسرون عسكرياً.

وفي المقابل وحسب اوساط متابعة للملف النيابي في الجبل فان معظم الدروز يعتقدون ان «الثنائي المسيحي» اقصى طموحه حالياً تشليح جنبلاط مقاعده المسيحية ومحاسبته، وبات المقعد النيابي المسيحي في الجبل نهاية الدنيا، وبالتالي حصر جنبلاط درزياً. وهذا ما وصل الى الاخير من اللجنة الرباعية وكلام باسيل المكتوب في محضر الجلسة «ليأخذ جنبلاط النواب الدروز وليترك لنا المقاعد المسيحية». وفي ظل هذه المعادلة، فان الامور معقدة جداً وصعبة وابعد من بحث تقني في ظل قناعة جنبلاطية ان قانون الانتخابات «حياة او موت» «يا اسود يا ابيض» لكن مش رمادي.

وحسب هذه المصادر «فان جنبلاط مستعد للذهاب الى النهاية دون قطع خطوط الحوار، وصولاً الى الانسحاب من الحكومة والعصيان والشارع الى كل الاشكال النضالية اذا كان قانون الانتخاب ليس على «قياسه الجبلي» وليعودوا الى الاستثناء في الجبل كما حصل عامي 92 و96 لبنان محافظات والجبل دوائر، واذا كسب جنبلاط المعركة الحالية ارتاح تيمور الى ابد الآبدين، في زعامته، واذا فشل وتراجع امام الثنائي المسيحي تراجع دور تيمور في قلب بيته، وهذا هو جوهر الصراع و«النقزة الجنبلاطية» من جهد الثنائي  المسيحي لتجاوز الحيثية الجنبلاطية في الجبل ومواجهتها  حسب مصادر درزية، وبالتالي لن يتراجع جنبلاط مطلقاً، ويخطئ الآخرون اذا وضعوا في حساباتهم مساراً تراجعياً لجنبلاط ولو تجاوزت الامور الخطوط الحمراء.

وفي ظل هذه الاجواء الضاغطة يعقد الحزب التقدمي الاشتراكي جلسته العمومية الاحد دون اي تبديلات لا سياسية ولا تنظيمية مع «ديكور ديموقراطي» عبر اعطاء حصة للفريق الذي سيعاون تيمور، لكن البارز الكلمة السياسية الشاملة لجنبلاط في بداية الجلسة وستحمل مواقف تصعيدية دون اغلاق الابواب على الحوار. وعلم ان الحرس القديم سيحافظ على حيثيته التنظيمية كونه القادر على «تحريك الارض» اذا دعت الظروف.

وحسب المصادر فان جنبلاط كان لا يتردد عند اي خرق «مستقبلي» لاقليم الخروب ومواجهته، ويثور على آل الحريري والمستقبل، وتتم التسوية كما يريد، وعدم «زكزكته» في الاقلم، وهذه القاعدة كسرها الرئيس ميشال عون بالمجيء بوزير عوني من اقليم الخروب دون التشاور مع جنبلاط، فكيف اذا تمدد الحصار عليه مسيحياً عبر الثنائي، عون – جعجع، في الشوف وعاليه، وفي ظل هذه الهواجس لن يساير جنبلاط لا الرئيس عون ولا الحريري ولا جعجع ولا اي كان اذا حاولواتجاوز عتبة الشوف وعاليه دون التنسيق معه، وكيف ستصبح الاحوال اذا كانت الكريزما بينه وبين باسيل لا يمكن ان تركب في ظل مشاريع باسيل الانتخابية، وبالتالي فان القانون الانتخابي عند جنبلاط يوازي باهميته حرب الجبل ونتائجها والقانون الانتخابي اذا جاء على عكس تطلعاته سيخسر كل الانجازات ويعود لاعباً درزياً على قدرحجم الدروز. وزيران بالناقص او الزائد، فيما جنبلاط يريد ان يبقى «صانع الرؤساء» و«ميزان البلد» والضامن لكل الافرقاء، ولن يبقى هذا الدور الا من خلال قانون الانتخاب بحفظ دوره في معادلات الجبل والبلد.

وفي ظل هذه الهواجس الجنبلاطية فان الرئيس الاشتراكي «البارع» والقارئ للتاريخ يدرك ان الآخرين لا يمكن ان يأخذوه على «غفلة» الا من خلال اللعب على بيته الدرزي الداخلي ولذلك حصن العلاقة مع ارسلان واتفق معه على تنظيم البيت الدرزي نيابياً  عبر اعطاء ارسلان موقع حاصبيا لمروان خير الدين وحسم الامر، فيما موقع ارسلان ليس موضع  نقاش، اما الموقع الدرزي في بعبدا سيترك للتشاور مع حزب الله مع شرط جنبلاطي – ارسلاني بان لا يكون لرئيس تيار التوحيد وئام وهاب، لان كل «الحكاية» من البداية الى النهاية وئام وهاب وابعاده عن معادلة الجبل، وليأخذ كل «ملذات الدنيا» اينما يريد، لكن ليبتعد عن الجبل والحصة النيابية الدرزية، كون الزعامتين الجنبلاطية والدرزية لم يشهدا منذ وصولهما الى الارض اللبنانية شخصية قارعتهما درزياً بهذه الطريقة كوئام وهاب عبر اسقاط كل المحرمات، «ولم يبق للستر مخبأ»، واستطاع شق طريقه عبر صراع مرير وقاس وسواتر استطاع تجاوزها جميعاَ، واعلان مواقفه التي «دغدغت» الشباب الدرزي بشعارات ضد الاقطاع والهيمنة، وحتى المعادين لوهاب لا ينكروا انه استطاع من لا شيء تكوين هيئة درزية في الجبل. قارعت اكبر واقوى زعيم في لبنان و«المالك للدولة بعجرها وبجرها» واستطاع تحويل الجاهلية الى «كومونة باريس» عبر استقبالات شعبية وهو  يهوى لقب «طانيوس شاهين» الدرزي ولن يتنازل عنه، وكذلك حلمه ببناء «حزب الله» الدرزي بالمعنى السياسي لجهة احداث انقلاب في الدور الدرزي في المنطقة. وبالتالي فان اهمية ابعاد وهاب عند جنبلاط وارسلان توازي بالاهمية معركة قانون الانتخاب الجنبلاطية. فالثلاثية الدرزية في الجبل مرفوضة، كما العودة الى ثنائية كميل وكمال المارونية التي اسقطت الشهيد كمال جنبلاط الاب عبر قانون1957 والمجيء بقحطان حماده نائباً عن الشوف، لكن ذلك جرّ على الجبل ولبنان ويلات ومشاكل وثورات رغم ان الامور مختلفة جداً لكن التاريخ يتكرر دائماً في لبنان.