IMLebanon

لبنان .. وديموقراطيات الآخرين على شعبه

 

زيارة ولي العهد السعودي الى فرنسا ولقائه الرئيس الفرنسي تشكل انطلاقة جديدة للجنة الخماسية حول لبنان بعد تعيين فرنسا وزير الخارجية السابق موفدا خاصا، وتولي نائبة وزير الخارجية الاميركية المتابعة المباشرة بالاضافة الى الحضور المصري والقطري، والحديث عن امكانية العودة الى الاجتماعات الخماسية قريبا في باريس او الرياض وذلك بالتزامن مع الحراك المكثف للجنة الخماسية حول سوريا من مصر والاردن والعراق ولبنان، حيث استقبل الرئيس المصري رئيس الوزراء العراقي قبل يومين وذلك بعد زيارة سلطان عمان كل من القاهرة وطهران، والحديث عن وساطة لتطبيع العلاقات مع ايران وتقاطعها مع دول بلاد الشام الجديدة وتقاطعها ايضا مع تطور العلاقات التركية المصرية ومع حرص الفاتيكان الشديد على ثبات واستقرار الوجود المسيحي في لبنان وعموم بلاد الشام.

 

زيارة الرئيس الفلسطيني الى الصين تعتبر بمثابة تحريك المجموعة الخماسية حول فلسطين من الدول الخمس الاعضاء الدائمين في مجلس الامن والحديث عن مبادرة صينية للسلام في المنطقة، وذلك بعد القمة العربية وتأكيدها على القضية الفلسطينية وكذلك الزيارة الاستراتيجية لوزير الخارجية الاميركي الى جدة والرياض والتأكيد على حل الدولتين وتشكيل نواة خماسية حول السودان من اميركا والسعودية ومصر وقطر وابو ظبي + الاتحاد الافريقي وذلك قبل زيارة وزير الخارجية الامريكي الى الصين المتزامنة مع التطورات الإيجابية بين اميركا وايران وتحريك مفاوضات الخمسة + واحد النووية بعد رفع العقوبات عن المليارات الايرانية في العراق وكوريا والافراج عن المعتقلين من هنا وهناك.

 

مخجل ما شاهدناه في جلسة ١٤حزيران من خفة وتسطح ومجموعات الانتخاب وعدم الانتخاب والنصاب وعدم تطيير النصاب و تشتت الخيارات الموازية، ويبدو ان اللبنانيين انتقلوا من الحديث عن حروب الآخرين على ارضه الى الحديث عن ديموقراطيات الآخرين على شعبه، حيث يشهد لبنان موجات غير مسبوقة من الخفة والارتجال والاستخفاف بعقول الناس، مما يجعلنا نشعر باغتراب سياسي وبالإنفصال التام عن التجربة السياسية الوطنية العميقة في السلم والنزاع بعد التمادي بترويج الأوهام والادعاءات والتقاطعات الاستعراضية.

 

ان جلسة ١٤ حزيران النيابية تعتبر بداية المهلة المصيرية النيابية بين ١٤ حزيران و ١٤اب بعد تعثر الشروع بالحوار او التوافق على مرشح رئاسي وبعد العجز عن تشكيل حكومة فعلية لتحمل المسؤوليات كاملة قبل الدخول في الشغور الرئاسي، بالاضافة الى التحولات الكبرى على مستوى المصالحات في المنطقة وكل تلك القضايا تحتاج الى مواكبة لبنانية وطنية جامعة وهذا الامر غير ممكن في ظل الشغور الرئاسي وحكومة تصريف الاعمال وما يرافقها من انهيار مالي واداري وامني وقضائي والاخطر هو الخواء الديموقراطي والذي جعل لبنان ينتقل من حروب الآخرين على ارضه الى ديموقراطيات الآخرين على شعبة.