IMLebanon

شريعة الغاب

 

مذهل، بالرغم من أنه بات مألوفاً! من أسف شديد أن شريعة الغاب تتسع رقعتها في هذا البلد، وخصوصاً في بعض المناطق وامتدادتها السكانية، فقد أضحى إطلاق النار وقتل الأبرياء والاعتداء على القوى العسكرية والأمنية أسهل من شربة ماء.

 

وحادثة بعلبك اول من أمس أكثر من مذهلة! أن تتحول أعراسٌ الى مآتم ومناحات ليس أمراً جديداً، وخصوصاً في لبنان جراء إطلاق النار العشوائي ابتهاجاً فتصيب الرصاصات الطائشة أحد العروسين أو بعض المدعوين!

 

إلا أن حادثة  ليل السبت – الأحد هي مبالغة في الفجور الإجرامي! أحد الحضور لم يعجبه أن يؤدي المغني في الاحتفال بأحد الأعراس موالاً  يمتدح فيه إحدى العشائر المعنية بالعرس…  فاستاء أحدهم، وهو من عشيرة ثانية، وعبّر عن استيائه بأن شهر مسدسه و»اصطاد» مطرب السهرة وأحد مرافقيه، ثم سقط شاب ثالث من عشيرة المعتدي، ولتبدأ «حفلة» حرق السيارات!

 

ثلاثة قتلى وبعض الجرحى، هكذا ببساطة مخيفة يسقطون في لحظات، لأن أحدهم «أخذ على خاطره» وقرر أن «يفش خلقه» من دون أن يكون أحدٌ قد وجه إليه أي إهانة أو مسّ بكرامته، أو بكرامة عشيرته!

 

قبل ساعات من هذه المجزرة كانت دورية للجيش، مكلفة تطبيق القانون، تتعرض لكمين مسلح فيصاب أحد عناصرها إصابة بليغة… وفي المنطقة ذاتها…

 

وقبل أيام، وقبل أسابيع، وقبل أشهر، وقبل فصول وقبل سنوات وقبل عقود: القصة ذاتها! إنها حرب مفتوحة على الناس وعلى الممتلكات وعلى الدولة وعلى الوطن…

 

إنه فلتان لا حدود له…

 

وهو خروج على القانون من دون أي ضوابط.

 

وهو تحكيم القوة، في حارة «كل من إيدو إلو».

 

ونحن لا نقول إنه قانون العشائر، لأن حتى هذا القانون له بعض الضوابط ولا يخلو من بعض القيم التي، من أسف، مرّغوها في الوحول، فلم يبق منها سوى شريعة الثأر والغاب.

 

ولما كان الشيء بالشيء يذكر نود أن نشير كذلك إلى أن السلاح الفردي بين أيدي الناس يضاعف من الجريمة التي باتت في أعلى درجاتها ومن أسف أن الإجرام «تطور» وتخطى الحدود كلها! وزاد في ارتفاع وتيرة الجريمة  النزوح السوري الذي يقع نحو  40٪ من الجرائم على عاتقه… ثم ازدادوا  «تفنناً ووسعوا مروحة الضحايا مثل قتل الزوج زوجته، أو هذه تقتل زوجها، وقتل الشقيقات والأشقاء والآباء والأبناء بما يقتضي حلولاً سريعة للمعالجة، وأيضاً لعدالة باتت تستصرخها  الدماء التي تسيل في الطرقات، أو الأعناق المعلقة على غصن شجرة أو سقوف الغرف لشدة حوادث القتل شنقاً أما العثور على جثث داخل السيارات «مصابة بطلق ناري في الرأس» فحدث ولا حرج!