IMLebanon

مرجع أمني كبير: ما قبل عرسال ليس كما بعدها

 

يصف مرجع امني كبير الوضع في البلاد بالجيد والمستقر، ويطمئن اللبنانيين بان الجيش اللبناني وكافة القوى الامنية يتابعون الاوضاع بكل الدقة وبالتفاصيل، فالوضع الامني في البلاد ما قبل عرسال شيء، وما بعد عرسال شيء آخر كلياً، ما قبل عرسال كانت الامور خطرة جداً، ضمن مخطط ارهابي لاقامة امارة ارهابية من عرسال وصولاً الى البحر وعكار وطرابلس، وكانت الظروف مؤمنة جداً، فالحدود السورية مفتوحة للمسلحين لاستقدام تعزيزات من الرقة ودير الزور وتدمر، وبعد فجر الجرود تبدل الوضع جذرياً لصالح اللبنانيين، وتم تنظيف البلاد من الارهابيين وهذا لا ينفي وجود خلايا نائمة وعناصر تحاول التخريب، لكن المخطط الكبير فشل لاسقاط لبنان «بأتون» الصراعات كما الحال في سوريا والعراق ومعظم الدول العربية، لقد انكسرت شوكة الارهابيين في لبنان.

واستطرد المرجع الامني الكبير، بالقول «عملية فجر الجرود كانت صناعة لبنانية مئة بالمئة، واستعدنا كل الاراضي اللبنانية،وانتشرنا وفق الخرائط اللبنانية على الحدود، والجانب السوري لم يعترض، واؤكد واجزم ان الجيش اللبناني ممسك بالحدود اللبنانية، وكما قلت حسب الخرائط اللبنانية، وجدد التأكيد على متانة الاوضاع الداخلية من الناحية الامنية، ونهاية عهد وجود المجموعات المسلحة الارهابية الكبيرة على الاراضي اللبنانية، ويبقى الخوف من الافراد، ونشاطاتهم،وهذا هو الخوف المستقبلي، كون داعش تعرض لضربات كبيرة وهزائم في سوريا والعراق، والمؤكد ان العناصر الارهابية ومن بينهم لبنانيين واجانب يسعون للانتقال الى مناطق آمنة او العودة الى لبنان. وهذا الامر هو موضع متابعة من الاجهزة، خصوصاً ان الحدود اللبنانية السورية ممسوكة بشكل جيد.

وكشف المرجع الامني الكبير عن وجود تنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري، لكن التنسيق يتم من قبل مكتب التعاون العسكري بين الجيشين، وهذا المكتب انشئ منذ اكثر من  20 سنة، والتنسيق جيد و«شريف»، وابدى المرجع الامني الكبير ارتياحه لتجاوب الناس مع اجراءات الجيش اللبناني والقوى الامنية اللبنانية نافياً وجود بيئة حاضنة للمسلحين في لبنان، لان الاوضاع كما قلت «قبل عرسال شيء، وبعد عرسال شيء آخر»، والمناطق التي شهدت توترات على خلفية اعمال ارهابية تعيش اوضاعاً جيدة «حاليا»، ولا يوجد تحركات مشبوهة، فكل هذه المناطق تخضع لمراقبة، ويبدو ان اللبنانيين تعلموا من تجارب الماضي وايام الحروب المشؤومة التي ما زالت اثارها واضحة.

وعن اوضاع المخيمات، ابدى المرجع الامني الكبير تعاطفاً كبيراً مع الاوضاع المعيشية للاجئين الفلسطينيين لناحية البؤس الذي يعيشونه وقال: «هل من المعقول ان يعيش70 الف لاجئ فلسطيني في عين الحلوة بمساحة كلم مربع، وهذا البؤس يولد الارهاب ويؤمن البيئة لولادة كل شيء»، واشار الى تعاون المنظمات الفلسطينية بكل فصائلها مع الجيش اللبناني والامن العام اللبناني، وهناك تعاون، لكن التطور الايجابي الابرز في عين الحلوة يعود الى التطور في عمل عصبة الانصار منذ سبعة اشهر حتى الآن، فتوجهات العصبة شهدت انقلاباً جذرياً ومنحى مختلفاً باتجاه العقلانية والابتعاد عن التطرف والتعاون مع القوى الامنية اللبنانية، بعدما كانت عصبة الانصار في السنوات الماضية، عامل جمع لكل الارهابيين، والآن انقلبت الامور كلياً، وهذا الامر لصالح اهالي المخيمات وعين الحلوة والفصائل الفلسطينية والاستقرار، وبالتالي، لم يبق في المخيم الا بحدود 120 ارهابياً ومنهم الارهابي الابرز هيثم الشعبي خبير المتفجرات، بالاضافة الى وجود معمل لتزوير المستندات «فتدخل الى المخيم شخص وتخرج منه شخصاً آخر»، وهذه الثغرة يمكن معالجتها مع الجواز البيرومتري، واخذ البصمات، وغيرها. وهناك خطوات في هذا المجال لوقف عمليات التزوير.

وتابع: اما اوضاع المخيمات الاخرى، فعادية ومشاكلها معروفة، كالمخدرات الى عصابات السرقة وغيرها.

وعن جولة قيس الالخزعلي

قال: «تم التحقيق في الموضوع من قبل الجيش اللبناني، وحصلنا على توضيحات، عملية توزيع الصور تمت من خارج لبنان، لكن قيس الالخزعلي

دخل بطريقة لا يعرفها الجيش، ولم يحصل على تصريح دخول من الجيش، لان دخول الاجانب لبعض مناطق الجنوب يحتاج لتصريح من الجيش حسب الـ1701.

واضاف: اسرائيل تقوم يومياً بخروقات برية وبحرية، وهي لا تلتزم بالقرار 1701 مطلقاً، نحن حققنا في موضوع الالخزعلي

وليس كما حاول ان يشيعه البعض.

واكد ان لا خطر من قيام اسرائيل بعملية عسكرية في لبنان، لان «كف» 2006 ما زال تحت «اضراس» الاسرائيليين، ولا يمكن ان يدخلوا في معركة الا اذا كانوا مقتنعين بالنصر فيها، وهذا امر مستحيل، لذلك استبعد اي عملية عسكرية.

وكشف المرجع الكبير، ان الجيش اللبناني والاجهزة الامنية اللبنانية، وضعوا خطة عسكرية «للاعياد» كي يعيّد اللبنانيون والقادمون الى لبنان بافضل الاجواء، والجيش اللبناني سيكون في كامل الجهوزية العسكرية والامنية، ولا شيء يدعو للقلق، الاوضاع الامنية جيدة، الارهابيون تعرضوا لضربات حاسمة و«قصمت ظهورهم»، والتواجد يقتصر على افراد لا تواصل بين بعضهم البعض، وفي كل المناطق اللبنانية، لا شيء يوحي بتحركات ارهابية مريبة.

وبعد تقديم المرجع الامني عرضاً شاملاً للاوضاع وارتياحه للتطورات واطمئنانه، اوضح الكثير من النقاط حول موضوع عرسال وما جرى، وكيفية احباط المخطط، وعرسال الآن هادئة، وعادت حركتها الطبيعية، والاهالي متعاونون، ومراكز ايواء اللاجئين السوريين تحت المراقبة، ونقوم بالمداهمات حين يتطلب الامر ذلك، ومدينة عرسال مهمة اقتصادياً وزراعياً، ففيها 5 ملايين شجرة كرز، والصخر العرسالي، له جودة كبيرة، كما ان اهالي عرسال يتعاطون التجارة. هذا بالاضافة الى وجود 700 جندي من الجيش اللبناني من اهالي عرسال بالاضافة الى 500 عنصر من الاجهزة العسكرية الاخرى، و800 موظف في الدولة، وهذه الدورة الاقتصادية تأثرت جداً في الحرب، خصوصا ان عدد اهالي عرسال يتجاوز الـ40 الف نسمة.

وتحدث عما حصل مع الجيش اللبناني والقوى العسكرية في آب 2014 و«الكف» الذي تعرض له الجيش يومها، لكنه اشار الى ان التعامل مع ملف عرسال اخذ منحى مغايراً مع قيادة الجيش الجديدة، حيث تغير «نفس التعامل» كلياً. وقطعنا كل خطوة الامداد بين الجرد ومدينة عرسال، واوقفنا كل عمليات التسلل، وقطعنا عنهم الهواء. ابو السوس الارهابي المعروف لم يكن معه الا 7 ليتر بنزين يوم المعركة، هذا شكل ضربة للارهابيين خصوصاً ان جرود عرسال كانت مصنعاً كبيراً لكل انواع العبوات.

وجدد التأكيد بان عملية فجر الجرود كانت لبنانية، و«صافية» والقرار السياسي امن كل الغطاء للعملية، والتخطيط والتنفيذ كان من قبل الجيش اللبناني، وحزب الله كان في الجهة السورية، ولم يحصل اي تفاوض مع المسلحين من قبل الجيش اللبناني الا في مربع صغير فقط حيث حاصرنا المسلحين، وكان هدف الحصار الحصول على معلومات عن اسرى الجيش اللبناني فقط، والمسلحون هربوا باتجاه سوريا، وفي المقلب السوري حصلت مفاوضات مع المسلحين، وهذا حق للجيش السوري وحزب الله. لكن من جهتنا، لم تحصل اي مفاوضات، والعملية كانت نظيفة، ولم يقع اسرى لـداعش في هذه العملية، اما قتلاهم فتم دفنها من قبل الجيش وفقاً للاصول اللبنانية القضائية، وارتاح لبنان من «الدواعش» وهذا هو الاساس. اما بالنسبة للتنسيق مع الجيش السوري في المعركة، فحصل كما قلت ضمن مكتب التعاون، ومن الطبيعي ذلك، لاننا نقاتل عدواً مشتركاً وضمن بقعة جغرافية واحدة وهذا التنسيق موجود لدى كل جيوش العالم.

وعن التنسيق بين الاجهزة الامنية قال: التنسيق الكامل بين الاجهزة الامنية اللبنانية تطور بشكل لافت في عهد الرئيس عون، وبتنا نكشف الاوراق لبعضنا البعض بنسبة 80 الى 90% وهذا امر جيد، معتبرا ان التنافس امر طبيعي، وكل الاجهزة تعمل ليلا نهاراً لتأمين كل اجواء الراحة للبنانيين.

وختم بالاشارة الى ان هزائم داعش والارهابيين في سوريا وتحديداً في دير الزور وتدمر تركت اثارها الايجابية على لبنان، وقطعت عمليات تسلل المجموعات الارهابية الى لبنان، والتسلل اذا حصل فيبقى على المستوى الفردي والامور ليست متروكة وهي تحت المراقبة.