IMLebanon

أجهزة إنفاذ القانون تتعقب الحزب

 

تتعقّب الأجهزة الإستخبارية والقضائية والمالية في واشنطن حزب الله، وتتسقّط أحواله وأخباره ومفاعيل سياسة «عصر إيران» وتأثيرها الخناقي عليه، إنطلاقاً من الدور المحوري الذي تراه واشنطن موكلاً إيرانياً الى الحزب، في اليمن وفلسطين والعراق، تماما كما في لبنان، وهو دور إنفلاشي ذي أثر بالغ لا يضاهيه فيه أي من أذرعتها الأخرى مهما بلغ شأنها وتأثيرها.

 

لا تكتفي الأجهزة الأميركية، او ما يعرف بأجهزة إنفاذ القانونLaw Enforcement Agencies، بحصار إيران وأحد اغراضه التضييق على حزب الله وتجفيف موارده، بل لا تزال تعتبر هذا الحزب أحد أبرز أذرعها Proxy في المنطقة، وأحد أفعل منفذي سياساتها الخارجية. لذلك يتدرّج إهتمامها فيه صعودا، وتخصّص الموارد المالية والبشرية لتبقى على إطلاع ظِلّي على ما يجري فيه ولا سيما في بيئته الحاضنة.

 

تشهد واشنطن راهناً نقاشاً جدلياً يتناول مدى تأثير العقوبات على إيران وحزب الله، مع إمكانية تلمّس مقاربتين مختلفتين وموازيتين في الحزبين الديمقراطي والجمهوري:

 

أ- يعتبر الديمقراطيون أن الحزب المأزوم مالياً وسياسياً، وخصوصاً سوسيولوجياً داخل بيئته الحاضنة، لم تعد له المخالب نفسها التي كانت له في الأعوام الأخيرة. وهم تالياً يعتبرون أن تضخيم إدارة الرئيس دونالد ترامب الخطر المفترض للحزب ليس في محله وإنما غرضه دعائي، في سياق الحملة القائمة على إيران لإجبارها على العودة الى طاولة المفاوضات بالشروط الأميركية الـ12 المعروفة، بغية تعديل الاتفاق النووي الملغى اميركياً بما يتناسب مع رؤية الإدارة الراهنة التي وصف رئيسها الاتفاق السابق المقر في عهد باراك اوباما بالمرعب. ويتكئ هؤلاء على ما تنشره الصحافة الأميركية المناوئة لإدارة ترامب عن تزعزع بنية الحزب المالية التي جبرته على سحب قواته من سوريا وعلى تقنين الرواتب وشطب كثير من عناصره من لوائح الإفادة المالية والاجتماعية.

 

ب-ينصرف الجمهوريون الى التسويق لفاعلية العقوبات كدليل على نجاع السياسة الترامبية في حصارها على إيران وأذرعتها وعلى أهمية إستمرار هذا الحصار، مبرزين أدلة كثيرة على هذه الفاعلية، من طهران حيث الإضرابات الاجتماعية الداخلية، الى بيروت حيث لا تخفي قيادة حزب الله الضيق المالي الذي يعاني منه الحزب حدّا دفع بالحوثيين في اليومين الأخيرين الى إطلاق حملة لتأمين دعم مالي له! ويصر الجمهوريون على إكمال الخناق على الحزب وعدم التراخي خوفاً من مغبّة أن يؤدي أي اهمال في تشديد الطوق الى إفادة الحزب منه لإعادة شحن قدراته المالية، وإستطراداً تعويم قدراته القوّتية، وهذا امر في غاية الخطورة تأسياً على ان الحزب في نظر هؤلاء هو «أداة إيران العالمية للانتقام والإكراه، وخبير محلّف في حرب الغيريللا بعد أعوام من التراكمات المكسبية في القتال في سوريا، وهو الأكثر تهديداً للأمن القومي الأميركي والحلفاء».

 

ولا يخفى أن ثمة تقارير أميركية رسمية تنبّه من مغبة «الانتشاء» بنتائج الحصار الراهن للحزب، بإعتبار أن في مستطاعه تخطي هذه الصعاب وربما تجاوزها «إستناداً الى العقيدة التي تتحكّم بحركة عناصره، وهي عقيدة تتخطى أي بعد مالي ولا يوقفها او يجبهها راتب منقوص أو تأخرت القيادة في إيفائه».

 

وتتحدث هذه التقارير عن «انشطة حزب الله المتزايدة في أنحاء إقليم الشرق الأوسط وأفريقيا وصولا الى أميركا الجنوبية والتي من المؤكد انه لن تتأثر جذرياً بالعقوبات، لا بل هي مرشحة للنمو تزامناً مع أزمة السيولة».

 

وتعتبر أن «حزب الله من تلك الجماعات التي يزداد خطرها وعدوانيتها كلّما إشتد الضغط عليها وكلّما إزداد إغلاق النوافذ في وجهها، فهذه هي طريقة الحزب المفضّلة للخروج من أزماته. الى جانب ان إيران لن تتخلى عنه بيسر وهو أحد أفضل ما صدّرته من منتجات ثورية منذ قيام جمهوريتها الإسلامية في العام 1979».