IMLebanon

دعم قوي من «الخماسية» لمهمة لودريان .. ولا رئيس إلا بالتوافق

 

قلق أممي من تمدُّد الصراع والمخاوف على الجنوب تتصاعد وتيرتها إذا تجدَّدت الحرب

 

 

في ظل استمرار الهدوء الحذر الذي يخيم على المناطق الجنوبية، طالما أن الهدنة الممددة في غزة مستمرة، بالرغم من الخروقات الإسرائيلية اليومية، فإن الأنظار اتجهت إلى اللقاءات المكثفة التي عقدها المبعوث الرئاسي جان ايف لودريان في زيارته الرابعة لبيروت،مع عدد من القيادات، بحثاً عن مخارج للأزمة الرئاسية التي دخلت عامها الثاني، دون بروز مؤشرات حتى الآن تفضي إلى حل لمأزق الشغور في رئاسة الجمهورية، وبما يسهل انتخاب رئيس جديد للبنان، في حين من المتوقع أن تكون للودريان، اليوم، جولة جديدة من الاجتماعات مع القادة السياسيين، من أجل بلورة تصور مشترك لتجاوز المأزق الرئاسي، على أن يعقد المبعوث الفرنسي لقاءات دبلوماسية على قدر من الأهمية، وتحديداً مع سفراء المجموعة الخماسية التي تدعم وبقوة تحركه لتسهيل انتخاب رئيس للبنان، انطلاقاً من المواصفات التي سبق وحددتها المجموعة في اجتماعاتها التي عقدتها بالرياض».

وتشدد في هذا السياق، أوساط دبلوماسية خليجية لـ«اللواء»، على أن «المملكة العربية السعودية، مهتمة إلى جانب دول مجلس التعاون الخليجي بالملف الرئاسي في لبنان، لناحية الحرص على أهمية إنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت، ولهذا السبب فإن سفير خادم الحرمين الشريفين وليد بخاري في حركة دائمة باتجاه القيادات السياسية، وهو يقوم يقوم بجولات مستمرة على المسؤولين من أجل حثهم على الإسراع في انتخاب الرئيس العتيد في وقت قريب، بالنظر للتداعيات الخطيرة المترتبة عن الشغور . وبالتالي فإن ما يجري في الإقليم يجب أن يشكل عامل ضغط كبيراً على المسؤولين . لأنه لن يجري انتخاب رئيس للبنان، إلا بعد توافق الأطراف على هذا الأمر، وهناك دعم عربي ودولي للبنانيين، لكي يسارعوا إلى انتخاب رئيس قبل نهاية العام» .

 

ولا تبدي مصادر سياسية تفاؤلاً بإمكانية نجاح المبعوث الفرنسي في مساعيه لاعتبارات عديدة، أهمها أنه لا يحمل معه خارطة طريق لحل المأزق الرئاسي، بل مجرد تمنيات ونصائح مغلفة بتحذيرات، للاسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، مشيرة إلى أن الكرة كانت وما زالت في ملعب اللبنانيين وحدهم، وليس في ملعب أي فريق آخر. وما يثير القلق برأيها، أنه لم يحصل تبدل في مواقف القوى الداخلية، قد يسهل مهمة لودريان . وهذا يتطلب القيام بجهود داخلية للتوافق على صيغة تنهي الشغور الرئاسي القاتل الذي دمر المؤسسات، ويكاد يقضي على كل شيء في البلد . ولا يبدو أن هناك استعداداً من جانب المكونات السياسية لتقديم تنازلات، فكل طرف متمسك بشروطه، الأمر الذي قد يوصل مهمة لودريان «الرابع» إلى الحائط المسدود

 

وعلم أنّ الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، قال لِمَن التقاهم، أمس، إنه «على وقع حرب غزة لا يمكن بقاء لبنان من دون رئيس خصوصاً إذا ذهب ملف غزة إلى المفاوضات، فلا يمكن للبنان أن يبقى خارج المعادلة وخارج طاولة التفاوض وهو معني بالملف»، كما كشفت المعلومات أن لودريان لا يحمل طرحاً رئاسياً إنما هو يحضّ المسؤولين اللبنانيين على ضرورة الإسراع في التوافق على رئيس للجمهورية وخصوصاً مع حرب غزة . وقال لهم بصريح العبارة، «لم يعد لديكم الوقت وإذا بقي لبنان بلا رئيس فإن البلد سيذهب إلى وضع صعب جداً يجب ألا يبقى ملف الرئاسة موضع خلاف في ما بينكم».

وتؤكد المصادر السياسية، أنه ما عاد خافيًا على أحد، أن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، يحاول بشتى الوسائل منذ وقت طويل، عرقلة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، للحؤول دون وصول الأخير إلى رئاسة الجمهورية، كونه يتقدم المتسابقين إلى قصر بعبدا. والسؤال الذي يطرح نفسه، كيف يحلل باسيل وفريقه إجراء تعيينات عسكرية في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية، فيما حرم هذا الفريق تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان في ظل الشغور الرئاسي؟ وهذا يدل برأيها، أن باسيل يقود معركة شخصية ضيقة ضد قائد الجيش، لإبعاده عن المشهد الرئاسي، رغم المطالبات الواسعة من جانب بكركي وأطراف وازنة من أجل التمديد للعماد عون. لكنها تعتقد أنه في ربع الساعة الأخير، سيحصل التمديد، وبموافقة «الثنائي»، من أجل مصلحة البلد والمؤسسة العسكرية، سواء في مجلس الوزراء أو عن طريق البرلمان .

وفي ظل استمرار أجواء الهدوء الحذر في الجنوب، فإن المخاوف لا زالت كبيرة من انفجار الأوضاع في المناطق الحدودية، رغم الهدنة الهشة القائمة. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تفجر الميدان في أي وقت، طالما أن «حزب الله» وإسرائيل مستعدان للمواجهة، وإن كان الأول لن يبادر إلى زج لبنان في الصراع القائم، لأنه يدرك العواقب، إلا إذا قام جيش الاحتلال بالاعتداء على لبنان بشكل واسع. لكن يبدو من خلال المعطيات الحالية أن الستاتيكو القائم سيبقى على ما هو عليه، بانتظار ما سيجري في قطاع غزة، وما سيعقب الهدن المتواصلة من تطورات، ستترك انعكاساتها على الجبهة اللبنانية، سواء حرباً أو سلماً.

وقد برز قلق أممي واضح على الأوضاع في الجنوب، عبرت عنه المنسقة الخاصة للامم المتحدة يوانا فرونتسكا، بعد زيارتها نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، حيث نقلت وفق بيان مكتب بو صعب، «قلق مجلس الامن على ألا تمتد الحرب على طول الخط الازرق وعلى أهمية دور «اليونيفيل» والجيش اللبناني في الجنوب، وعلى ان ليس هناك من نية لتغيير القرار 1701».