IMLebanon

جدول أعمال «القوات» و«التيّار الوطني الحرّ»

لا يُعلَّق أملٌ كبير على المحادثات بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحرّ»، إذ إنّ هامش الاختلاف بينهما واسع ويعود إلى أكثر من 25 عاماً، على رغم ما يُشاع عن احتمال الوصول إلى نهايات إيجابية، خصوصاً في موضوع رئاسة الجمهورية الذي يستحيل أن يتنازل أيّ من الزعيمين المارونيَّين، عون وجعجع، أحدهما للثاني.

أمورٌ كثيرة تغيّرَت ليبدأ حوار رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، أبرزها انطلاق حوار تيار «المستقبل» و«حزب الله».

وفي هذا الإطار، يصرّ أحد النواب العونيّين (غير معني بالتواصل) عند سؤاله عن الموفد بين الرابية ومعراب، على وصفِه بالرسول، في إشارةٍ إلى «مسيحية الحوار»، بينما يَصف مصدر قوّاتي مسؤول، (ممازحاً)، حجم الإتفاق بين الطرفين بعد انطلاق حركة الموفدين بأنّه وصلَ إلى نسبة 53,120 في المئة.

وفي هذا السياق، تقول مصادر مطّلعة إنّ النقاش بين معراب والرابية شملَ كلّ الملفات المطروحة على الساحة اللبنانية والمسيحية، من رئاسة الجمهورية الى ماليّة الدولة، والملفات السيادية وما يرتبط بالداخل، والعلاقة مع الخارج. فالبحث لا يركّز على ملفّ دون آخر أو يعطي انتخاب رئيس الجمهورية الحَيّز الأكبر من النقاش.

وتخيّم الشفافية على النقاش، بلا تكاذُب، إذ إنّ كلّ فريق يقول الأمور كما هي، والاتجاه العام هو الوصول الى توافق في شتّى الملفات، وعدم تضييع فكرة الإتفاق والعودة إلى لغة الصدام مجدّداً.

وفي التفاصيل، فإنّ جدول الأعمال سيتطرّق إلى كلّ المشاكل، حيث إنّ الحوار تقدّمَ وسيبحث في رئاسة الجمهورية وإعادة تكوين المؤسسات الدستورية والإصلاح الإداري والمالي وإعادة الحضور المسيحي الفاعل الى الدولة، وقد حصلَ اتّفاق على مسائل عدّة سيعلَن عنها نهائياً في وقتها.

ويشمل البحث أيضاً بين «التيار» و»القوات» إيجاد الطريقة الأنسب لمعالجة الخَلل في سدّة رئاسة الجمهورية، والبحث عن آليّة مشترَكة يتمّ التفاهم عليها لتصحيحه، وهناك نقاط مشتركة.

وفي السياق، طُرحت أفكار عدّة، بُغية إيصال الاستحقاق الرئاسي إلى خواتيمه السعيدة، فيما يؤكّد الفريقان حِرصَهما على عدم التفريط في الحضور المسيحي من خلال رئاسة الجمهورية، لأنّ التجارب السابقة لا تشجّع. وتتمحور مروحة الخيارات الرئاسية بين انتخاب عون أو جعجع، أو انتخاب رئيس توافقي يختاره الطرفان، فيما هناك طرح ثالث وآليّة قيدَ البحث لاختيار رئيس، وقد رفضَ الطرفان الكشف عنها.

وتؤكد المصادر ذاتها أيضاً أنّ لقاءات الموفدين، ستُستأنَف بعد الأعياد لاستكمال النقاش، فيما لن يكون لقاء جعجع وعون بعيداً وفولكلورياً، بل سيأتي متوافقاً مع حركة اللقاءات والإنتاجيّة التي يسعى الطرفان إلى تحقيقها.

ويتصدّر البحث عناوين مختلفة، أبرزُها عودة المسيحيين الى مؤسسات الدولة ومشاركتهم في صناعة القرار الوطني والمالي وتعزيز العلاقة المسيحية – المسيحية وتطوير التنافس الديموقراطي والاتفاق على الملفات التي تعني المسيحيين، وعلى رأسها قانون الانتخاب، إذ إنّ الاتفاق على هذه الملفات سيكرّس تفاهماً شاملاً.

السرّية التامّة التي يحيط بها مسؤولو «القوات» و»التيار الوطني الحر»، المناقشات، تدلّ على أنّ شيئاً ما يُطبَخ، لكنّ الأساس يبقى الوصول إلى نتيجة مهمّة، وخصوصاً في رئاسة الجمهورية، إذ إنّ البحث يحتاج إلى وقتٍ إضافيّ، خصوصاً أنّ حجم التعقيدات ليس بكثير، ولا يستطيعان حلّ خلافات البلد والخلافات المسيحية بفترة قليلة.