IMLebanon

اللبنانيون ينتظرون بفارغ الصبر انطلاق الحوار بين «حزب الله» و«المستقبل»

اللبنانيون ينتظرون بفارغ الصبر انطلاق الحوار بين «حزب الله» و«المستقبل»

برّي مرتاح إلى مآل الأمور ويدعو إلى النظر للنصف الممتلئ من الكأس

جلوس «الأزرق» مقابل «الأصفر» سيكون برداً وسلاماً على الشارع ومقاربة لجزء من الملفات

ينتظر اللبنانيون بفارغ الصبر انطلاق الحوار بين «حزب الله» وتيار «المستقبل» بعد أن بلغ الاحتقان السياسي والمذهبي مداه منذراً بعواقب وخيمة تتهدد البلاد على كافة الصعد، كون أن مثل هذا الحوار يبرد الأجواء ويشكل إلى حدّ ما خارطة طريق وعنواناً عريضاً في مقاربة الملفات الأساسية المطروحة كالانتخابات الرئاسية وقانون الانتخاب والاحتقان المذهبي.

وإذا كانت كل المعطيات تُجمع على أن انطلاقة الحوار باتت على قاب قوسين أو أدنى بعد أن توفرت المناخات الملائمة لذلك وأبرزها استعداد الطرفين المعنيين على ولوج هذا الحوار من دون شروط مسبقة وإبداء الرغبة في تضييق الهوة الموجودة بينهما، فإن ذلك لا يعني أن هذا الحوار سيكون قصير المدى وأن الملفات التي ستطرح ستكون قابلة للتوافق بشكل سريع، كون ان وقائع هذا الحوار لن تكون في معزل عن التطورات الإقليمية والدولية التي تحصل يومياً وبشكل دراماتيكي خصوصاً في ما يتعلق بالأزمة السورية والعلاقات الأميركية – الإيرانية والسعودية – الإيرانية، وتفادياً لتأثيرات هذه التطورات التقى الطرفان وعّراب هذا الحوار رئيس مجلس النواب نبيه برّي ان توضع الملفات الخلافية جانباً والبدء بمناقشة الملفات الداخلية الملحة والتي وضعت في إطار جدول أعمال تمّ بحثه في اللقاء الأخير الذي جمع الوزير علي حسن خليل ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والذي سيستكمل في اجتماع لاحق في وقت قريب، كون ان هناك حرصاً بأن تنطلق أعمال الحوار قبل فترة الأعياد على حدّ تعبير أحد النواب الذين يتابعون مسار التحضيرات لهذا الحوار، وهو ينقل عن الرئيس برّي ارتياحه لما آلت إليه الامور حتى الآن، ودعوته إلى النظر إلى النصف الممتلئ من الكأس لا إلى النصف الفارغ في اشارته إلى الخلافات التي يصعب تذليلها أو معالجتها في هذا الحوار، مع تأكيده المتكرر بأن ما يواجهنا من أزمات داخلية لا سبيل إلى حلها الا بالحوار الذي بات أكثر من حاجة في الوقت الذي تعج فيه المنطقة بالازمات وفي الوقت الذي بدأت فيه الرياح الساخنة في هذه المنطقة تلفح لبنان.

ولا يترك الرئيس برّي فرصة بحسب من التقوه في الآونة الأخيرة الا ويؤكد فيها استعداده لتقديم ما يسهل عملية الحوار والذهاب بها إلى بر الأمان باعتباره يُشكّل خشبة خلاص في هذه المرحلة التي تعد الأكثر خطورة في تاريخ لبنان والمنطقة.

وشدّد رئيس المجلس امام زواره ليل أمس على انه راضٍ على المسار الذي تسلكه التحضيرات للحوار، مؤكداً ان الأمور «تمشي» كما هو مرسوم لها، موضحاً ان لا جديد قد طرأ في غضون الساعات الماضية في هذا الشأن.

وتأكيداً منها على ان الحوار بات (تحصيل حاصل) بين «الازرق» و«الاصفر» تلفت مصادر سياسية متابعة إلى ان الرئيس برّي الذي حاذر في محطات سابقة طرح أي مبادرة في ظل الاحتقان الموجود تجنباً لسقوطها من قبل بعض الأطراف وتحولها إلى عامل تفجير بدلاً من أن تكون عاملاً مساعداً على الوصول إلى حلول، ما كان ليبادر في ابتداع صيغة لجمع الحزب والمستقبل لولا حصوله على اشارات ايجابية من الداخل والخارج تدعم مسعاه في هذا الخصوص، إضافة الى ان رئيس المجلس يعتبر أن مثل هذا الحوار هو بمثابة الخرطوشة الأخيرة وهذا الواقع يتفهمه ويدركه كل الاطراف السياسية على الساحة الداخلية في هذه المرحلة.

من هنا، فان المصادر التي تحرص على عدم الافراط بالتفاؤل كثيراً، تؤكد أن مجرّد حصول اللقاء الأوّل بين ممثلي الطرفين سيكون برداً وسلاماً على الشارع الذي يعيش تحت وطأة حالة مخيفة من الاحتقان، وسيكون لهذه اللقاءات انعكاسات إيجابية على مسألة مقاربة بعض الملفات كالاستحقاق الرئاسي مع التأكيد بأن هناك حرصاً شديداً من الفريقين على عدم الاستئثار بهذا الملف او الايحاء بأن هناك فريقاً اساسياً اقصي عن عملية إنجاز هذا الاستحقاق.

وفي رأي هذه المصادر أن ما يبعث على الارتياح، وجعل منسوب التفاؤل أعلى بكثير من منسوب التشاؤم هو حرص الفريقين اللذين سيتحاوران على الجلوس وجهاً الى وجه بذهنية منفتحة بعيداً عن أي تصلب في الرأي وبعيداً عن أي تعقيدات من شأنها فرملة الاندفاع باتجاه الحوار، وهو ما ينعكس إيجاباً بالتأكيد على عمل الحكومة التي تستفيد من هذا التقارب في اتجاه تفعيل دورها الى جانب التشنج الذي حكماً سيغادر طاولة مجلس الوزراء، اضافة إلى ان تأثيراته الإيجابية ستنسحب أيضاً على عمل لجنة التواصل المولجة إنتاج صيغة لقانون انتخابي جديد، وإن كان من غير المأمول في ما تبقى لها من عمر والمحدد بشهر مع بدء المناقشات ان تنجز هذه المهمة التي ستترك حكماً للهيئة العامة.

وتعرب المصادر عن اعتقادها بأن هذا الحوار في ظل هذه الأجواء المشحونة يحتاج إلى حماية وتحصين لتأمين نجاحه، كون أن فشله سيكون له نتائج وخيمة ليس على الطرفين المتحاورين وحسب بل على لبنان بشكل عام، ومن هنا يأتي الحرص على السرعة لا التسرع في تهيئة الظروف المؤاتية التي يجب ان تكون خالية من أية شوائب وعوائق تؤدي إلى سقوط الحوار مع بداياته.