IMLebanon

لبنان وطن طيَّروه وشعب نَحَروه

 

 

ما أسوأ من السياسة في لبنان إلّا أغلب السياسيين بكل أطيافهم ومكوناتهم ولا يحتاج ذلك إلى دليل قاطع، فضعيفهم يعتبرونه القوي والفاسد عندهم معصوم والسارق هو ضمانة الوطن والمجرم القاتل للأفراد أو الجماعات هو الحامي، لبنان وطن أصبح في نهايات وجوده، هذا يريده طائفيا مذهبيا وذاك يريد تقديمه هدية لأسياده من الدول الأخرى وذاك يدلّل عليه للبيع بأثمان أعلى، الكل يلعب لعبة استعراض القوة لتخويف الآخرين من أبناء وطنه أو لعبة استعراض الجماهير، ومن المؤسف ان الناس تستجيب ظنا منها أن طائفتها ستكون الأعلى وستمسك بزمام الأمور بالبلاد وعلى العباد، وان الزمن زمنها ولتذهب بقية الطوائف إلى الموت أو التهجير متسوّلين في بلدان العالم.

لبنان الوطن في طريق الانهيار ومؤسساته إلى الانحلال وشعبه إلى طريق العدم بحروب أهلية أو طائفية، لم يتعلّموا من التجارب الفاشلة، رسموا ممرات سياسية لقصر بعبدا وتعطّلت البلاد ومصالح العباد، وجاءوا بالقوي وتبيّن أنه ليس كذلك وقالوا بلسانهم وباعترافهم: ما خلّونا نشتغل، وكان بصراحة وبواقعية الأضعف عهدا بتاريخ لبنان منذ أن كان لبنان، أصبح يتحكّم بالوطن الفريد بين أوطان العالم وما زالت التجربة سارية التمسّك برئيس محدّد بخلافات ونزاعات بين القوى السياسية والنيابية، وها هو لبنان ويا للأسف يتفكك ولن تقوم له قائمة بوجود هذه الفئة المتحكّمة، المهم كل فريق يأتي برئيس يحمي ظهره وآخر يحمي بطنه ورئيس مركوب لا راكبا ومسلوب الإرادة وخادم عند الأسياد والمتنفذين، أما الشعب فهؤلاء عملاء والحاكمين أولياء وأسياد، والشعب للهجرة والتهجير طوعا وجبرا، والقتل والتفجير والاغتيالات محظر عنها الحديث والمحاسبة والتحقيق، وسرقة أموال العباد وتبديد مال الناس المودعة في البنوك ينبغي الفكاك منها ولا إرجاع شيء منها للمودعين وليقيموا مجالس عزاء لها، ولضحايا تفجير المرفأ الممنوع الحديث عنه أو المطالبة بالتحقيق وقد نجحوا بتقسيم أهل الضحايا طائفيا ومذهبيا وبآلاعيب مكشوفة.

يا حرام يا لبنان، ويا حرام يا لبنانيين، وطنكم وما تملكون بح انتقل الى الأيدي المليئة بالفساد والسواد.

أذكّركم بأن خلاص لبنان مما يتعرّض له يكون حاليا:

١- انتخاب رئيس جمهورية طبقا لنص الدستور اللبناني ودون الوصول لنزاعات وحروب أهلية، وَقَى الله لبنان دمارها وخرابها.

٢- حماية لبنان الوطن بكيانه وشعبه ومؤسساته ولا أحد له العبث بالبلاد والعباد.

٣- ضمان لبنان واللبنانيين كافة التمسّك بالثلاثية الذهبية: الشعب والجيش والمقاومة، التي ارتضاها اللبنانيون انتصارا للبنان خاصة بمواجهة العدوانية الصهيو-أميركية، وحفظ كيانه وثرواته وإسقاط أية خلافات حول هذه الثوابت الوطنية.

٤- العمل الوطني المشترك من كل الحريصين على بقاء لبنان وحاضر شعبه ومستقبله استعادة الدولة اللبنانية السيدة الحرة المستقلة ومؤسساتها وانتخابات جديدة تطيح بكل الفاسدين الذين دمّروا لبنان الوطن وتراهم ينحرون شعبة ظلما وعدوانا.