التطورات في المنطقة تشير الى ان الوضع الداخلي اللبناني «متجمد ولا تطورات في اي من الاستحقاقات قبل انجلاء الصورة في المنطقة على المستويات السياسية والامنية والعسكرية، كون للبنان ارتباط فعلي بالملفات الاقليمية وتطوراتها، يخطئ من يظن ان لروسيا دوراً جانبياً في الملفات اللبنانية، بحسب مصادر في 8 آذار، التي تؤكد ان ملف الاستحقاق الرئاسي اللبناني، في اطار الاهتمام الاقليمي والدولي، لذلك فأن العامل الروسي، له تأثيرات مباشرة على الاستحقاق الرئاسي اللبناني، وكذلك في مختلف الملفات.

وما يقال وفق المصادر الديبلوماسية المتابعة لهذه الملفات، هذا اذا كان الدور الروسي في الملفات اللبنانية، فكيف والامر في الموقف الاميركي الذي هو بالاساس المعني بالوضع اللبناني من مختلف نواحيه. وهنا بيت القصيد. اذ ان الملفات اللبنانية لها متابعة اميركية دقيقة، وخصوصأً الامنية منها والسياسية والعسكرية، وكذلك الامر في الملف الرئاسي الذي هو الآن ليس محل اهتمام الاميركيين في هذه الفترة.

المصادر الديبلوماسية، تقول لذلك انبرى السؤال هل جرى توافق اميركي – روسي على الملف الرئاسي اللبناني، كي يجري طرح مبادرة لترشيح هذا الاسم او ذاك، وهل هناك تكليف من الروسي والاميركي، لأي جهة عربية او اوروبية، قضت باعلان مبادرة.

الى اليوم تؤكد المصادر الديبلوماسية المتابعة ان لا تكليف دولياً لا روسي ولا اميركي، بل لا تفاهم روسي ولا اميركي حول الملف الرئاسي الللبناني، بل التفاهم الروسي ـ الاميركي في لبنان،فقط على الاستقرار الامني والاقتصادي والعسكري، وعدم فتح جبهات مع اسرائيل، لكن في الملف الرئاسي لا توافقات، من هنا فأن المبادرة التي اطلقها سعد الحريري بموافقة فرنسية ـ سعودية، لم تكن مغطاة اميركياً ولا بتفاهم اميركي ـ روسي، هذا عدا عن العوامل الاقليمية الاخرى السورية والايرانية، والقوى المؤثرة اللبنانية.

بناء على ما تقدم وكون التغطية الدولية لم تكن موجودة تضيف المصادر فان جلّ ما جرى هو « ترك» بعض القوى ان تشتغل على الطريقة اللبنانية في هذه الاوقات الضائعة، وهذا ما حدا بنصيحة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط. وقد اقتنع فيها السعوديون ومنهم ذهب بها الحريري، لكن قبل كل هذا الامر كان الفرنسي يستمع الى وليد جنبلاط، لذلك كان الطرح الفرنسي منذ اللحظة الاولى، وكان المفترض ان يفاتح الرئيس الفرنسي الرئيس روحاني بطرح سليمان فرنجية الا ان الاحداث في باريس ارجأت زيارة الرئيس حسن روحاني الى باريس وجرى تأجيل البحث،حينها صار طرح المبادرة لبنانياً.

بناء على ما تقدم فان القضايا اللبنانية ما تزال في الثلاجة تؤكد المصادر، الى حين توضيح صورة التطورات السورية على الصعيد الاقليمي والدولي، والاهم في كل الموضوع اللبناني، ان تتواصل المتابعة الامنية للملف اللبناني الذي ما يزال تحت الخطر الارهابي التكفيري، اذ ان هناك جماعات ما تزال ترى ببعض المناطق اللبنانية المأوى الاساسي لانطلاق عملها، والدليل ان لبنان ما زال قاعدة لوجستية متقدمة للجماعات التكفيرية، وهي ما تزال تعمل في الساحة اللبنانية بالاعداد والمال والرجال والتخطيط، عدا عن تحيّن الفرص للقيام بأعمال تفجير وكذلك محاولات هجوم هنا او هناك،

ماذا يعني كل هذا الجو السياسي، الاجابة عند المصادر، ببساطة على اللبنانيين ان يتواضعوا في التعاطي مع ملفاتهم الداخلية وان يقرأوا بكتاب المنطقة، كونهم بشكل مباشر اصبحوا «مقطورين» بسكة التطورات الاقليمية والدولية.