IMLebanon

الثقة المفقودة

الثقة المفقودة

هناك إجماع في العالم على أنّ صدقية السياسة الأميركية أضحت في الحضيض، فواشنطن تقول شيئاً وتفعل عكسه، والدليل الأكبر على ذلك ما حدث في سوريا إذ انها ليست المرة الأولى التي يصرّح فيها رئيس أميركي أو وزير خارجيته حول حتمية سقوط النظام

 

في سوريا… وسرعان ما يطلعون بتصريح معاكس.

من هنا نستطيع القول إنّ الثقة بتصريحات هؤلاء المسؤولين الاميركيين أصبحت مفقودة، وفي هذا السياق ننظر الى كلام وزير الخارجية تيلرسون أخيراً حول أنّ حكم أسرة الأسد أشرف على نهايته في سوريا.

وإذ نتفق حيناً مع الموقف الاميركي ونختلف معه حيناً آخر فإننا نعود بالذاكرة الى العام 2011 أيام حكم الرئيس الاميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني دايڤيد كاميرون… يومها كانت الفرصة سانحة ومتوافرة لإسقاط النظام السوري الضعيف جداً، أكثر مما هي متوافرة اليوم.

وفي العام 2012 صدر عن الأمم المتحدة موقف حول وجوب قيام هيئة حكم انتقالية (في سوريا) تتولّى كامل السلطة التنفيذية.

فلماذا لم تطبّق واشنطن وحلفاؤها الغربيون هذا الاتجاه؟!.

ثم دخلت روسيا على الخط وهي الدولة التي عادت لأن تكون عظمى، وكذلك دخلت تركيا على الخط أيضاً.

صحيح أنّ النظام هو اليوم الحلقة الأضعف امام سلسلة المتدخلين في الشأن السوري… ومع ذلك فهو ليس قوياً إلاّ على الشعب، خصوصاً وأنه برغم كل شيء لا يزال يستخدم البراميل المتفجرة والاسلحة الكيمياوية التي استخدمها قبل أشهر في خان شيخون متسبباً بمجزرة رهيبة طاولت الأطفال والنساء والشيوخ من المدنيين.

وبقاء بشار الأسد أو مغادرته السلطة لم يعد مهماً اليوم، والدليل على ذلك أنّ الرئيس الحريري عندما زار موسكو بحث أولاً بأوّل مع بوتين وحكومته كيفية إعادة اللاجئين، وهذا الموضوع ليس ضرورياً ولا إلزامياً بحثه مع النظام السوري الذي بات الجهة غير الصالحة للبحث في المسائل السورية لفقدانه كامل دوره تقريباً ازاء وجود ودور الآخرين: الروس والأميركيون والأتراك الخ…

عوني الكعكي