IMLebanon

«تفاهم مار مخايل» قريباً على طاولة الوطني الحر وحزب الله لإعادة تفعيله…

 

اوساط الطرفين : التحالف مُستمرّ مهما حاول «الغيارى» ذرّ الرماد في العيون!

 

بفعل تغيّر الواقع السياسي في لبنان كل فترة ودخول مستجدات تتطلب إعادة تموضع، او تفعيل او تطوير اي اتفاق او تفاهم سياسي بين طرفين، كان لا بدّ من فعل هذا الشيء مع تفاهم مار مخايل، الموقّع في شباط من العام 2006 بين الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله ورئيس التيار الوطني الحر حينها العماد ميشال عون، ومرور كل تلك السنوات عليه، لان تغييراً حصل منذ العام 2016 مع وصول عون الى الرئاسة وجبران باسيل الى رئاسة التيار، اي حصول مواقف مختلفة بعض الشيء، تسبّب بها الواقع في ظل التقلبات السياسية اليومية التي تحصل في لبنان، بحيث برز خلاف منذ سنوات قليلة في بعض وجهات النظر السياسية، ضمن ملفات معينة بين التيار الوطني الحر وحزب الله، لكنهما حافظا على ثوابت الورقة الموّقعة بينهما، من دون ان تغيب المصلحة كما في كل التحالفات، فالتيار الوطني الحر كان بأمّس الحاجة الى حزب الله لإيصال زعيمه الى الرئاسة في العام 2016، وحزب الله بدوره كان بحاجة الى غطاء مسيحي قوي امام المجتمع الدولي وجده في التيار المذكور.

 

الى ذلك، ومنذ تشكيل حكومة العهد الاولى، ظهر الصراع بين الطرفين عبر إصرار حزب الله على سحب الثلث المعطّل من التيار الوطني الحر، في مقابل تمسّك الأخير في التحكّم بمسار الحكومة. هذه الازمة تفاقمت مع رئيس التيار جبران باسيل، حين اطلق «لطشة» إستفادة البعض من المعابر الشرعية، ومن ثم فتح ملف المبعدين الى اسرائيل، إضافة الى ملف سلعاتا الذي صوّت وزراء حزب الله ضده في مجلس الوزراء، فضلاً عن مواقف بعض نواب التيار الوطني الحر المتعارضة مع مواقف الحزب، وفي طليعتهم زياد اسود. وصولاً الى العقوبات المالية التي طالت حلفاء الحزب ومن ضمنهم باسيل، لكن كل تلك التقلبات إكتفت بهز التفاهم ، اذ حصلت إستياءات واسعة ومتبادلة من قبل الفريقين، لم تتفاقم كثيراً نحو خط من غير رجعة، كي لا تصل الى درب وعرة ومقفلة، اذ جرت حينها وعلى الفور عملية تنظيم للخلافات بين باسيل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، لوقف السجالات الإعلامية والردود، خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي بين مناصري الفريقين.

 

انطلاقاً من هنا ولمنع تكرار هذه المشاهد، ووفق معلومات لـ «الديار» فقد تشكلت منذ شهر لجنة ثنائية من الطرفين، بهدف إعادة تفعيل ورقة التفاهم على أثر المستجدات التي حصلت، وهي ستقوم فور اجتماعها الذي لم يُحدّد بعد بسبب الظروف الصحية الراهنة، بالمبادرة والبحث في عدد من البنود حول وضع لبنان واتفاق الطائف، وموضع حزب الله اليوم والاستراتيجية الدفاعية والتصدّي للفساد والملفات العالقة، والمحافظة على التوازن الداخلي والعلاقات بين الحزب والتيار، وإنهاء اي اشكال او اختلاف، والتقارب اكثر في بعض الملفات التي اوجدت ذلك التباين، وبحث ملف الحياد وتداعياته والمتغيرات الاقليمية والدولية، ووقف السجالات المتبادلة بين مؤيدي الطرفين، التي تساهم في إشعال الوضع، وغيرها من المباحثات التي تجدّد العلاقة بينهما نحو الافضل، وكل ذلك سيكون على طاولة التيار والحزب بحسب ما تسمح الظروف.

 

اوساط مقرّبة من الطرفين اوضحت ل» الديار» بأنّ التحالف قائم ولن تسقطه ايّ ظروف، كما نطمئن الغيارى بأنّ تفاهم مار مخايل باق مهما حاولوا ذرّ الرماد في العيون، ولن تؤثر عليه اي مواقف مغايرة، ونتجه بالتأكيد الى تطويره وفق المتغيرات التي تتطلب ذلك، وبالتالي فالتنسيق قائم ولن تقضي عليه بعض السجالات، التي شهدناها في تحالفات اخرى، فتفرّق اطرافها في فترة وجيزة.