IMLebanon

زلّة لسان خير الدين قد تُخسّره أصوات “الإشتراكي”

 

المعركة محتدمة في دائرة حاصبيا والعين على الصوت الدرزي

 

 

بدأت معالم المعركة الانتخابية تتضح أكثر، كلما اقتربنا من 15 ايار، موعد الاستحقاق الذي تعول عليه القوى التغييرية في دائرة الجنوب الثالثة، لرسم معالم المرحلة المقبلة، في حين تسعى قوى السلطة لتثبيت ارضيتها وقاعدتها الشعبية.

 

الحالة الانتخابية في حاصبيا تتشعب، صحيح ان المنافسة بين 3 مرشحين هم مروان خير الدين «اشتراكي – ديمقراطي»، فراس حمدان «معا نحو التغيير» وكريم حمدان «صوت الجنوب»، الا ان المعركة الشرسة ستكون على الاصوات التفضيلية، ويطمح كل مرشح لتصب في صالحه، مع فارق بسيط ان الاشتراكي قد يعطي اصواته للمرشح الشيعي علي حسن خليل، كردة فعل على تنكر خير الدين له، في حين ينقسم الحزب القومي السوري الى قسمين القسم التابع لحردان سيصوت له، اما مركز الروشة فسيصوت لخير الدين، الذي ستصب له اصوات «الديمقراطي».

 

يُحكم كل من الحزب «الديمقراطي اللبناني» و»الاشتراكي» و»القومي» القبضة على القرار الدرزي الذي لم تستطع قوى الثورة ان تزاحم في صنعه، غير انها تعول على الانقسام الحاد بين افرقاء السلطة، علّها تستطيع كسب اصوات مناصري «الاشتراكي»، كما يحاول الكل استغلال زلة لسان المرشح مروان خير الدين الذي تبرأ من دعم «الاشتراكي» له أمام مناصري هذا الحزب، ما خلق استياء عارماً في صفوفهم، ويسعى خير الدين عبر ماكينته ومفاتيحه الانتخابية الى ترقيع الفجوة التي احدثها خطابه. حتى الساعة، ما زالت اجواء «الاشتراكي» ضبابية، لم يحسم خياراته ما اذا كان سيجير اصواته لخير الدين ام سيوجهها نحو المرشح علي حسن خليل كنوع من الصفقة الانتخابية.

 

قد يخسر خير الدين 2000 صوت اشتراكي، وقد يربح نصفهم، في حين تبدو المعركة في هذه الدائرة على اصوات «القومي» والسنة التي قد تصب في صالح خير الدين بحسب ما تقول مصادر مواكبة، لافتة الى ان قرى العرقوب ستصب اصواتها لصالح خير الدين وليس لصالح المرشح السني محمد قعدان، ما يعني ان العين كلها على المقعد الدرزي حيث يطمح المتنافسون للوصول اليه إما باصوات مناصري «الاشتراكي» او بالاصوات السنية وربما بأصوات قوميي الروشة.

 

كل السيناريوات مفتوحة في هذه الدائرة حيث المعركة داخلها تتم بين قوى السلطة وبين من يطالب بحقوق الناس، صحيح انها غير متكافئة نوعاً ما، لا سيما في ظل المال الانتخابي الكبير الذي يدفع في قرى حاصبيا من قبل المرشح خير الدين، بحيث وصل راتب المندوب الى 5 ملايين ليرة، وعجز قوى المعارضة عن دفع هذا المبلغ، ما يجعل كفة ميزان الترجيحات بالفوز تصب في صالح خير الدين، الذي ينطلق من 2500 صوت للحزب «الديمقراطي»، رغم حالة الاستياء الشعبي المرافقة له «لانه شريك في سرقة ودائع المواطنين»، غير ان حظوظ باقي المرشحين واردة ايضاً حيث يعتمد كل فريق اسلحته الفتاكة لكسب التأييد الشعبي، وإن كانت الغلبة للغة المال، ما قد يطيح بكل فرص المعارضة بالفوز ولو بنصف حاصل انتخابي، حيث سجل 20500 صوت في انتخابات 2018، ومع ذلك يفعّل مرشحو الدائرة الثالثة ماكيناتهم الانتخابية، وتشكل ماكينة خير الدين اكبرها واقواها في حين يعتمد حمدان على الشباب التطوعي في ماكينته، ويعول عليه في تغيير معادلة الانتخابات، فهم «ميزان التغيير»، على حد قوله.

 

يحاول المرشح عن المقعد الدرزي في لائحة «معا نحو التغيير» المحامي فراس حمدان ان يتنصل من لغة الارقام، يعتبر ان المعركة اليوم مصيرية بين قوى السلطة وقوى الاعتراض، فهو ينحاز الى حقوق الناس وكراماتهم، وينطلق في محاكاة جمهوره من واقع حقوقي للدفاع عن المواطن، مؤكداً ان المعركة عملياً بين الضحايا من اهل الدائرة الثالثة والجلادين الذين سرقوا حقوق الناس وكراماتهم، جازماً ان المعركة بين الـ99 بالمئة الذين سُرقوا وذُلوا على ابواب كافة القطاعات المصرفية والصحية ومحطات المحروقات، وبين الـ1 في المئة من اهل السلطة.

 

يعتبر خير الدين احد اوجه النظام، فهو قادم من داخل سلطة القرار الاقتصادي، وهنا يؤكد حمدان ان معركته ليست مع شخص خير الدين، بل من موقعه داخل المنظومة الفاسدة، ويعول على ضمير الناس التي ستقرر مصيرها في صندوق الاقتراع، فهي ستختار بين النهج القائم أو بين نهج التغيير، جازماً بأن الانتخابات مهما كانت نتيجتها ستؤسس لمسار تغيير طويل.

 

في ظل حماوة المعركة وصعوبة تحديد آلية توزيع الاصوات التفضيلية، تتركز الانظار على أصوات الإشتراكي الـ2000 ولمن ستؤول، وهل سيتغاضى الاشتراكي عن زلة لسان خير الدين ويقرر تجيير اصوات مناصريه له ام سيجيرها لعلي حسن خليل؟