IMLebanon

في مغزى ثلاثة أحداث أيارية!

 

لم تكن غزوة أيار 2008 معزولة عن التطورات اللبنانية المحلية ولا عن بدايات الهجمة العامة لما سيُعرف في ما بعد بمحور الممانعة وعلى رأسه إيران.

 

كان اغتيال رفيق الحريري نقطة انطلاق لتلك الهجمة التي اتخذت عنواناً لها مواجهة السياسة الغربية تجاه سوريا التي جرى التعبير عنها في قرار مجلس الأمن الرقم 1559(2004)، ثم كانت حرب تموز 2006 محطة جرى عبرها إعداد المسرح لحدود لعب فريق الممانعة على امتداد ساحاته، من دون أن يؤدي ذلك الى صدام مع اسرائيل في ضوء قواعد اشتباك جديدة أرساها القرار 1701.

 

قرار احتلال لبنان، وهذا مغزى ما جرى في 7 ايار، كان متخذاً قبل وقت طويل من قرار حكومة فؤاد السنيورة المُضحك بشأن اتصالات “حزب الله”، والذي اعترف وليد جنبلاط لاحقاً انه اخطأ في الدفع اليه بإيحاء اميركي. فالحكومة “البتراء” في حينه تعرف انها غير قادرة على تنفيذ قرارات أصغر بكثير من نزع شبكة اتصالات شخصية فكيف بشبكة “حزب الله”، والحزب نفسه يعرف هذه الحقيقة لكنه ارتأى ان هناك من أهداه الفرصة لينفذ مشروعاً كانت خططه التفصيلية وضعت بعد حرب تموز مباشرة وبعض واضعيها أسرَّ لأصدقاء وحلفاء ان السيطرة على لبنان لن تستغرق ست ساعات.

 

كان “حزب الله”، ولا يزال، يتصرف ضمن مسار استراتيجي لا مفاجآت فيه الا للذي يريد أن يتفاجأ، واستناداً الى بُعده الايراني وارتباطه العميق بالثورة الخمينية، لا يمكنه الا ان يكون جزءاً من مشروع التمدد والسيطرة في “غرب آسيا” كما تسمي الادبيات الايرانية هذه المنطقة العربية. وفي السنوات القليلة التالية على حرب تموز كانت ايران تسعى الى توسيع مناطق نفوذها استعداداً لخوض المفاوضات النووية، وفي معزل عن نتائج تلك المفاوضات، وبعد اغتيال الحريري وخروج السوريين من لبنان تعمّق تحالف دمشق – طهران، وكانت أولى نتائجه إرسال شاكر العبسي على رأس ما سمي “فتح الاسلام” ليقيم إمارة إسلامية في مخيم البارد امتداداً الى طرابلس ( أيار 2007)، وفي أواخر الشهر ذاته، كانت حركة “حماس” الممولة من ايران تنظم انقلاباً في قطاع غزة تقضي خلاله على “السلطة الوطنية الفلسطينية” و”فتح” عمودها الفقري، فتكسب ايران موقعاً ويصبح لدى الفلسطينيين “فلسطينان” تحت الاحتلال.

 

مسألة 7 أيار تُقرأ في هذا السياق. ليست غزوة ولا موقعة مجيدة، انها محاولة ستستمر لفرض سلطة “مستوردة” لا تعتمد وقائع الارض والناس ولُحمة الأوطان.