IMLebanon

رسالة من موسى الصدر الى  المتظاهرين والموجوعين في لبنان

لعلها ليست صدفة أن يكون احياء الذكرى السابعة والثلاثين لاخفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه، يقع غداة انطلاق تظاهرات الغاضبين والموجوعين التي تعم لبنان اليوم… فالامام المغيب كان أول من اطلق صرخة المحرومين في هذا الشرق في الزمن الحديث انطلاقاً من لبنان. وهو رأى بشفافية رؤاه الخارقة لأعماق وجدان الأمة وتقلبات الغد الآتي، أن زمن الثورات قادم مهرولاً، وفيها الطاهر والصادق والأمين، وفيها أيضاً الغشاش والمغشوش، والمزيف والمدسوس، والكثير من صيحات الموجوعين التي يراد بها الحق، وكثير من أدعياء الحق الذي يراد به باطل! لذلك أطلق الامام صيحة التغيير الممنهج، وكأنه كان يسمع هتافات مزيفة من الزمن الآتي: ثورة.. ثورة.. ثورة.. الشعب يريد اسقاط النظام! فقال سلفاً: نريد ثورة غير مقتبسة ولا مستوردة ولا محاكاة! ورأى الامام في الأفق ثورة أصيلة… ثورة تنطلق من صميم هذه الأرض.

أطلق الامام الصدر ثورة المحرومين على الظلم والاقطاع والفساد والارهاب. ومحرومو هذا الزمان يملأون الساحات والشوارع، ويطلقون الصيحات من نوافذ البيوت وشرفاتها، ومن أي مكان تصل اليه حناجرهم. وكأن محرومي هذا الزمان يرددون نداء الامام: لا نقبل بهذه الحال حاضراً ومستقبلاً… نريد التغيير. وكأن المستقبل الذي تحدث عنه موسى الصدر هو الحاضر اليوم. وبدعوته الى التغيير كأنما أراد أن يقول: الشعب يريد اصلاح النظام! لأن نداء تغيير النظام قاد في المنطقة العربية الى الدم والدمار ومزيد من الفساد والارهاب! كان يعرف الامام اننا في لبنان نعيش في ظل نظام طائفي ومذهبي وفاسد. وعندما أعلن عن تأسيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى لم يضعه في خانة الطائفة والطوائفو وضع تكوين هذا المجلس في اطار التنظيم. واستند هذا التنظيم الى ركيزتين لهما الجوهر الاستراتيجي. الركيزة الأولى وطنية وتقوم على وحدة الوطن بكل مكوناته، في ظل تغيير يقود الى انصاف المحرومين ويحفظ العدالة والأرض والسيادة. أما الركيزة الثانية فهي قومية، والتنظيم هو لمواجهة العدو على الحدود، وتعزيز المواجهة وصيانة الاوطان ب وحدة اسلامية تخدم الاخلاق والقيم بعيداً عن الغرائز الطائفية والمذهبية، على امتداد العالمين العرب والاسلامي… وهذه رسالته الى موجوعي هذا الزمان..

نبيه بري رفيق الامام كان يردد: جاء يوحنا لبنان! ذلك القديس الذي كان من أحب تلامذة المسيح اليه. وهو الذي اتكأ على صدره في العشاء الأخير. وهو الذي حمل الرسالة بعده الى أقاصي آسيا والى آسيا الصغرى. وهو رسول المحبة حتى للخطأة منهم، ولكنه شديد الصلابة في مواجهة الهرطقة… وهذه الصفات هي أكثر ما تنطبق على الرئيس نبيه بري، فهو كان من أحب تلامذة الامام اليه، وهو حامل رسالة المحبة والحوار والوحدة الوطنية في مواجهة العدوين: اسرائيل والارهاب. وهو المناضل الصلب في مواجهة الهرطقة والمهرطقين… وما أكثرهم هذا الزمان! نبيه برصي هو يوحنا لبنان!..