IMLebanon

رسالة الرئيس والمعارضة

 

 

عادة كلام الرئيس هو رئيس الكلام فكيف، اذا كان الرئيس هو العماد ميشال عون؟

حُلم، كان يراود اللبنانيين، وقد تحقق.

فكيف اذا كانت رسالته اليهم، هي الأولى بعد أكثر من عام على وجوده في رئاسة الجمهورية؟

والمناسبة مناسبتان لا واحدة.

الأولى، ان رئيس الجمهورية الذي خاطبهم، هو من حلموا به، وقد تحقق الحلم.

الثانية، اطلالة المعارضة الأولى في البلاد بزعامة رئيس حزب الكتائب اللبنانية.

الحزب الذي يُشهر المعارضة، ذودا عن الموازنة الأولى للبلاد.

صحيح ان حزب الكتائب، كان حزب المعارضة الأكبر، قبل أكثر من نصف قرن.

في العام ١٩٧٦، زار لبنان الموفد الأميركي الشهير دين براون، وقد استقبله الرئيس سليمان فرنجيه في قصر الكفور، وقال له ان يستقبله بحضور رئيس جمهورية لبنان الاسبق كميل شمعون، وبوجود رئيس أكبر حزب في البلاد هو الشيخ بيار الجميّل.

لكن الحزب المعارض الأكبر، تحوّل الى معارضات.

الأولى بزعامة رئيس الجمهورية الراحل بشير الجميّل.

والثانية بقيادة القائد ايلي حبيقه.

والثالثة في مرحلة زعامة الدكتور سمير جعجع.

لكن، البلاد الآن في حقبة لم تعرفها سابقا بقيادة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

أي، قبل بضعة أيام من الانتخابات النيابية.

… وتأليف حكومة العهد الأولى، بعد الانتخابات الأولى.

***

ثمة ملاحظتان الآن:

الأولى ان رئيس الجمهورية وافق على الموازنة، لكنه طلب من الرئيس نبيه بري، قبل اقرارها في البرلمان، اعادة النظر، في بندها الأخير.

وان يصار الى اعادة النظر فيها تفاديا لما أسموه ب التوطين المقنّع.

الثانية ان النواب الذين طعنوا بالموازنة هم نواب الكتائب، ونواب سابقون في كتلة التغيير وبعض المستقلين.

وهذه مبادرة حسنة، وإن كان مَنْ وقّعا على الطعن، فعلا ذلك لأن كتلتهم النيابية عارضت استمرارهما في الترشح على لائحتها المتنية.

***

طبعا، ان الناس ترحب بأي معارضة، خصوصا اذا ما كانت موضوعية.

فكيف اذا كانت المعارضة كتائبية وتتكئ على قوة سياسية فاعلة.

لكن المعارضة، كما الموالاة، تكون مطلوبة، اذا ما كانت أهدافها سليمة، وهمّها الوحيد اصلاح البلاد، وتصليح الأخطاء السياسية.

والناس عاتبة على الكتائب لأنها أخذت حصة الأسد بين وزراء المعارضة، في حكومة تمام سلام السابقة.

صحيح انها عادت وحاولت التصحيح. لكن للمعارضة تبعاتها البرلمانية.

ولا أحد يعفي أحدا من المساءلة والمحاسبة.