IMLebanon

رسالة إلى العميد شامل روكز

1 ـ رسالة إلى العميد شامل روكز

»جنرال».. ما أعرفه عنك أنّك بنيْتَ سمعتَك العسكريّة بجُهْدكَ العسكري، بصرف النّظر عن حقبة عاميْ 1989 خلال «حرب التحرير» المزعومة وحرب الإلغاء التي دمّرت المنطقة المسيحيّة والمجتمع المسيحي والمنطقة الوحيدة المحرّرة من الاحتلال السوري التي خضتها إلى جانب فريق قائد الجيش والحكومة المكوّنة منه ومعه لواءيْن مسيحيين، في لحظة انقسام لبنانيّة وإقليميّة ودوليّة ـ كما اليوم ـ على مصير لبنان، وأظنّ أنني كنتُ من قلّة قليلة تجرّأت وكتبت في هذا الهامش في مقاليْن متتاليْن أنني ضدّ التمديد للقادة الأمنيّين، إلا أنّ الأمور أخذت منحىً مخيفاً من تعطيل الدولة والمؤسسات الدستوريّة، حتى بلغت حدّ تهديد المؤسسة الوحيدة المتبقيّة التي تحمي وجود لبنان وكيانه وشعبه…

»جنرال»؛ أصدقك القول، أنّك «مدار» أحاديث اللبنانيين، وأنّ كثيرين منهم يحمّلونك أنت شخصيّاً مسؤولية تعطيل البلاد والعباد، وأنّ مسألة إيجاد تسوية للحؤول دون تسريحك من الجيش لبلوغك سنّ التقاعد ـ لأنني لا أحبّ كلمة تسريح ـ وأصدقك القول؛ انّ كل ما يُقال عما قدّمته من تضحيات دفاعاً عن لبنان «تبخّر» وباتت أحاديث اللبنانيين تختصر بكلمتين «صهرو لعون»، بل أكثر من ذلك بات خراب البلد بالنسبة لكثيرين من اللبنانيين منوطٌ بك أنت شخصيّاً باعتبار أنّ «زرّ تفجير» البلد بات متعلقاً بالساعات المعدودة الباقية على الاتفاق أو عدم الاتفاق على  تسوية تسمح ببقائك في الجيش ـ بصرف النظر عن شكل التسوية وماهيتها ـ ما يحدث مؤسفٌ جداً، وأصدقك القول، ليس كافياً ظهورك في مكان عام بصحبة قائد الجيش العماد جان قهوجي ليفسّر اللبنانيّون أن لا شأن لك بالإهانات التي وجهها «حموك» للجنرال قهوجي معتبراً إياه «مياوم» وفي هذا إهانة للمؤسسة العسكرية مجتمعة!!

حان الوقت ليسمع اللبنانيون في الساعات الأخيرة على خدمتك العسكريّة التي يعتبرها كثيرون «مشرّفة»، حان الوقت لتوجّه رسالتك الأخيرة بأن من خدم وطنه أربعين عاماً لن يرضى بأن يتعطّل البلد والدولة وأن يُلقى في أتون الفراغ لأنّه صاهر النائب ميشال عون منذ ثلاث سنوات.. ليس أنت من يقبل أن يوضع اللبنانيّون أمام معادلة «إما روكز وإما لعيون صهر الجنرال ما يكون في بلد»!!

 

2 ـ نهاد المشنوق والحراك الهمجي

 

بالأمس ارتكب من يطلقون على أنفسهم «الحراك المدني» جرائم كبرى بحقّ لبنان، فما شاهدناه من إشارات بذيئة وشتائم بحقّ قوى الأمن الداخلي وهم يقومون بواجبهم والحجارة التي تساقطت عليهم من كلّ صوب تؤكّد أن من نزل للتظاهر حضّر الحجارة ليستخدمها في وجه قوى الأمن متعمّداً أن يتسبّب بأكبر قدرٍ من الأذى في صفوف هذه القوى وكأنها «جيش العدو الإسرائيلي»، وهذه القوى لا يقال لها «شبيحة» فهي لم تنهب وتسلب وتقتل وتحرق وتعذّب وترتكب الجرائم لحماية نظام قمعي، هذا وصف ينطبق على «شبيحة» بشّار الأسد ولم يعد مقبولاً التطاول على تضحيات مؤسسة قوى الأمن بهذه السفاهة!!

وهذا الحراك الذي شاهدناه بالأمس بالكاد يصل تعداده إلى ألف مواطن مارسوا حقهم في المواطنة بـ»همجيّة» وخروج على القانون، وهم في الحقيقة لا يمثّلون ما نسبته 2 في المئة من الشعب اللبناني، فهل على من لا يمثلونهم أن خرجوا لملاقاتهم وتلقينهم درساً في ادّعاء تمثيلهم للشعب اللبناني!!

يستحق وزير الداخلية نهاد المشنوق ألف تحيّة على صبره وتحمله لهذه «الهمجيّة» التي نادى «سفهاؤها» بالأمس باستقالته، والردّ البسيط على هكذا كلام هو «فشرتو»، وللوزير نهاد المشنوق مناصرين وأصدقاء لكنّهم ليسوا من صنف «مناصري» أحدهم الذي كلّف مجرّد الهتاف ضده في تظاهرة هذا الحراك أن يتعرّض للضرب العنيف وبالسكاكين من جماعته، الوزير المشنوق ليس وحيداً، وأقول وبكلّ شفافيّة وصدق العتب على كتلة المستقبل التي ينتمي إليها نهاد المشنوق، العتب على جماعة نوّاب بيروت الصامتين فيما أهل بيروت يحسبون عليهم هذا الصمت وسيحاسبونهم عليه، من المعيب أن نجد هؤلاء «متخاذلين» في الدفاع عن «صقر بيروت» نهاد المشنوق، «متوحشين» في جلسة لجنة الأشغال في مكتبة المجلس النيابي للدفاع عن «فاتورة كهرباء» لم يدفعها النائب محمّد قباني!!