IMLebanon

محمد فهمي: القاضي البيطار ذكي ومحترف وهكذا حقّق معي… وجوزاف عون قائد ناجح وأتمنّى أن يكون رئيساً

يحكي عن تجربته في الجيش والحكم: (٢ من 2)

 

بعدما تحدّث وزير الداخلية السابق العميد محمد فهمي في الحلقة الأولى عن تجربته في الجيش، يتناول في هذه الحلقة الثانية والأخيرة تجربته في وزارة الداخلية والملفّات التي واجهها في محاربة الفساد والتهريب، ويتطرّق إلى جريمة تفجير مرفأ بيروت ومثوله أمام المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، داعياً إلى رفع الحصانة عن الجميع وكاشفاً عن تقديره الكبير لما يقوم به قائد الجيش العماد جوزاف عون متمنّياً أن يكون رئيساً للجمهورية.

 

– هل عَرَض عليك الرئيس حسّان دياب تولّي وزارة الداخلية في اللقاء الأول معه؟

+ كلا. تحدث معي ليعرف من أنا. لم أكن أعرفه ولم يكن يعرفني.

– من نصحه باختيارك؟

+ أعتقد أنه طلب أسماء ضباط متقاعدين من قيادة الجيش فسلّمَته القيادة لائحة أسماء وكان اسمي أول اسم، وأعتقد أن العماد جوزاف عون هو الذي اختار الأسماء.

– كنت لا تزال في الجيش عندما أصبح قائداً للجيش؟

+ كلا كنت تركت ولكنني أعرفه وتربطني به صداقة مذ كنت في الخدمة.

ما رأيك به كقائد؟

+ ضابط مغوار ناجح و»لاقط الوضع». متى تدرك ذلك؟ عندما تكون هناك أزمة وترى كيف يتصرّف خلالها. إذا بقي ممسكاً بالوضع يُعتَبَر ضابطاً وقائداً ناجحاً لأنّ هناك ضباطاً «يَفرُطون» تحت الضغط.

– العماد جان قهوجي كان كذلك؟

+ لا أسمح لنفسي بإبداء الرأي والقول من كان أفضل من الآخر. العماد قهوجي كان قائداً للجيش وأقدم مني رتبة.

– هل كان يمكن تلافي ما حصل في جرود عرسال وعرسال مثلاً؟

+ كان يمكن تلافيها. هنا تظهر القدرة على تحمّل الضغط والخروج من الأزمة والسيطرة على الوضع والعودة إلى المواجهة. كان يمكن أن تكون هناك جهوزية أكبر للجيش على الأرض وحتى لو حصلت المفاجأة الأولى.

– ما حصل في معركة نهر البارد كان كذلك؟

+ العماد ميشال سليمان استوعب الوضع الذي كان مفاجئاً وطبّق خططاً جديدة وكان هناك دور كبير لمدير العمليات العميد فرنسوا الحاج. تمّ تحضير خطط بديلة لكل خطّة. في عرسال كان يمكن القيام بخطوات معيَّنة لتجنّب عنصر المفاجأة. حتى لو تفاجأ الجيش كان يجب أن تكون هناك خطط بديلة جاهزة للتصرّف على أساسها.

– كيف أكملت مع الرئيس حسان دياب؟

+ بعد اللقاء الثاني معه خرجت شائعات مفادها أنّه سيختار وزيراً غيري. «ما سألت حدا وما راجعت حدا». وقت تشكيل الحكومة سمعت زوجتي الخبر عند إذاعة الأسماء ونقلته إليّ.

– كنت درست وضع الوزارة قبل قبول المهمة؟

+ طبعاً. «شاغل أمن كل حياتي» وأعرف ضباطاً. عملت الـDEVOIR عن كل الضباط في وزارة الداخلية.

– كيف كانت الصورة؟

+ (ضحك) عملت اللي عليّي ودخلت نضيف وضهرت نضيف ولا أتّهم من كان قبلي.

ملف النافعة

– يعني دخلت إلى مكان غير نظيف

+ صحّ. «فتت على مطرح مش نضيف». أقولها علناً. «كل العالم بتعرف». الفساد موجود في أهم المؤسسات في الدولة. عندما قلت عن القضاء إنّ 95 في المئة منه فاسد فهذا يعود إلى أنّني عانيت مع القضاء. حَوَّلت أشخاصاً من الوزارة إلى التحقيق بتهمة الفساد ولغاية اليوم لم يتمّ التحقيق معهم وهم من كوادر الوزارة.

– غير قضية رئيسة هيئة إدارة السير هدى سلوم؟

+ نعم. يعملون في وزارة الداخلية.

– ضباط؟

+ لا. غير ضباط. لم يتم التحقيق معهم. أحد السياسيين حكى مع مؤسسة في الدولة لا علاقة لها بالتحقيق وحوّل الملف لعندهم على رغم أنها جهاز رقابي، بينما كان المطلوب تحويل الملف إلى النيابة العامة المالية. لم يُحوَّل ولم تؤخذ إفادة أحد حتى اليوم. في فساد أكيد وعلناً.

– لماذا أعيد فتح ملف هدى سلوم مع أنها كانت أوقفت وأطلق سراحها؟

+ لم أكن أعرف من هي هدى سلوم. وما حدا حكى معي بخصوصها. شفت الملف وكانت تقدّمت بدعوى ضدّ القاضية غادة عون (النائبة العامة الإستئنافية في جبل لبنان). بحسب المنطق ما كان معقولاً أن تستدعيها غادة عون وتحقِّق معها وتوقفها. القاضية غادة عون نضيفة. طريقة عملها موضوع آخر. لم أسمح لها بأن تحقّق معها. في المراسلة معها طلبت تحويلها إلى أي قاضٍ آخر وقلت أن لا مشكلة عندي في التحقيق معها، وما كنت شايفها لهدى سلوم.

– كنت تعرف بوجود فساد في النافعة.

+ طبيعي. «كل العالم بتعرف. تم توقيفهم كلهم اليوم. تم تحويل هدى سلوم لعند أحد القضاة. قلت له حضرة الرئيس ما عم أحكيك بخصوصها. إذا عليها شي عاقبها. اللي بدّك ياه بتعملو. حقّق معها يومين ثلاثة وفلّتها».

– ماذا عن ملف الكبتاغون والتهريب إلى السعودية؟

+ إستلمت ملف السعودية والتهريب والحدود ووضعت تقريراً من 63 صفحة وقلت فيه إنّ الفساد قائم والتهريب يحصل حتى من المعابر الشرعية. ما تتعذّبوا. السيستيم كلّو فاسد.

– لا تزال تحصل عمليات تهريب. كنتم تكتفون بالكشف عن العمليات أم تلاحقون الشبكات المسؤولة عنها؟

+ كنّا نكشف العملية ونلاحق المسؤول عنها. «اليوم ما بعرف شو عم يصير».

– ماذا ظهر في التحقيقات؟ هل هناك شبكة واحدة أم شبكات؟

+ شبكات عنقودية لا علاقة لها ببعضها. كشفنا 3 شبكات وحوّلناهم إلى القضاء.

 

 

 

 

انفجار مرفأ بيروت

إنفجار المرفأ

– في قضية تفجير مرفأ بيروت أي أجهزة تابعة لوزارة الداخلية لها علاقة بالموضوع؟

+ الأمن العام والمهمة المكلف بها واضحة: مراقبة دخول وخروج المواطنين اللبنانيين وغير اللبنانيين. لا قوى أمن داخل المرفأ ولا دور لشعبة المعلومات. لماذا حصل الإنفجار؟ نتيجة فساد وإهمال. لم يظهر بعد في التحقيق أنها عملية تخريبية.

– شعبة المعلومات غير موجودة على المرفأ ولكن هل أجرت تحقيقات؟

+ صحيح. و»ما بيّن شي». حريق امتدّ إلى النيترات وكان الطقس حارّاً في آب وصار الإنفجار. وليكون ضميري مرتاحاً كل المسؤولين على المرفأ راسلوا القضاء وقالوا إنها مواد خطرة يجب التخلّص منها و»لازم تنشال». القضاء وضع إشارة قضائية على هذه المواد وهو الذي طلب نقلها من الباخرة إلى العنبر رقم 12. ولكن القضاء لم يتجاوب.

– ألا توجد علامات استفهام حول كل هذا المسار للباخرة والنيترات؟

+ لا توجد علامات استفهام بل هناك وضوح تام. فساد وإهمال ولامبالاة من الكل.

– حدّدتم كمية النيترات التي انفجرت؟

+ بحدود 700 طنّ. لا تتعدّى ذلك ولو كانت 2750 طنّاً كان الدمار وصل إلى خلدة.

– يعني كما ذكر تقرير الـ»أف بي آي»؟

+ تقريرنا وتقديري الخاص والـ»أف بي آي» والفرنسيون.

 

 

 

 

القاضي طارق البيطار ذكي ومحترف

– كنت بوارد إعطاء الإذن بملاحقة مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم. لماذا عدلت؟

+ حصل لغط. سئلت عن الموضوع على أساس أنه استدعاء واعتبرت أن الإستدعاء يعني سماع أقواله وأخذ إفادته. قلت عندها إن الأمر طبيعي إذا كان كذلك. أنا أخذ إفادتي القاضي طارق البيطار (المحقق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت).

– لماذا استمع إليك وكيف كان التحقيق معك؟

+ إستمع إليّ بصفتي وزيراً للداخلية. وهو قاضي كتير آدمي ومهذّب. سألت عنه. محترم كتير وبشكل مميَّز. «طريقة أسئلته ذكية ومش مثل لجنة التحقيق الدولية. قاضي ذكي. كثير ذكي. سألني كذا سؤال وكل سؤال اذكى من الثاني. مش عم يحاول يوقّعني بس عم يحاول يستوضح بطريقة ذكية».

– مثلا؟

+ هذا ملك التحقيق. كانت أسئلة متتالية ومتتابعة ومرتبطة ببعضها وتشكِّل حلقات ليستنتج منها ما يريد معرفته منّي.

اين استمع إليك؟

+ في مكتبه في قصر العدل. رحت لوحدي وبسيارتي.

– لماذا لم تتحجّج بالحصانة؟

+ اعتبرت نفسي مواطناً كأي مواطن لبناني آخر.

– كنت مع رفع الحصانة عن الجميع؟

+ وعنّي أول واحد. رحت عالموعد وعالوقت.

– مرة واحدة؟

+ نعم. توجهّت إلى قصر العدل وطلعت. سألت عن مكتبه ودخلت.

– القاضي فادي صوان المحقق العدلي السابق في القضية طلب الإستماع إليك؟+ كلا

– استمع إليك القاضي البيطار على سبيل المعلومات؟

+ نعم. «يا ريت كنت عارف في نيترات في المرفأ. سألني إذا كنت عارف. لم أكن أعرف. قلت له أبداً. يا ريت كنت عارف لأنني أعرف مدى خطورتها. أسئلته تنم عن ذكاء واحتراف ولكنها تبقى ضمن سرية التحقيق».

– لماذا ادّعى على وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي كان قبلك في الوزارة؟

+ لا أعلم. هو القاضي مش أنا. قبل 4 آب وحصول الإنفجار ربّما ما كان حدا بيعرف شو يعني نيترات الأمونيوم إلا اللي بيشتغل بهالمصلحة. كان وزير داخلية سابق واستلم – مراسلة بهالموضوع حول الإوكرانيين الذين كانوا على متن الباخرة كما أعتقد.

– كنت مع أن يمثل النائبان علي حسن خليل وغازي زعيتر أمام القاضي البيطار؟

+ الوزير مسؤول معنوي وليس مسؤولاً عن الحادثة بحد ذاتها. لست قاضياً ولا أفهم بمقدار فهم القاضي الذي يحقِّق في الملف. ولكن برأيي المتواضع لا يتم استدعاء وزير لا يمكنه أن يدخل في التفاصيل الصغيرة. علي حسن خليل وغازي زعيتر هل يعرفان شو يعني نيترات أمونيوم قبل 4 آب؟ أكيد لا.

– بالنسبة إلى اللواء عباس ابراهيم لماذا عدت ومنعت إعطاء الإذن بملاحقته؟

+ عندما علمت أن هناك ادعاء عليه كان هذا يعني أنه يمكن أن يتم توقيفه. قلت عندها أنني لا اسمح بملاحقته بعدما استشرت محامين وقانونيين في الداخلية. شو خصّو كأمن عام؟ مهمة الأمن العام محددة على المرفأ.

– ربما كان له علاقة بأمر آخر؟

+ ما إلو علاقة.

– إفترى عليه القاضي البيطار؟

+ ما عندي أي معطيات ولا أي فكرة. القاضي البيطار حقّق معي بكل احترافية وكل سؤال كان يلي ما قبله وجاوبته بكل صدق.

– تجنّوا عليه عندما اتهموه بتسييس الملف؟

+ لا جواب

– لماذا؟

+ ما عدت تابعت بعدما تركت وزارة الداخلية.

– سيتمّ استكمال التحقيق؟

+ لا أعتقد أنه سيصل إلى نتيجة. سئلت عن التحقيق بعد الإنفجار وقلت إنه يقسم إلى قسمين: إداري وجنائي. الإداري يستند إلى خمس كلمات: مَن، ماذا، متى، كيف وأين. وبدّو 5 أيام وعملناه خلال 72 ساعة. والقسم الجنائي يمكن أن يستغرق سنة. وبعد لهلّق ما طلع شي.

– ما رح يخلّوه؟

+ ما بعرف.

– لماذا حملة «حزب الله» على القاضي طارق البيطار وعلى التحقيق مع أنه لم يَستدعِ أيّ متّهم من الحزب؟

+ كمان ما بعرف.

– الرئيس حسان دياب لماذا تراجع عن النزول إلى المرفأ ليكشف على النيترات في العنبر رقم 12 بعدما كان حدّد موعداً لذلك؟

+ كان سينزل لأنهم قالوا له أن هناك متفجرات تم ضبطها. ثم قالوا له إنها اسمدة زراعية قديمة وما عاد نزل. رئيس حكومة بدّو يفوت بهالتفاصيل؟ مش شغلتو.

– إرتحت بعد خروجك من الوزارة؟

+ طبعاً.

– تعتبر أنّك تمكنت من أن تقوم بعمل ما في الوزراة أم أنّك فقط دخلت نظيفاً وخرجت نظيفاً؟

+ أكيد. لا تستطيع أن تقول عن الشخص إنه نظيف إلا إذا وضعت الجبنة أمامه. إذا بقيت الجبنة كما هي بيكون نظيف. أكيد قدرت عملت شي. مثلاً إخراجات القيد. المنصّة. توحيد المعلومات من البلديات وقت الكوفيد 19. ضبطنا الدخول والخروج في ساعات المنع. ضبطت الفساد بنسبة عالية إلى حد الـ98%. في المخافر انضبط الوضع إلى حد ما.

 

 

 

 

العماد جوزف عون قائد الجيش

قائد الجيش

– كيف تنظر إلى وضع القوى الأمنية اليوم؟

+ حرام يكون الوضع هيك. أنا عميد متقاعد أقبض 150 دولاراً. تعتير. هنا تعرف ماذا حقّق قائد الجيش العماد جوزاف عون بالنسبة إلى الجيش في هذه الأزمة وكيف نجح في إدارتها وبإذن الله لازم يضلّ ينجح.

– اللواء عباس ابراهيم نجح؟

+ نجح

– اللواء عماد عثمان؟

+ إلى حدّ ما.

– واللواء انطوان صليبا؟

+ إلى حدّ ما. بس قائد الجيش نجح 90 في المئة.

– هل تراه رئيساً للجمهورية؟

+ أتمنّى. خامته جيّدة ومنيح للبلد ووقت الشِّدة بيوقف وما بيسكع وبيضلّ صلب.

– بالنسبة إلى موقف «حزب الله» منه؟

+ لا أسألُه.

عندهم فيتو عليه؟

+ قالوا ما عندهم فيتو على حدا.

– هل شكّلت ثورة 17 تشرين إحراجاً لك كوزير مضطر للتعامل مع المتظاهرين؟

+ أبداً. في الأيام الثلاثة الأولى للثورة كنت أنقل زوجتي وأولادي للمشاركة في التظاهرات. بعد ذلك منعتهم بعدما تبيّن أنّ هناك مجموعات تجيِّش لافتعال مشاكل في البلد والقيام بأعمال تكسير وتخريب.

– دخلت الوزارة بعد انطلاق الثورة؟

+ صحيح. استطعنا أن نعالج الأمور مع القوى الأمنية بطريقة سلسة.

– كانت لديكم معلومات عن الجهات التي تخرِّب؟

+ كنّا نوقفهم ونسلِّمُهم إلى القضاء فيطلق سراحهم. كلّو مدفوع وما في شي ببلاش.