IMLebanon

عون و”التيار” والتعايش المستحيل مع “الحزب” وبري

 

منذ بضعة أسابيع ، إستقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفداً إعلامياً أكاديمياً، وفي خلال الحديث، وجّه الرئيس عون الإتهام المباشر إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري بأنه رأس الفساد في لبنان.

 

صُعِق الحاضرون مما سمعوه، صحيح ان الرئيس غالباً ما كان يلمِّح إلى مسؤولية الرئيس بري، لكنه لم يُسمِّه يوماً، فما الذي دفعه إلى تسميته؟

 

ثَبُت لدى عون أن أكثر المعترضين في جلسات مجلس الوزراء هم وزراء حركة «أمل»، طفح به الكيل وقال ما قاله، لكنه جرى تفكيك «القنبلة غير الموقوتة» لأنه لم يتمّ توزيع الكلمة ونشرها.

 

لكنَّ القنبلة عادت وانفجرت في الصرح البطريركي في بكركي. الرئيس عون، ومن منصَّة الصرح، لمناسبة مشاركته في قداس الفصح لدى الطوائف التي تتبع التقويم الغربي، فجَّر قنبلة معرقلي تحقيقات المرفأ، فردّاً على سؤال حول مَن يُعرقل عمل القضاء، أشار عون إلى أنّ المعطِّل هو نفسه مَن عطّل مجلس الوزراء «وإنتو بتعرفوا مين وحاجْ يضحكو عليكن»، واعتبر أنّ على أهالي الشهداء التوجه نحو المعرقلين وقال: «من عطّل الحكومة وانسحب من المجلس هو نفسه يعرقل تحقيقات المرفأ»…

 

هو تصويب مباشر على حركة «أمل» و»حزب الله»، وتذكير بجلسة «خبطة اليد على طاولة مجلس الوزراء» ما لم يتم «قبع» المحقق العدلي في قضية تفجير المرفأ القاضي طارق البيطار، وتطيير الجلسة وما تلاها من عرقلة للجلسات اللاحقة لمجلس الوزراء. «وتوسعت دائرة القصف من جبهة الجنرال» فبلغت وزير المال يوسف الخليل من باب عدم توقيعه على تشكيلات رؤساء محاكم التمييز، ما يعزز عرقلة القضاء والتحقيق .

 

يعني ذلك ان «شهر العسل» بين «التيار» و»الحزب» و»الحركة»، إنتهى سريعاً، ولكن ماذا عن «قطار التحالفات الإنتخابية»؟ كيف يتظهَّر في صورةٍ واحدة «مُتَّهِم الفاسد والمتَّهَم بالفساد»؟. إنه «راعي الممانعة» الذي يجمع ما لا يمكن جمعه: جمَع المير طلال مع وئام وهّاب، على رغم اتساع الهوة بين خلدة والجاهلية، فمِن بابٍ اولى ان يجمع عين التينة وميرنا شالوحي.

 

لكن هل يصمت الرئيس بري على هذه «الإهانة» من اعلى مرجع ماروني في الدولة، من بوابة أعلى مرجعية مارونية روحية؟ هل يصمد شهر العسل إلى 15 أيار؟

 

راقبوا يوم 15 أيار ولا سيما في دائرة صيدا – جزين ، ففي تلك الدائرة الخبر اليقين .