IMLebanon

إصرار الرئيس

 

ماذا ينتظرنا بعد الثورة و”الكورونا”، والهجرة والبطالة والجوع والإفلاس واليأس، وانحلال الدولة وعجزها التام وتبخّر جنى عمر مواطنيها وتدمير أجمل بيوت بيروت؟

أحربٌ جديدة في الأفق بين دولة إسرائيل ودولة “حزب الله” على الحدود الجنوبية، ويكون فيها الإنتصار حليفنا كما في حرب تموز 2006 وكما في حروب سوريا واليمن.

مع حرب وشيكة ينهي العهد سنته الرابعة شريكاً، في انتصار ما أحوجنا إليه، وقبطاناً ممسكاً بدفة السفينة ببراعة قلّ نظيرها في مواجهة الأنواء. وينهي السنة الرابعة بعزيمة قُدّت من صخر وبتقدير جيد جداً من البنك الدولي. فعلامَ عازم الرئيس في الثلث الثالث من جلجلتنا؟

نقلت محطة الـ OTV أن “الرئيس عون مصرّ ان تكون السنتان الأخيرتان من عهده “سنوات” الإصلاح الذي تعذّر تحقيقه خلال السنوات الماضية”، ولربما قصد صاحب الفخامة أن تكون “السنتان” في تقويمه “سنوات” ولم تكن مجرّد زلة لغوية. المهم إصلاح ماذا؟ إصلاح ذات البين بين السلطة والشعب الغاضب، باستثناء شعب “التيار” الراضي وشعب “حزب الله” المختار؟ إصلاح المؤسسات؟ إصلاح الثُغر في الدستور؟ إصلاح القضاء؟ إصلاح الذهنية؟ إصلاح النظام؟

السيد الرئيس

طموح الشعب المسحوق أقل من طموحاتكم بكثير وإصراره في السنتين الآتيتين شديد التواضع.

منهم من يصر على إصلاح درف الشبابيك المشلّعة و”تقزيزها” بأقل كلفة تحسّباً لانفجار جديد.

منهم من يصر على إصلاح دواليب الفان لأن لا قدرة على شراء “طقم دواليب جداد” قبل سنتين.

ومنهم المصرّ على الهجرة لنشر السعادة والحبور في أصقاع الأرض على أن يعود بعد سنتين.

ومنهم من يصرّ على كرتونة الإعاشة ويتمنى ديمومتها.

ومنهم من يصرّ على الزواج الآن.. الآن وليس بعد سنتين على الرغم من كل المخاطر.

ومنهم من يصرّ على أن نقولا الصحناوي أهم نائب عرفته الحياة البرلمانية المعاصرة، ويتمنى لو كان مارونياً ليستكمل الإصلاح.

ومنهم من يصرّ أن جبنة سميدس أطيب ألف مرة من “جبن الحمير الصربي” (سعر الكيلوغرام منه ألف يورو).

ومنهم من يصرّ أشد الإصرار على أن مدير البنك من خيرة الأوادم في البلد، يريد من كل قلبه أن يحوّل 300 دولار لشاب مقطوع في باريس لكن سليم صفير “مش عم يخلّيه”.

ومنهم من يصرّ على شراء تابوته من الآن قبل ان يفزّ الدولار إلى 20 ألفاً في الشهرين، لا في السنتين الباقيتين من العهد القوي.

السيد الرئيس

يصر الشعب على أن تكون السنتان الأخيرتان من عهدكم أمس وليس غداً.

ومنهم من يصر على “مصلّح لاستيك” أن يفعل المستحيل لترقيع حذائه المثقوب من أربع جهات.