IMLebanon

جهنّم العهد

 

ولّى زمن الشعبويّة، انتهت الإجابات من نوع “بيعرفوا تاريخي”، و”مش عاجبو يهاجر”، و”لا تخافوا على لبنان”، و”اللي عملوا الجنرال عون للمسيحيين مار مارون ما عملو”، ولّى زمن “الشّخص” الذي يعبد ذاته المتألّهة والتي عبدها معه تيّاره بوصفه “المخلّص”، لبنان يدفع منذ العام 1989 ثمن الرغبة الجامحة للوصل إلى قصر بعبدا، ولّى زمن النّفخ والانتفاخ السياسي أخيراً “ظهر الحقّ”، بعد مسيرة تعطيل البلاد بدأها في 6 شباط 2006 من كنيسة مار مخايل، وبعد 4 سنوات من عهد وهو يتحدث عن حكومة انطلاقته “ظهر الحقّ” و”تيتانيك” العهد والقبطان قفز بالأمس من السفينة، نتيجة 4 سنوات من عمر هذا العهد الذي سلّم فيها الحكم والدولة وتشكيل الحكومات لصهره الذي “قصف عمر لبنان”، سيّد العهد نفض يديْه من مسؤولياته رمى الطابة في خطاب أبلغ فيه الشّعب اللبناني أنّنا “رايحين عجهنّم”، فات سيّد العهد أنّنا في جهنّم وأنّ ممارسات عهده هي التي أوصلتنا بخطوات سريعة إلى جهنّم!

 

الآن حان وقت تذوّق العهد وسيّده كأس التعطيل الذي أذاقه للبنانيين منذ تعطيله بالتكافل والتضامن مع حزب الله الحياة السياسيّة، “طبّاخ السمّ بيدوقو” اصطدمت مصالح إيران مع مصالح “العهد” فانكشف الغطاء عن عورة “التعطيل” التي لطالما كانت سمة ترافقت دائماً مع وجود الجنرال ميشال عون في السلطة منذ العام 1988، هذا أمرٌ لا يستطيع أحد إنكاره بالتجربة، وليس من الضروري العودة إلى القرن الماضي للحديث عن هذا التلازم بين الشخص والفراغ، فقبل انتخابه رئيساً للبلاد عاش اللبنانيّون عامين ونصف العام من الشغور في كرسي الرئاسة الأولى، بحجّة انتخاب “الرئيس المسيحي القوي”، واتّهم من لا يريدون عون رئيساً بأنّهم يريدون رئيساً ضعيفاً ليمثّل المسيحيين، وصل عون إلى الرئاسة فانتقل التعطيل إلى المستوى الحكومي، لبنان بلا حكومات منذ بدء العهد الذي حملته رياح التسوية إلى سدّة الحكم، إلّا أنّ صهر العهد تولّى الحكم والتحكّم بالشأن الحكومي بدءاً من توزيع حصص الفرقاء اللبنانيين وتحديد أحجامهم وتولّى تعطيل تشكيل الحكومة الأولى والحكومة الثانية والحكومة الثالثة والحكومة الرّابعة، والآن الحكومة الخامسة، التعطيل سمة العهد منذ جاء هذا العهد!!

 

وحان الوقت وبما أنّنا “رايحين مع البلد إلى جهنّم”، أن نضع نقطة على سطر المأساة السياسيّة التي يشهدها لبنان خصوصاً عندما نلعن “التسوية الرئاسيّة وساعتها” ويتقاذف محازبو الرئيس سعد الحريري ومحازبو الدكتور سمير جعجع التهم بمن أتى بهذه التسوية وأوصل هذا العهد إلى قصر بعبدا، حان الوقت لوضع نقطة على هذا السطر لأنّ “التعطيل” هو الذي جاء بالعهد وسيّده إلى قصر بعبدا، التعطيل منذ شلّ البلاد لعام ونصف منذ أيلول العام 2006 حتى المرحلة الأولى من إسقاط “الطائف” عبر 7 أيار العام 2008، فرضت “الثنائية الشيعيّة” تعطيل انتخابات رئاسة الجمهوريّة لمدة عامين ونصف لأنّ حزب الله “وعد” الجنرال ميشال عون برئاسة الجمهوريّة! وأوّل ما فعله العهد فور وصوله إلى قصر بعبدا انقلب على اتفاقاته وتعهداته، ووضع إدارة الحكم بين يدي صهر العهد وحارب كلّ من حاربه، وقبل أشهر قليلة كان صهر العهد يخوض معركته الرئاسية مهدداً بقلب الطاولة على الجميع!!

 

المريح في “الطريق إلى جهنّم” أنّنا “رايحين كلّنا مع بعض”، الشعب الأخرس الصامت وكل الفرقاء السياسيين الذين قامروا وغامروا بمصير لبنان ومعنا “الثنائيّة الشيعيّة” وحزب الله ومعه إيران، و”رايح” معنا أيضاً هذا العهد وجبرانه إلى جهنّم.. وبئس المصير.. للمناسبة لبنان هو الوحيد الذي سيبقى وكل الآخرين فيه إلى زوال.. حان الوقت ليدفع حزب الله ثمن تعطيله، ويدفع العهد ثمن تعطيله، حان الوقت لسقوط ورقة التين عن “الثنائيّة الشيعيّة” وأجندتها إيران أولاً حتى لو ذهب لبنان وشعبه إلى جهنّم…