IMLebanon

معادلة (م …م) ميقاتي…ماكرون… إلى الأمام

 

نجح الرئيس ميقاتي باطلاق حركته (الى الامام ) مع تشكيل حكومة السلطة الوطنية المؤقتة وتجاوز معوقات تراكم الحطام السياسي الكبير الناتج عن انفجار ٤ آب، وحرص بعد نيله ثقة المجلس النيابي الذهاب الى باريس لملاقاة الرئيس الفرنسي ماكرون صاحب مدرسة (الى الامام) السياسية التي اسسها على انقاض الحطام السياسي بعد تراجع اليسار واليمين الفرنسي المعتدل امام تصاعد اليمين المتطرف والحركات الانفصالية عن الوحدة الاوروبية بعد الاستفتاء البريطاني وانتخاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب، نجح الرئيس ماكرون بالوصول الى قصر الاليزيه بدعم سياسي فرنسي عريض ضد مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبين ، واراد الرئيس ميقاتي ان يؤكد مسيرته الرئاسية (الى الامام) بالوقوف الى جانب الرئيس ماكرون الذي يعتبر تشكيل الحكومة قصة نجاح لمبادرته الفرنسية وحزبه (الجمهورية الى الامام) الذي اسسه بعد توليه الرئاسة والذي فاز بالاغلبية النيابية.

 

ادرك الرئيس ماكرون منذ انتخابه بانه يحتاج الى تجديد دور فرنسا الخارجي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي وخروج ادارة الرئيس ترامب من الاتفاق النووي مع ايران وتشديد العقوبات مما تسبب بتعطيل الاتفاقات الاقتصادية بين فرنسا وايران بعد الاتفاق النووي ٢٠١٥، واعتبر الرئيس ماكرون لبنان منصته نحو المنطقة فكانت الدعوة الى مؤتمر سيدر بحضور المجموعة العربية الدولية حول لبنان واعتماد سلة اصلاحات مرتبطة بحزمة مساعدات وقروض، وشرع ببلورة دبلوماسية فرنسية للحفاظ على الالتزام الايراني والدولي بالاتفاق النووي، ونجح خلال قمة الدول الصناعية السبع في فرنسا بداية ايلول ٢٠١٩ في استضافة وزير خارجية ايران جواد ظريف في فرنسا خلال وجود الرئيس ترامب، حيث بدأ الحديث عن امكانية اللقاء بين الرئيس  ترامب والرئيس روحاني في النصف الثاني من ايلول على هامش الدورة العادية للجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك لكن استهداف مستودعات ارامكو وتفجيرات ناقلات النفط في الخليج وسلسلة من المواجهات والاحداث عطلت  ذلك المسار الدبلوماسي الفرنسي بين اميركا وايران .

 

شهد لبنان بين ١٩ تشرين ٢٠١٩ و ٤ آب ٢٠٢٠ حالة من العطالة السياسية وصلت الى حد الشلل والغيبوبة وعدم القدرة على مواجهة ابسط وظائف الدولة الفاشلة على كافة المستويات الصحية والمالية والاقتصادية والاجتماعية والانسانية، وظهر ذلك جليا مع تفجير ٤ آب الكارثي حيث تركت الناس تواجه مصيرها منفردة مما جعل من زيارة الرئيس ماكرون الى بيروت في ٦ آب بمثابة خشبة خلاص للقوى السياسية المجتمعة في قصر الصنوبر واطلاق المبادرة الفرنسية بما يتوافق مع العقوبات والشروط الاميركية  التي منعت تشكيل حكومة على مدى اشهر طوال حتى تولي الرئيس بايدن مهامه وعودة الحوار مع ايران في فيينا مما ادى الى تراجع الشروط الاميركية التعطيلية على المبادرة الفرنسية وساعد الرئيس ميقاتي على تشكيل الحكومة والذهاب الى الامام.

 

الوقائع والاحداث التي تتحكم بمسار التحولات العميقة التي تشهدها المنطقة ويتأثر فيها لبنان غامضة ومخيفة باستثناء جهود القيادة المصرية المكثفة باتجاه تثبيت الاستقرار والواضحة عبر نشاط السفارة المصرية وبمواكبة اردنية جدية عبرت عنها زيارة رئيس الوزراء الاردني بالتزامن مع عودة الرئيس ميقاتي من فرنسا بعد تظهير معادلة (م …م ) ميقاتي…ماكرون…الى الامام حيث التقت نجاحات الرئيس ماكرون وحزب الجمهورية الى الامام الفرنسي في لبنان مع نجاح الرئيس ميقاتي وحركته الرئاسية الى الامام، وبانتظار نجاح وتقدم الجمهورية اللبنانية الى الامام .