IMLebanon

علي حَميّة… لا تسْتغْبِ الناس

 

 

يحتاج الوزير علي حمية الى كبيرٍ من عشيرته يَنهرهُ عن الكلام غير المسؤول حين يُسأل عن تعرُّض الطائرات الهابطة في مطار رفيق الحريري أو المُقلعة منه لرصاص “عائلات” يربطه بها فهمٌ مشترك لنمط العيش في دولة مستباحة.

 

مُحال أن ننتظر من “حزب الله” توبيخ ممثله على رأس وزارة الأشغال لتكراره حججاً تافهة على شاكلة ما أدلى به في تشرين الثاني حين اخترقت رصاصات بيئته إحدى الطائرات على أرض المطار. قليلاً من احترام العقول يا معالي الوزير. لا ينفعك الحديث عن انتشار السلاح في لبنان كلّه واستعماله من مواطنينا “الأعزاء” في الطهور والأعراس أو تنبيهاً من مخاطر الزلزال. هذا لغوٌ يسري على البسطاء، ويُفرح بخشبيته الأتباع، لكنه فاقد الصدقية ومستغرب من وزير يتمتع بالذكاء والقدرة على تعبيرٍ لا يجافي المنطق البسيط.

 

يحترم الناس فيك حيويتك وجهدك الممتاز وعقلك الحاضر. لم نسمع حتى الآن إلا إشادات بنزاهتك. غير أن ذلك لا يسمح لك باستغباء الناس، ومساواة خطر نوارس الكوستابرافا برصاص اشتباك في “الجناح” كان ليتسبب بكارثة بشرية ويعزل نافذتنا الى العالم الخارجي ويزيد عرقلة مصالح الناس، خصوصاً المسافرين الهاجِّين من ويل ما انزلته به منظومتكم من كوارث وتُمعن في تعميقه حكومتكم الموقرة.

 

يا دكتور، يا باش مهندس. نعلم أننا نبالغ لو طالبناك بتزويدنا خريطة “المربع الأمني” المبروك على أصحابه، أو بمنع وجود السلاح في دائرة محددة حول المطار. لكن تمتَّعْ بجرأة الإفصاح عن حدود الدولة المسموحة بمحيط مرفقٍ تحوّلَ رهينة من دون تحديد الفدية الواجبة لتحريره أو تفعيل مطار القليعات.

 

تعلم معاليك أنّ العين الدولية على المطار، وحديثك عن الأمن التام في ثناياه “كلام خرافة” كونه يمشي بالتراضي السياسي وتواطؤ الأمر الواقع. أنت تعرف أنّ لحقائب “الكاش” مساراً خاصاً وأن الأجهزة الرسمية تغضّ الطرف عن زوّار “يزعجهم” تفتيش الأمتعة وختم الجوازات. يدرك الناس ذلك، فلا تتشاطر ولا تخفّف من خطورة البيئة المسلحة حول المطار ومن نفوذها بدءاً من الطريق المؤدية إليه، مروراً بموقف السيارات الشهير بعقود الفساد، وصولاً الى الداخل ومدارج الطائرات.

 

“لا يكلِّف الله نفساً إلا وسْعَها”. وأنت يا معالي الوزير عاجز إزاء هذا الاستعصاء. قلْ ما شئت ولكن بربِّك لا تقنعنا بأنه حادث عَرضي وطبيعي، وأن الدولة موجودة لمجرَّد أنّ الجيش أوقف سبعة أشخاص، وأنّ تحقيق شعبة المعلومات “على النار”!