IMLebanon

وزير البيئة يتّهم الشيخ سامي والنفايات تتّهم وزير البيئة!

 

وصف وزير البيئة طارق الخطيب جولة النائب الشيخ سامي الجميّل على النفايات في شاطئ كسروان بأنه فيلم استعراضي غير ناجح. أما الجولة المعاكسة التي قام بها وزير البيئة على المكبّات الخاضعة لنفوذه ومسؤولياته فكانت فيلما استعراضيا لا يقلّ فشلا! الشيخ سامي خاطب عقول الناخبين وهو يؤمن بقدرتها على رؤية الحقائق كما هي، بشهادة منه أو من دونها. أما وزير البيئة فقد خاطب الرأي العام مفترضا انه بلا عقل ولا ذاكرة، وليست لديه عين تقشع ولا قلب يوجع! أجيال النفايات تسمّم وتقتل البيئة والناس جيلا بعد جيل، ووزير البيئة لا يجد في كارثة النفايات سوى الشيخ سامي! بينما يجد الشعب اللبناني في النفايات ما هو أعظم وأشدّ خطرا من أن تكون مجرد أزمة، ويرى فيها تجارة فاجرة وقاتلة أكثر من تجارة الكوكايين والهيرويين، امتهنتها مافيا من أهل بيت الحكم! وزير البيئة يرى في النفايات دعاية انتخابية، والناس ترى فيها قضية حياة أو موت!

 

لا يا معالي وزير البيئة. أنت المسؤول، وحكومتك هذه هي المسؤولة، وكل وزراء البيئة السابقين، وكل الحكومات اللبنانية السابقة، رجوعا الى الوراء ووصولا الى عهد سوكلين، وما قبلها، وما بعدها، وما حولها، وما فوقها وما تحتها! ولن تنتهي هذه المسؤولية إلاّ عندما يأتي وزير نظيف للبيئة في حكومة نظيفة، تضمن للبنانيين عيشا نظيفا خاليا من النفايات في بيوتهم وشوارعهم ومدنهم وقراهم وأوديتهم وجبالهم وأنهارهم وسواحلهم وشواطئهم وبحرهم! واليوم تعلّم أبناؤنا في مدارسهم في مادة الجغرافيا وجود سلسلتين من الجبال في الطبيعة اللبنانية: السلسلة الشرقية، والسلسلة الغربية. ومع وجود وزراء بيئة من هذا الطراز، وحكومات من هذه النوعية، فلن نستغرب ان يتعلم أبناؤنا في دروس الجغرافيا بعد عشر سنوات، وجود سلسلة جبال ثالثة هي سلسلة جبال النفايات!

 

النفايات تحوّلت اليوم الى أزمة وطنية. ولن تنتهي إلاّ بمجيء وزير بيئة وحكومة تشرك وطنها وشعبها في انهاء الأزمة، وتؤمن بقدرته على حلّها بالمشاركة مع الحكومة ووزير البيئة. ولو كنتم تؤمنون يا معالي الوزير أنتم وحكومتكم بالشعب اللبناني وقدراته للجأتم الى حلّ الفرز من المصدر الذي ليس فيه سمسرات وصفقات. وعندما سدّت الأبواب في وجوهكم، لجأتم الى إلقاء الحمل عن ظهوركم وقذفتم به الى ظهور البلديات تحت عنوان خادع هو اللامركزية. واذا كانت الحكومة بكل قدراتها عاجزة عن حلّ الأزمة، فهل تستطيع القوى الأضعف مثل البلديات أن تنجح بالمهمة؟!