IMLebanon

موسكو تدعم بالمطلق عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة

 

بعد الجمود السياسي الذي شهدته الساحة السياسية الداخلية على اثر تقديم الدكتور مصطفى اديب اعتذاره تشكيل حكومته بسبب تمسك الثنائي الشيعي بمطالبه ووضع العصي في الدواليب، استأنفت حركة الاتصالات والمشاورات بزخم في اليومين الماضيين، خصوصا ان فترة الاسابيع الستة التي اعلن عنها الرئيس مانويل ماكرون في مؤتمره الصحفي الاخير بشأن تشكيل الحكومة والبدء بإجراء الاصلاحات المطلوبة لانقاذ الاوضاع الاقتصادية والمالية مضى منها اكثر من اسبوعيين، وكان اللافت ما اطلقه الرئيس سعد الحريري من مواقف في حديثه التلفزيوني يوم الخميس الماضي بشأن ترشحه لرئاسة الحكومة وترجمة ذلك من خلال مبادرته مطلع الاسبوع  بالزيارة التي قام بها الى قصر بعبدا بعد قطيعة طويلة واجتماعه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومن ثم لقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري، حيث نقل عنهما اجواءً ايجابية في شأن ملف التشكيل، وقد اتت هذه الحركة عشية بدء الاستشارات النيابية الملزمة التي دعا اليها الرئيس عون يوم غد الخميس.

 

بالتزامن فإن اسهم تسمية الرئيس الحريري تشكيل حكومة «مهمة» شهدت ارتفاعا ملحوظا وهذا الامر دفع الحريري الى تكليف وفد من كتلة المستقبل للقيام بزيارات الى مختلف الاطراف السياسية التي شاركت في اجتماع قصر الصنوبر الذي عقد مطلع ايلول برئاسة الرئيس الفرنسي للاطلاع على مدى جدية الاطراف التي شاركت بهذا الاجتماع والتي وافقت على مبادرة ماكرون بالالتزام بها، ليبنى على الشيء مقتضاه بشأن تشكيل حكومة برئاسة الحريري.

 

وفي مقابل هذه الحركة السياسية المكثفة الجارية حاليا بشأن تشكيل الحكومة، فإن الانظار تتجهة اليوم جنوبا مع بدء مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل برعاية اممية –اميركية من خلال حضور مساعد وزير الخارجية الاميركية ديفيد شينكر الى لبنان خصيصا للمشاركة في هذه المفاوضات.

 

وفي خضم الحركة الفرنسية والاميركية البارزة بإتجاه لبنان، يبقى السؤال حول الدور الروسي من كل هذه التطورات، خصوصا مع الحديث عن زيارة وزير خارجيتها سيرغي لافروف الى لبنان نهاية الشهر الجاري، لا سيما ان هناك معلومات تفيد عن اجتماعات تعقد بين الممثل الخاص للرئيس الحريري جورج شعبان والممثل الخاص للرئيس الروسي نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف في موسكو ومنها الاجتماع الذي اعلن عنه مطلع الشهر الجاري، حيث اصدرت وزارة الخارجية الروسية على اثره بيانا رسميا اشارت فيه «ان البحث تركز على الاوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والمعيشية وما يمكن بذله من جهود من اجل تجاوز الازمة الحكومية»، واللافت ايضا على الصعيد الروسي كان ما نقلته قناة «روسيا اليوم» عن مصادر مطلعة بان اتصالا هاتفيا جرى بين الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي خلص الى اعادة طرح اسم الرئيس الحريري كنقطة توافق.

 

من هنا سألت «اللواء» مصدراً سياسياً رفيع المستوى مطلعاً على الاروقة السياسية والديبلوماسية الروسية عن موقف موسكو من عودة الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة، فأكد المصدر ان روسيا تدعم وتؤيد بقوة وبشكل مطلق تكليف الحريري وتشكيله الحكومة، خصوصا انها تثمن الدور المهم الذي يمكن ان يلعبه من خلال ترؤسه الحكومة المقبلة في هذه الظروف، ويؤكد المصدر ان روسيا تتابع بإهتمام كبير الاتصالات والمشاورات السياسية التي يقوم بها الحريري في هذه المرحلة والبرنامج الذي يسعى الى تحقيقه وهو من روح المبادرة الفرنسية، خصوصا ان موقفها معروف وهي تدعم استقرار لبنان امنيا واقتصاديا وتشجع على حل مشاكله، وتشدد ايضا على اهمية الحوار والتوافق بين جميع الاطراف اللبنانية من اجل تشكيل حكومة في اسرع وقت ممكن برئاسة الرئيس الحريري، كما ان روسيا حسب المصدرتعتبر ان الاوضاع  في لبنان لها تأثير مباشر على الاوضاع في سوريا.

 

ويذّكر المصدر بموقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اكده للرئيس ماكرون بأن بلاده تدعم  اي حل في لبنان، ويشير المصدر الى انه رغم ان لا امكانية لروسيا بتقديم مساعدات مالية الى لبنان فإن لها دورا اساسيا في المساعدة للتواصل بين الاطراف وتقريب وجهات النظر وحثهم على التعاون.

 

وعن موعد زيارة وزير الخارجية الروسي الى لبنان، يعتبر المصدر ان المعلومات التي تحدثت عن الزيارة غير دقيقة رغم ان لدى لافروف نية بزيارة لبنان، لكن المصدر يجزم بأنه لم يتم بعد تحديد الموعد النهائي لهذه الزيارة ولا برنامجها كذلك لم يتم بعد تشكيل الوفد الذي سيرافقه الى بيروت، ويشير المصدر الى انه من غير المنطقي ان يزور وزير خارجية دولة كبرى لبنان في الفترة الراهنة خصوصا ان الحكومة مستقيلة، معتبرا ان روسيا تتابع عن كثب كل ما يجري من مشاورات لتحدد موقفها منها، وهي تنتظر ما ستؤل اليها الامور في شان تشكيل الحكومة.

 

واعتبر المصدر ان لدى روسيا مشاغل دولية كثيرة وملفات كبيرة تتابعها ان كان في سوريا او ما يجري بين ارمينيا واذربيجان وكذلك الامر بالنسبة الى كل من ليبيا و اوكرنيا وبيلاروسيا.

 

وعن نظرة موسكو لموضوع مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل، يؤكد المصدر بان روسيا تؤيد هذه المفاوضات ولديها مصالح وهي تدعم اي مشروع سلام في المنطقة.

 

وحول ما يحكى عن مفاوضات سورية –اسرائيلية غير معلنة ترعاها روسيا، يؤكد المصدر ان موسكو اثارت هذا الموضوع مع الرئيس بشار الاسد الذي لا يمانع بإجراء مفاوضات مع اسرائيل شرط اعادة اراضي الجولان الى سوريا، مشيرا الى وجود امكانية لان يكون هناك تفاهم روسي-اميركي لاجراء مفاوضات بين سوريا واسرائيل، خصوصا ان الاسد ابدى استعداده للتفاوض مع اسرائيل شرط ايجاد حل لموضوع الجولان، ولكن يختم المصدر متسائلا:« هل سيقبل نتياهو باعادة الجولان الى سوريا».