IMLebanon

موسكو تستعجل التسوية وطهران اعلان النصر

 

 

نهاية دولة الخلافة الداعشية بدت فرصة لاستعجال سباقين في لعبة واحدة معقدة جدا: واحد نحو تسوية سياسية في سوريا. وآخر نحو تسليط الأضواء على الدور الأكبر والأفعل في هزيمة داعش. الأول قرع الرئيس فلاديمير بوتين جرس الانطلاق الجدّي فيه. والثاني سارعت طهران الى إعطاء نفسها جائزته سلفا في ما يقترب من احتكار الفضل في النصر

على التنظيم الارهابي التكفيري، وبالتالي قطف الثمار السياسية للنصر في سوريا والعراق ولبنان واليمن وبلدان أخرى.

لكن بوتين الذي التقى الرئيس بشار الأسد في سوتشي عشيّة القمة هناك مع الرئيس الايراني حسن روحاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتحادث هاتفيا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كما اتصل بعدد من قادة الدول في أوروبا والمنطقة لم يكتم القول ان المرحلة المقبلة لن تكون سهلة. فهو اتفق مع روحاني وأردوغان على اطلاق عملية سياسية حقيقية في اعتراف ضمني بأن المحادثات الماضية كانت شكلية. واتفق مع ترامب على دعم عملية جنيف التي تقودها الأمم المتحدة. وحين تحدث عن عناصر التسوية وحاجات ما بعدها، فانه دعا دمشق وكل الأطراف الى تقديم تنازلات يعرف انها صعبة، واعترف بالحاجة الى كل الأدوار، حيث صعوبة أن تتمكّن موسكو من ارضاء أصحابها وضمان حصصهم.

أما ايران، فان الطريق في نظرها صار مفتوحا لتحقيق مشروعها الاقليمي. والعقبة المباشرة التي تراها هي الدور الأميركي. ولذلك ركّز روحاني على المطالبة باخراج القوات الأميركية من سوريا، وأوحى ان التحالف مع روسيا بات ثابتا. وأما أميركا، فان الأولوية في اهتماماتها هي لابعاد أية قوات للحرس الثوري وتوابعه عن الجولان وحدود الأردن، ثم للتفاهم مع الروس على تهميش الدور الايراني في سوريا. وهاجس تركيا هو، القوات الكردية التي سيطرت بدعم أميركي، ورضى روسي على مناطق واسعة، وسط اعتراض دمشق على وجود القوات التركية التي تعتبرها قوة احتلال.

والمشكلة في البحث عن التسوية، مهما تكن براعة الروس وقوتهم وحاجتهم الى استعجال التسوية، هي ان حرب سوريا لم تنته بعد ورهانات أطراف معيّنة على الخيار العسكري لا تزال قائمة. والمشكلة في تبادل الاتهامات حول الصانع الحقيقي لداعش والتباري في الدور الحاسم للقضاء على دولته هي ان داعش ليس من صنع فريق واحد، وتوظيفه لم يقتصر على فريق واحد، والدور الحاسم في ضربه ليس لفريق واحد.

والمفارقة ان كل الكلام هو على دور السوريين في التسوية، وكل الفعل هو لأدوار الآخرين.