IMLebanon

علوش الى جانب السنيورة: ترك الساحة يُفيد حزب الله

 

 

تقدّم نائب رئيس «تيار المستقبل» مصطفى علوش باستقالته من «التيار» بعد اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس سعد الحريري، دون أن يعني ذلك ترشحه إلى الانتخابات النيابية المقبلة، فماذا في الخلفيات؟

 

تشير مصادر متابعة الى ان علوش كان من المؤيدين الاوائل لمواقف فؤاد السنيورة، وكان من المعارضين الاوائل لرغبة الحريري بترك الساحة والرحيل، مشددة على أن علوش مع خيار المواجهة السياسية لحزب الله، وضد ترك الساحة خالية له.

 

أن تأييد علوش لمواقف السنيورة لم يتوافق مع رغبة الحريري، فالأخير طلب التوقف عن ممارسة أي عمل سياسي انتخابي، وطلب ممن يريد مخالفة هذا القرار ان يقدم استقالته من التيار، وهذا ما طلبه علوش منذ فترة وقوبل بالرفض من الحريري نفسه.

 

لا يريد علوش الترشح للانتخابات، أقله حتى اليوم تقول المصادر، مشيرة الى انه في الوقت نفسه لا يريد اخلاء الساحة بل يعمل بالتنسيق الكامل مع السنيورة لاعداد خطة المواجهة، بدءاً من الانتخابات النيابية، لذلك أصر علوش على الحريري تقديم استقالته لكيلا يسبّب له الحرج.

 

على صعيد متصل، تكشف المصادر عن وجود تقدم ايجابي بالمشاورات والمفاوضات التي يقوم بها السنيورة لتشكيل حالة سنية جديدة على مستوى لبنان، مشيرة الى أنه يوماً بعد يوم يتبين أن هذه الحالة تملك غطاء خارجياً، بالرغم من كل النفي الذي يصدر من المعنيين بخصوص هذه المسألة، إلا أن مراقبة الصحف الخليجية والمقالات الترويجية التي تنشر فيها لتحركات السنيورة وحركته الجديدة تقول عكس ذلك، دون أن يعني هذا الأمر أن السنيورة شخصيا بصدد الترشح، إذ لا تزال مصادره تؤكد أنه يدرس المسألة لتحديد القرار المناسب قريباً.

 

يقتنع علوش ومعه السنيورة بأن الالتزام بقرار الحريري وترك الساحة، يعني تسليم الشارع السني الى حزب الله، فالأخير يحاول الاستفادة من الفوضى التي تعصف بهذا الشارع لتحقيق مفاجآت انتخابية، وتشكيل كتلة سنية من ١٠ الى ١٢ نائبا على الاقل، وهذا ما يحاول علوش مواجهته.

 

في هذا السياق، من الضروري التنبه إلى أن حالة الشرذمة على مستوى الطائفة السنية تستفيد منها القوى والشخصيات السنية التي تدور في فلك قوى الثامن من آذار، أي تلك المتحالفة مع حزب الله، حيث تصبح قادرة على الفوز بالمزيد من المقاعد النيابية، الأمر الذي يسمح لها بتشكيل كتلة نيابية وازنة.

 

في هذا الإطار، يمكن الحديث بحال استمرار الفوضى عن إمكان فوز حزب الله وحلفائه بمقعد نيابي في دائرة بيروت الثانية، بالإضافة إلى المقعد الذي هو من حصة «جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية»، وآخر في دائرة الشوف – عاليه، وآخر في دائرة بعلبك – الهرمل، بالإضافة إلى المقعد الذي من حصة النائب الوليد سكرية، ومقعد في دائرة صيدا- جزين، وآخر في دائرة المنية – الضنية – طرابلس، بالإضافة إلى مقعدين هما من حصة جهاد الصمد وفيصل كرامي.

 

في المقابل، يضمن الحزب بشكل حاسم الفوز بالمقعدين السنيين في البقاع الغربي وراشيا ومرجعيون حاصبيا، لذلك يخوض السنيورة وعلوش ومن معهما حرباً ضروساً لمنع حزب الله من تحقيق هذه الأهداف.

 

خلال ايام قليلة ستصبح صورة حركة السنيورة أوضح، وعندئذ يمكن القراءة فيها بشكل أدق، فمن يسيطر على الطائفة السنية بعد الانتخابات؟