IMLebanon

تحريك الحوار

إنسداد أفق الطعن دستورياً بقانون تمديد ولاية مجلس النواب سنتين وسبعة أشهر والذي يعتزم تكتل التغيير والاصلاح التقدّم به في بحر الأسبوع الجاري، حركت في المقابل ملف انتخاب رئيس الجمهورية لملء الفراغ في قصر بعبدا بحيث نقل زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه يرى تقاطع ظروف ومعلومات قد تدفع إيجاباً لإجراء الانتخابات الرئاسية.

ووسط تأرجح المعلومات بين متفائل بدنو الانتخابات الرئاسية كالرئيس بري استناداً الى معطيات محلية ومبادرات جديدة تحدثت عنها قوى الرابع عشر من آذار ودفعت بكركي للمرة المئة الى هز العصا في وجه النواب المسيحيين وتحديداً في وجه النائب ميشال عون كونه يتحمّل مسؤولية مباشرة في بقاء الدولة من دون رأس أكثر من مئة يوم متجاهلاً كل تحذيرات بكركي، وأخرى إقليمية ذهبت الى حدود توقع حصول اتصال إيراني – سعودي قريباً على خلفية فشل الولايات المتحدة وإيران في التوصل خلال اجتماع وزيري خارجية البلدين في عُمان الى اتفاق نهائي بشأن الملف النووي، وبين تشاؤم في المقابل للأسباب ذاتها، أي إخفاق الدولتين في التوصل الى اتفاق بشأن الملف ذاته، يرى المراقبون لمسار الحركة المحلية ولا سيما حركة الرئيس بري والنائب وليد جنبلاط لفتح أبواب الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل يكون عنوانه الرئيسي الاتفاق على توسيع مروحة هذه الاتصالات بحيث تشمل فريقي الرابع والثامن من آذار وصولاً الى الاتفاق على انتخاب رئيس لا ينتمي الى أحد الفريقين ويكون مقبولاً منهما، خصوصاً وأن أمين عام حزب الله فتح كل أبواب التلاقي بترشيحه النائب عون لرئاسة الجمهورية كفريق وليس كرئيس توافقي كما يدّعي رئيس تكتل التغيير والاصلاح نفسه.

لكن المشكلة استجدت بعد عودة السجالات بين البرتقالي والأزرق على خلفية تصريحات عون الأخيرة حيث اعتبرت بمثابة إعلان حرب على التيار الأزرق ورئيسه سعد الحريري على وجه الخصوص مما استدعى ردود فعل مناسبة من قبل عدد من نواب التيار الأزرق، ما من شأنه أن ينعكس سلباً على المساعي التي يبذلها بري وجنبلاط، فضلاً عن دخول عامل مهم على الخط هو تساؤل الفاتيكان عبر سفيرها في العاصمة اللبنانية وهو تساؤل موجه الى كل الطوائف عموماً وإلى الطائفة المسيحية ونوابها خصوصاً عن الأسباب التي ما زالت تؤخر انتخاب رئيس الجمهورية حتى الساعة.

إن موقف الفاتيكان والذي يحث النواب المسيحيين على استعجال ملء الفراغ الرئاسي ويحملهم مسؤولية بقاء سدة الرئاسة الأولى فارغة طيلة هذه المدة يؤمل منه أن يترك أثراً عند هؤلاء النواب وعند النائب عون بشكل خاص يجعلهم يعيدون النظر في المواقف التي اتخذوها حتى لا يتحملوا وحدهم مسؤولية خسارة المسيحيين لهذا الموقع الوحيد الباقي لهم في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً وأن الطوائف الاسلامية وقياداتها أبلغت كل من يعنيهم الأمر في الداخل والخارج أنها تقبل بالرئيس الذي يتفق عليه المسيحيون، وفق التعبير الذي استخدمه أكثر من مرة رئيس التيار الأزرق عندما يتحدث عن الاستحقاق الرئاسي.

بصرف النظر عن الحالة السوداوية التي ما زالت تظلل الملف الرئاسي، ثمة من يرى نافذة ضوء يستفاد منها لإعادة ضخ الحياة في عروق الحوار اللبناني المتوقف.