IMLebanon

تظاهرة نخبوية!  

 

 

بدا وزير الثقافة، القاضي محمد المرتضى (49 سنة) في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، يوم 13 تشرين المجيد كـ “الأقرع اللي بيتكنى بشعر خالتو” فرفع الصوت وصعّد وهدّد، مختزلاً التفوق والعنجهية والإستقواء كممثل مزدوج الولاء لـ”الحزب” و”الحركة” المدعومَين برافدين جماهيريين، واحد درزي يمثله أمير خلدة ووادي التيم وآخر ماروني يدين بالولاء المطلق لـ “بك” زغرتا.

 

هذا وقد لاحظ بعض الوزراء في جلسة الأربعاء المبتورة، أن وزير الثقافة “شربان حليب السباع ومدلدق على تيابو”، وبحسب مسرّبي المحاضر الحرفية والنقاشات الساخنة في مجلس اللوردات “أنا نازل آخدو لعلي حسن خليل عالمنارة وخلي ابن مرا يوقفو”. قول يدعو أقلّه إلى السخرية، وكأن عليّاً شاب مظلوم، لا حول له ولا قوة ولا سند ومطارد من جمعية أشرار فقرر العم محمد، قبضاي المنارة، وحامي الحمى حمايته. حتى علي حسن خليل لم يصدّق أن وزيراً في الزمن الماحل ممكن أن يصدر عنه مثل هذا الكلام. تناسى وزير الثقافة، بفورة حماسته للعب دور البطولة، أن من “بضهره” رجل مواقف مثل “الإستيذ” لا تهزّه لا مذكرة جلب ولا مذكرة إحضار ولا حتى مذكرة إستئناس برأيه القانوني الحصيف. “أيّ ابن مرا” في الجمهورية اللبنانية يستطيع لمس طرف جاكيت الشاطر حسن؟

 

أما قول المرجع الثقافي الأول لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وإخوته الوزراء “الخميس رح تشوفو شي مش شايفينو” فلم يفصح المرتضى قصده. هيتشكوك ملك التشويق. المرتضى خليفته.

 

لكن زميله وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام المولوي كشف بعدما وقعت الواقعة “الشي المش شايفينو بعد” أو ما كان مخططاً له، كشف أن المنظمين اكدوا سلمية التظاهر من النخب، وكرر عبارته مرّتين. إعتصام نخبوي إذا؟

 

حقوقيون. أدباء. شعراء. موسيقيون. ناشطون في مجال حقوق الإنسان. سيدات مجتمع. صحافيون. سينمائيون. فنانون تشكيليون. نقابيون.

 

حمَلة “الآربي جيات” والمدججون بالأسلحة والمقنّعون والطارقون “بوزات” على السيارات المخصصة للأسلحة المتوسطة ضمن النخب أيضاً.

 

ربي وإلهي لماذا على وزير الداخلية في الجمهورية اللبنانية أن يكون طيّب القلب إلى هذه الدرجة؟ تُرى ألم يقرأ الدعوة الثلاثية الموجهة باسم “حركة أمل” و”حزب الله” وحامي المستضعفين “تيار المردة” الماروني، وفيها:

 

“يا جماهير المقاومة

 

تنديداً بقرارات القاضي البيطار ندعوكم للمشاركة في الوقفة الإحتجاجية امام قصر العدل”.

 

هي دعوة للجماهير إذاً، لا إلى محامي الأحزاب الثلاثة ولا إلى مثقفيهم ولا إلى أصحاب الرأي. أما بالنسبة للشي المش شايفينو، فالواقع أن “اللي شفناه مبارح” يدعونا إلى الترحّم على حكومة البروفسور حسّان دياب.