IMLebanon

الحكيم ورأس الحكمة

 

يُنتظر أن ينعقد في الأيام القليلة المقبلة أكبر تجمع دولي في نيويورك، يشمل ممثلي الدول الـ 49 المشاركة في اليونيفيل، إلى ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وممثلي دول الإتحاد الأوروبي والدول الخمس الموكل إليها المساعدة في «تفقيس رئيس للجمهورية» إلى ممثلين عن دولة الرئيس بري ودولة الرئيس ميقاتي. وعلى جدول أعمال هذا التجمع الدولي الكبير بند وحيد: مناقشة رسالة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إلى المجتمع الدولي الهادفة إلى فصل حرب غزة عن الوضع في الجنوب. ويبدو أن حظوظ انعقاد هذا التجمع كبيرة والمرجّح أن يغيب عنه الرئيس نبيه بري لانشغاله في مشاغلة الدَكتور سمير جعجع.

 

العالم وين والرئيس بري وين.

 

الدكتور جعجع يقود حملة لإجراء الإنتخابات البلدية في موعدها، بعدما قارب عدد البلديات المنحلة الـ 130، وبعدما زادت المسؤوليات الملقاة على عاتق البلديات بفعل انحلال معظم مؤسسات الدولة وإداراتها فجاء الرد المحكم على «الحكيم» قاطعاً سيف عنترة بن شداد ودقيقاً كسهام شيبوب. «لن تحصل انتخابات بلدية من دون الجنوب، وبدو يستوعب جعجع مش مستعد أفصل الجنوب عن لبنان».

 

فحوى الكلام أن التمديد الثالث حاصل بسبب تداعيات الحرب المفتوحة بين «الحزب» و»الكيان الصهيوني» فماذا عن التمديد الثاني الذي «طبخه» الإستيذ، والتمديد الأول الذي أصدره مجلس الوزراء المنعقد في 4 آذار بقيادة الربّان ميشال عون؟ وللمفارقة فقد شكل مجلس الوزراء يومئذٍ لجنة لدراسة موضوع الميغاسنتر!

 

في الـ 1998 جرت انتخابات بلدية في كل لبنان مستثنية المناطق الجنوبية الواقعة تحت الإحتلال. لم ينتظر يومها الرئيس بري تحرير الأرض ولم يقل لا إنتخابات من دون الجنوب المحتل. في هذا الإطار، سألتُ صديقاً باحثاً متخصصاً بالشأن الإنتخابي (وأول حرف من اسمه «كاف») عن موضوع الإنتخابات البلدية المتجهة إلى التأجيل فأجابني: «إذا كسر واحدٌ من أخوين توأمين يده ألا يذهب توأمه إلى الإمتحان؟».

 

ووصل «ك» إلى لبّ الموضوع: «كم مرة جرت إنتخابات بلدية فرعية؟ فما الغلط باعتبار إنتخابات بلديات الجنوب في موعد لاحق مماثلة للإنتخابات الفرعية؟».

 

نعود إلى رأس الحكمة، وسيد التنقير واللمحات والفقشات، والبوصلة والمرصد الدقيق لزلازل لبنان: «الخطورة في كلام جعجع هو عن الفدرالية وهذا يعني أننا لا نزال في «حالات حتماً» هذا جديد بري.

 

لربما سمع «صاحب الدولة» من طريق الخطأ المؤتمر الصِحافي للنائب كميل دوري شمعون فخُيّل إليه أنه يسمع صوت إبن فريد جعجع يطرح مشروع لبنان الفدرالي وربما اُخبِرَ عن جهوزية مطار الجبور فتذكر حالات.

 

في دويلة الحزب ومربعاتها الكاملة المواصفات والإمكانات إن أراد أي منا الإستعانة بشعار «حتماً»، في هذه الحال نبدأ في بئر العبد ولا ننتهي في طير فلسيه مروراً بتبنين حتماً. فمين بعد بيحكي بحالات يا دولة الرئيس؟