IMLebanon

البلديات دوّخت الأهالي: قتيل قي جويا

لا يبدو أن قطوع الإنتخابات جنوباً سيمر سريعاً برغم انتهاء مهلة انتخاب رئيس ونائبه للبلديات يوم غد بعد مرور شهر كامل على إجرائها. الأجواء لا تزال مشحونة في كثير من البلدات في إطار تداعيات الإنتخابات السياسية والحزبية والعائلية والشخصية. لكن عسى دماء حسين دايخ التي سالت ليل الأحد ويُتم أولاده الأربعة قبيل العيد في جويا (قضاء صور)، يكونان مكابح للثرثرات المستعرة. إشكال فردي أسبابه تراكمت منذ الإنتخابات، تخلله إطلاق نار أدى إلى إصابة الدهّان ابن السادسة والثلاثين بينما كان يساهم مع جيرانه في تهدئة المتنازعين.

منذ إعلان حزب الله وحركة أمل تشكيلتهما لبلدية جويا (رئيس البلدية يسميه حزب الله ونائبه تسميه حركة أمل)، اشتعلت شرارة الخلاف التي كادت تهدد الأمن فيها. قرر الثنائي استبعاد رئيس البلدية السابق المغترب حسين طاهر (شقيقه رئيس البلدية الأسبق) واستبداله برئيس مشروع إعمار الضاحية الجنوبية المهندس حسن جشي. طاهر شكل لائحة «قرار جويا» بوجه لائحة الثنائي. تردد بأن أطرافاً من اللائحتين أنفقت أموالاً انتخابية طائلة واستقدمت العشرات من أبناء البلدة العاملين في دول أفريقيا.

الأجواء لا تزال

مشحونة في كثير من البلدات على إثر الانتخابات البلدية

بنتيجة الإنتخابات، فازت لائحة الثنائي واستطاع طاهر وعضو في لائحته علي محمد السعيدي خرقها. لكن الأمور لم تنته بإقفال الصناديق. لائحة طاهر قدمت طعناً بالنتائج، متهمة بالتزوير والتلاعب بأوراق الإقتراع وسرقة صناديق من الأقلام. لكن أبرز ما استفز أعضاء لائحة الثنائي ومناصريهم ما تضمنه الطعن من تشكيلة الثنائي التي «لا تعكس كفاءات أبناء جويا الثقافية والعلمية والمالية».

«مسلّة» الكفاءات نعرت الكثيرين. بحسب مصادر مواكبة للقضية، فإنه فور تسلم الأعضاء للطعن حتى أخذت الإشكالات تتكرر بين الحين والآخر. تلاسن بين بعض الأعضاء ومناصريهم. وما زاد الإشكالات حدة، تحميلها خلافات جانبية. آخرها تلاسن وقع عصر الأحد بين شبان من آل قاسم وآخرين من آل اللقيس «بسبب قيام ق. لقيس بإلصاق صورة لعضو بلدي على سيارته في حي مساكن الرضا في البلدة، ما استفز ي. قاسم». حينها تدخل مختار البلدة حسن اسماعيل وجمعهما في منزله وصالحهما. إلا ان لقيس «اشتكى لعضو البلدية علي دايخ عن ثرثرات تطاوله ويُطلقها ع. زعتر. فما كان من الأخير إلا أن حضر مع حوالي خمسين شاباً قبيل منتصف الليل ودخل إلى الحي شاهراً سلاحه. حصل تلاسن، ثم أطلق عدد من الأشخاص النار، ما أدى إلى مقتل حسين دايخ الذي كان متوجهاً من منزله المجاور لإعداد طعام السحور لعائلته.

منذ وقوع الإشكال، يسجل الجيش انتشاراً ومداهمات في البلدة لتعقب كل من لقيس وقاسم وعلي دايخ الذين تواروا عن الأنظار. عضو في البلدية اتهم أحد زملائه «بالتحريض منذ انتهاء الإنتخابات وتناول أعضاء اللائحة الفائزة، ما أثار جواً من الإحتقان». من جهته، نفى عضو المجلس البلدي علي السعيدي في اتصال مع «الأخبار»، أي طابع بلدي للإشكال الأخير. واوضح أن أطراف الإشكال «ربطتهم خلافات سابقة ونوايا مبيتة تجاه بعضهم بعضا. ولتخفيف فعلتهم ألصقوها بالبلدية».

حتى مساء أمس، كانت جثة دايخ لا تزال في أحد مستشفيات صيدا لتشريحها بهدف تحديد نوع الرصاصة التي خرقت رأسه وبُعد المسافة التي أطلقت منها. الأسوأ أن موكب تشييعه المنتظر سيمر بين صور المرشحين التي لا تزال ترتفع. ترجح عائلته أن يضيع حق حسين وسط تراشق المسؤولية بين أطراف النزاع الذين يجمعون على نتيجة واحدة: «طلعت برأس المسكين».