IMLebanon

شهادتي بالرئيس ميشال سليمان

 

عسكري هو، تحسبه مدنياً، لا تغيب الإبتسامة عن ثغره. مثقف هو، رجل فكر وحوار، منظم عقله، تحسبه أستاذاً جامعياً، في الأزمات تبرز قوته ومع القوة اعتداله وحكمته. يكره العجلة في اتخاذ القرار ، وقبل اتخاذه، يزينه من جوانبه كافة. يتحمل المسؤولية ويتصرف دائماً كأنه هو المسؤول الأول. صادق الكلمة، إذا أخطأ، يسارع إلى الإعتراف بخطئه. متواضع يحب الناس والناس تحبه.

معرفتي به أتت من صدفة. كنت أقرأ في جريدة السفير مقابلة له أجراها معه مندوبها في القصر، فوجدت أن حواره معه كان ضعيفاً. كان في موقع الدفاع ، وهذا ما لا يدخل في أعراف أي رئيس للجمهورية. فاتصلت به وكان في القصر، وطلبت منه موعداً ذهبت إليه في الوقت المحدد.وبعد تبادل المجاملات، بادرته بالقول: فخامة الرئيس، قرأت لك مقابلة أجراها معك المندوب الصحفي لجريدة السفير في القصر، فلم أكن صراحة مرتاحاً لأجوبتك. وحين انتهيت من كلامي ،التفت إليّ وقال: « معك حق، فالإنسان لا يتعلم إلا من كيسه كما يقال في اللغة العامية».

عندها أكبرتُ جوابه واكتشفت صدقهُ. لقد تقبّل مني الملاحظة مع أنه لم يكن لي معه سابق معرفة. مرّت الأيام ولم أزره خلالها لأني لم يكن عندي من الكلام ما يدفعني إلى زيارته مجدداً.

في أحد الأيام، دعيت إلى لقاء موسع يضم مائة شخصية لبنانية من مختلف المناطق والطوائف. ترأس الإجتماع العماد ميشال سليمان ودعاني إلى الجلوس إلى يمينه وسمِعتُه يقول للحاضرين إني أقترح عليكم الموافقة على انتخاب السيد محمد يوسف بيضون نائباً لي، فوافق الحاضرون بالإجماع على اقتراحه. وقد تم في الإجتماع تسمية اللقاء، « بلقاء الجمهورية».

بعد فترة قصيرة، دعا الرئيس سليمان مجموعة مؤلفة من حوالي عشرين شخصية ممن حضروا الإجتماع العام الذي أشرت إليه أعلاه. ترأس الإجتماع العماد ميشال سليمان وقال للحاضرين أن اللقاء إذا ما أريد له النجاح ينبغي أن لا يزيد عدد المجتمعين العشرين أو الخمسة والعشرين عضواً. بهذا العدد تسهل المناقشات ، ويصدر بعدها بيان صحفي عنه يُذكرُ فيه ما توصل إليه من قرارات وتوصيات.

كما اتُفق على أن تكون اجتماعات اللقاء المصغر أسبوعياً في مقره في الحازمية عند الساعة الرابعة والربع من بعد ظهر كل أربعاء.

إن نشاط «لقاء الجمهورية» قد ملأ فعلاً فراغاً في الحياة السياسية في لبنان وأصبح له وجود ملحوظ. واللقاء حالياً بصدد تقديم طلب إلى وزارة الداخلية للحصول على رخصة رسمية له.

في الختام أسعدني كثيراً العمل إلى جانب الرئيس ميشال سليمان الذي أتمنى له كل التوفيق في متابعة رسالته الوطنية بعد أن تقاعد رسمياً منها، والله الموفق.

* نائب ووزير سابق.