هناك اعتقاد سائد في العديد من الأوساط بأن الدعوة إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية مناطة حصراً برئيس لجنة شؤون المهجّرين النيابية آغوب بقرادونيان، وهو إن تنازل عن صلاحياته لمدة سنة ونيّف، فآن الأوان له أن يستعيدها. أمس تأكد للقاصي ولأخيه الداني أن الرئيس بري مثله مثل فتى الكتائب، ونائب شيخ «العزّابي» ملحم خلف، وأنطوان حبشي ورفاقه، واللواء ريفي وميشال معوّض وآل جنبلاط يلح أكثر من أي يوم مضى على إتمام الإستحقاق الرئاسي. قالها «الإستيذ» بوضوح تام أمام باقة عطِرة من نوّاب الأمة: «لنتلقف الفرصة الرئاسية». جميع الحاضرين تحمّسوا باستثناء بقرادونيان. آغوب «طنّش» متجاهلاً ما سمعه من برّي. برأيه لم تستو الطبخة بعد. يحشر بري دائما دولة الرئيس بقرادونيان بإلحاحه على عقد جلسات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية وليفز من يفوز. يمارس كل الضغوط على آغوب والثنائي الأرمني لعدم تعطيل الجلسات. وتردد أن وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، طرحت على الرئيس بري في خلوة الـ tête-à-tête: «بربّك قل لي ماذا يريد آغوب؟ لماذا لا يستخدم صلاحياته الدستورية؟ لماذا يماطل في تحديد جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية؟ لماذا لا يتلقّف بكلتي يديه الفرصة الرئاسية؟» أجابها بري: «صدقاً، وحياة جميع القديسين، لا أعرف ماذا ينتظر وأي أرنب يخفيه في كم سترته» غادرت مدام كولونا بيروت في حيرة ما بعدها حيرة.
لنعد إلى الجدية، وتهيّب الأعظم، سألتُ، كما الكثير من أشقائي في الوطن والمهجر، ماذا عنى الرئيس نبيه بري بـ «تلقّف الفرصة الرئاسية»؟
أيشكّل تعاظُم الإجرام وشهوات الإنتقام في قطاع غزة فرصة لا تفوّت لانتخاب سليمان بك فرنجية رئيساً للجمهورية المتداعية؟
هل المخاطر التي تهدد لبنان من عيتا الشعب إلى عيناتا الأرز تحتاج إلى رجل إستثنائي اليوم كمرشح الممانعة سليمان فرنجيه؟
وهل الحرب الوشيكة تحتاج إلى رجل قوي الشكيمة كسليمان فرنجيه؟